سجون نينوى مكتظة بالدواعش
نينوى ـ خدر خلات:
كشف مصدر امني عراقي عن ان سجون محافظة نينوى مكتظة بعناصر تنظيم داعش الارهابي والمشتبه بانتمائهم له، مطالبا بضرورة الاسراع بمحاكماتهم، عادا ان تفعيل الجهد الاستخباري واستثمار المعلومات الامنية بشكل صحيح وسريع هو الحل الافضل لاستقرار مدن نينوى، بينما هنالك حاجة للمزيد من القوات الامنية في المناطق غير الماهولة وخاصة في الجهة الغربية وصحراء منطقة الجزيرة (جنوب وغربي الموصل).
وقال المصدر الذي طلب عدم كشف هويته لـ “الصباح الجديد” ان “الاوضاع الامنية في محافظة نينوى هي الافضل منذ عام 2003، ولم تشهد اية خروقات امنية يمكن الاشارة اليها، وان ما حدث من عمليات ارهابية لا تكاد تذكر منذ عام ونصف العام (منذ تحريرها) كانت تحصل في يوم واحد فقط او في بضعة ايام قبل عام 2014، حيث ان وقوع 4 اعمال ارهابية بيوم واحد كان امرا طبيعيا في تلك الفترة”.
ووقعت 4 اعمال ارهابية في الشهرين الماضيين في محافظة نينوى، اثنان منها في مركز الموصل، ثم واحد في تلعفر (56 كلم غرب الموصل) وسبق ذلك عملية ارهابية في مركز القيارة (60 كلم جنوب الموصل).
واضاف “ان سجون محافظة نينوى تكتظ بعناصر تنظيم داعش الارهابي او المشتبه بانتمائهم اليه او المتورطين في جرائم ارهابية بشكل او بآخر، وليس من صلاحياتي كشف الرقم لكنه بضعة الاف، وينبغي تسريع عمليات محكماتهم وانزال العقاب بالارهابيين منهم واطلاق سراح الابرياء المحتملين، لانه لا يجوز الابقاء على هؤلاء معتقلين الى امد غير معروف، ولابد من حسم ملفاتهم بشكل اسرع مما هو معمول به الان”.
ولفت المصدر الى ان “مدن محافظة نينوى، بحاجة الى مضاعفة وتفعيل الجهد الاستخباري اكثر مما هو عليه الان، حيث ان المعلومات الامنية تتدفق علينا، وهنالك تعاون كبير جدا من قبل المواطنين، والاهم هو استثمار المعلومات التي يقدمها المواطنون، والاسراع في الاستفادة القصوى منها وليس تاجيلها حتى لساعات معدودة، لان رصد الدواعش المتخفين في مكان ما، يعني ضرورة الاسراع بالتعامل معهم والقبض عليهم بينما تأخير ذلك قد يعطي فرصة لعناصر العدو بالافلات”.
وحول الحاجة للقوات الامنية في نينوى، افاد المتحدث بالقول “بشكل عام فان عدد افراد القوات الامنية في المدن المناطق القريبة منها، مقبول وجيد، بالرغم من ان هنالك حاجة لزيادة افراد قوات الشرطة المحلية وتجهيزهم بالاليات والعربات المسلحة والحديثة، لكن هنالك حاجة الى المزيد من القوات الامنية بشتى الصنوف في المناطق غير المأهولة بالسكان خاصة في المناطق الغربية بمحاذاة الشريط الحدودي في سوريا”.
وتابع “كما ان هنالك حاجة لزيادة عديد قواتنا في مناطق الجزيرة، حيث ان بعض خلايا التنظيم تحاول ان تنشط ولو بشكل محدود، لانها مناطق صعبة التضاريس في كل فصول السنة، ولا ينبغي ان نسمح لهم بالتقاط انفاسهم، كما لابد من التوصل الى الخيوط الخفية التي تمد فلول العدو بالمؤن كالطعام والشراب والوقود وغيرها، فضلا عمن يمدهم بالمعلومات الامنية، وهؤلاء اخطر من مقاتلي داعش في تقديرنا وتنتظرهم عقوبات صارمة”.
واستبعد المصدر وجود فائدة من “اختراق داعش امنيا واستخباريا، لان من بقي معهم من الاحياء لاذ بالصحراء او بمناطق غير مأهولة اغلبها معروفة لدينا، ولا يمكن للدواعش ان يكسبوا المزيد من العناصر حاليا لان اوضاعهم لا تساعد على ذلك اطلاقا، لكن الخطر الان هو الفساد الحكومي وقلة الخدمات للمواطنين الذي قد يعاظم من حجم السخط والاستياء لدى سكان المناطق المحررة منذ عام ونصف العام، ومخاوفنا ان يسعى داعش لاستمالة هؤلاء لارباك الوضع الامني لا اكثر”.
ودعا المصدر المواطنين الى “الاستمرار بضخ المعلومات عن بقايا داعش الارهابي للجهزة الامنية والاستخبارية، وعدم الالتفات للصراع السياسي في البلد، لان الوضع الامني هو الملف الاكثر اهمية ويمس حياة المواطنين، بينما قادة الكتل السياسية سيتخاصمون ومن ثم يتصالحون فيما بعد بطريقة او باخرى”.