سمير خليل
كل جمعة، يكتظ الشارع الاثير بزواره الاوفياء، طلاب الثقافة، وعشاق الفكر والعلم. فشارع المتنبي وسوقه العريق بات مزارا للمثقفين، وآخرين يبحثون عن لقاءات حميمة واكتشاف كنه هذا التجمع الفريد.
كل جمعة يزدان المكان بصخب جميل ولقاءات وتجمعات وموسيقى واحتجاجات. كتب متناثرة على الأرصفة، زاحفة نحو نهر الشارع، تحيط بالمارة والسائلين كسياج من ورد.
في جمعة المتنبي سعدنا بلقاء مبدعين حرصوا على زيارة الشارع وأصبحوا من رواده الدائمين. الفنان الموسيقي جمال السماوي يقول: أصبح المتنبي اليوم مكانا خاصا، وحيويا، برغم أني اقيم في الشارع منذ العام 1988 حيث كنت اعمل بتجارة القرطاسية، تحول الاهتمام عندي من التجاري الى الثقافي، ومن خلال متابعتي لحال الشارع، رأيت تحولا بعد العام 2003 حيث أصبح شارع المتنبي، الملاذ الثقافي الذي يؤمه الناس ومن شتى التوجهات والثقافات.
ويجد الناقد السينمائي كاظم مرشد السلوم ان يوم الجمعة في المتنبي كرنفالا ثقافيا، وقال: نحاول فيه لقاء الاصدقاء والبحث عن عناوين للكتب السينمائية مجال تخصصي، كانت هناك آراء بتحويل يوم الجمعة الى السبت، لكون الازدحام اقل، لكن هذا المقترح قوبل بالرفض لان يوم الجمعة يمثل نهاية الأسبوع، وهو يوم للاسترخاء والتواصل بين الناس. وأضاف:هناك مقتربات تحيط بالمتنبي كشارع الرشيد والميدان وسوق الهرج حيث الانتيكات، ومقاهي ام كلثوم، وحسن عجمي، والاسطورة، والشابندر، وسوق السراي، والمتحف البغدادي. نستمتع بالطواف في كل هذه الامكنة بعد ضغط اسبوع كامل من العمل، نركن للاسترخاء من اجل معاودة نشاطنا للاسبوع الذي يليه.
اما الاعلامي قحطان جاسم جواد فيقول: انا من المواظبين على الحضور كل جمعة، حيث اتابع واتحرى عن المستجدات في عالم الكتب، وحضوري الى المتنبي يفيدني كثيرا، سيما في متابعة الندوات واللقاءات التي يحتضنها الشارع، إضافة لكون المكان يشكل فرصة للقاء الاصدقاء كل جمعة.
الدكتور سعد عزيز عبد الصاحب يتابع: في جمعة المتنبي التقي الكتب السائرة على الأرض، والانسان وما يحمله من حياة ونبل وعاطفة، ويشكل هذا اليوم فرصة للاطلاع على أحدث المستجدات من الكتب التي نبغي الحصول عليها، اضافة للجو الثقافي العام وملتقيات المثقفين والقراء.
أهل الرياضة بدأوا ينتظمون في زيارة المتنبي كل جمعة، يقول الصحفي الرياضي منعم جابر: الرياضة اصبحت قريبة جدا من الفن والثقافة، فهي تفيد الجسم، وهذه رياضة تفيد الروح. وجودي كل جمعة كي اتواصل مع شرائح متعددة وخاصة المثقفين والادباء ورجال العلم والمعرفة.
ووصف الفنان التشكيلي محمد رحمة جمعة المتنبي، بانها: بحث عن مشكلات الانسان وايجاد الحلول لها من خلال النقاش والحوار، ومحاولة اعادة الذكريات عبر اللقاء مع اصدقاء اليوم والامس، والازدياد من المنهل العلمي والثقافي في هذا المنتجع، او الصرح العلمي والفني والادبي “.
اما الكاتب والناقد عباس لطيف فقال: باعتقادي ان المتنبي هو الفضاء او المتنفس الوحيد للثقافة والاطلاع على آخر المستجدات بالكتب والمطبوعات، ويمثل طقسا للمثقفين لكنه ليس هربا وانما لإيجاد ذاته وممارسة حريته وايجاد مجتمع يتماهى معه. المتنبي ليس كتبا تعرض على الأرصفة، هو حوار وجدل وبحث عن الافكار والأصدقاء، وعن تحليل الواقع الاجتماعي والسياسي من خلال الندوات واللقاءات. الظاهرة الثقافية صارت تضغط على الرأي العام، كل التظاهرات تنطلق بالتوجيه والايحاء من المتنبي، المتنبي حلقات فكرية داخل الحدائق، نقاشات ارتجالية مباشرة تطرح خلالها آراء جريئة بحرية تامة”.
جمعة المتنبي حلقات فكرية وآراء حرة وكتاب
التعليقات مغلقة