مهدي المانع
اصغي الى صمتي الواقف كراهب في اقبية منسية
اصغي الى الهدهد العائد من ممالك موبوئة
اتبع نزف السنين في شاسعات الوهن
اعاود الركوب على اجنحة حمر
اكرر اسئلتي
كيف يكون العمر
بلا سفر في متاهات البراري
وكثبان المياه
كيف تكون الحياة بلا امرأة اعشقها
تحت سقف الله
وبذور انثرها للجائعين
كيف يكون العالم
بلا جنوب ارتديه
وشمال يبحث عني في اكتاف الوديان
كيف تكون الاماسي
بلا طيور مهاجرة
واسراب نخيل تعطر سواقي النظر
رغم ما ارسمه من بساتين للخوخ
رغم ما ادركه من اثر للفراش
فمازالت خطواتي تجلدها الرياح
عبر ممرات مكتضه بالنوارس المصلوبة
مازال كوخي
يعشق حبات المطر المنفلقة
في سهول السحاب
المتشحة بالبهجة على روابي البيادر
استعيد تأملي
اصوغ الحروف
كيف يكون الشتاء
بلا مواقد تطرد الصقيع عن جلود المنازل
وصهيل للرعود
ليرتعش الخوف في فنارات الرحيل
كيف تهبط عصافير السعادة
بلا ارصفة للقناعات
وضحكات تنقش
سرور الصفصاف على وجه الشمس
كيف اكون
ان طاردتني الغربة
وتجشمت اهوال الكهوف
على منافذ البسمات
كيف اكون
ان لاح برأسي الافق الابيض
وغاصت العيون في ضباب يستزل النهار
هل اردد اغنيتي القديمة
ستأتي حبيبتي وتحضن الكفوف
فينحسر الدخان عن قارعة البصر
هل اعزف سمفونية الجرح الذي لم يهتدي الى قاتلة
ام اروي حكايات الغجر
للصبية الخائفين
وخيام لم تطئ الارض
الا عند منعطف للبكاء
د.مهدي المانع