التنظيم يمر بأسوأ أوضاعه وراتب العنصر 50 دولارا فقط
نينوى ـ خدر خلات:
كشف مصدر أمني عراقي مطلع في محافظة نينوى عن اعتقال نحو 2000 عنصر من تنظيم داعش الإرهابي منذ مطلع العام الحالي في عموم محافظة نينوى، غالبيتهم من “الخلايا النائمة”، وفيما اشاد بالتعاون الكبير من قبل المواطنين، بيّن ان التنظيم يمر بأسوأ اوضاعه وان راتب بقايا عناصره يبلغ نحو 50 دولارا شهريا، مشيرا الى ان صفحة داعش ستطوى وتصبح من الماضي، داعيا الى ايجاد فرص عمل للشباب كي لا يستغل التنظيم الارهابي سخطهم.
وقال المصدر في حديث الى “الصباح الجديد” شريطة عدم الكشف عن هويته، ان “الاجهزة الامنية والاستخبارية العراقية تعمل على مدار 24 ساعة في ملاحقة بقايا تنظيم داعش الارهابي في محافظة نينوى، مع دراسة ومقاطعة وتدقيق المعلومات الغزيرة التي ترد سواء من المصادر الامنية والاستخبارية او من المواطنين”.
واضاف “بناءا على تلك المعلومات، تم اعتقال نحو 2000 عنصر داعشي في عموم محافظة نينوى منذ مطلع العام الحالي 2018 ولحد يومنا هذا، غالبيتهم مما يسمى بالخلايا النائمة ومن بقايا التنظيم الارهابي، والعمل مستمر من اجل ملاحقة ما تبقى من عناصر التنظيم، علما ان البعض منهم يختبئون في صحراء الجزيرة ومناطق اخرى جنوب وغربي الموصل، وان امامهم مصيران اثنان، القتل او الاعتقال ولو بعد حين”.
واشار المصدر الى ان “الكثير من هذه الانجازات التي تحققت عبر عمليات متفرقة طوال الاشهر العشرة الماضية، تمت نتيجة للتعاون الامني الكبير من قبل الاهالي والمواطنين، وخاصة من الذين تضرروا كثيرا من افعال التنظيم الذي اعدم ابناءهم او اشقاءهم او اقرباء لهم، او قام بمصادر اموالهم واعتبارها غنائم من مرتدين، او فجّر منازلهم ودمر مصادر ارزاقهم”.
مبينا ان “التنظيم يمر بأسوأ اوضاعه منذ ظهوره على الساحة العراقية، وان راتب بقايا عناصره المتخفين يبلغ حاليا 50 دولارا اميركيا شهريا، على وفق اعترافات عدد من المقبوض عليهم، وان دفع تلك الرواتب وايصالها مسألة غير متاحة للعدو باستمرار، مما يؤدي لتقطع ايصالها لشهرين او لثلاثة اشهر احيانا”.
وحذر المصدر من “استغلال التنظيم للبطالة المتفشية في عموم نينوى وتوظيف التنظيم للسخط والاستياء لدى الاف الشباب الذين يعانون منها، بهدف زعزعة الاستقرار الامني بنينوى”. داعيا الى “تخصيص فرص عمل في الدوائر الخدمية بنينوى بمبالغ لا تقل عن 200 دولار لحماية اولئك الشباب من الانزلاق في مهاوٍ هم في غنى عنها بسبب الحاجة المادية ولسد جزء من مصاريفهم ومصاريف ذويهم”.
عادا ان “صفحة داعش سيتم طيها قريبا وستصبح من الماضي، لان التنظيم بات منبوذا في عموم محافظة نينوى، بسبب جرائمه الوحشية ضد الاهالي، وبسبب قراراته التعسفية التي لا تتناسب والزمن الحالي”. واستدرك بالقول “لكن ينبغي ان يتم الاستعداد للمعركة المقبلة مع التنظيم، والتي هي معركة فكرية بامتياز، لازالة ومكافحة الافكار التكفيرية والمتطرفة التي حاول زرعها في المناطق التي خضعت لسيطرته منذ عام 2014 الى 2016”.
وبخصوص تفجير سيارة ملغمة في مركز ناحية القيارة (60 كلم جنوب الموصل) في منتصف الاسبوع الماضي، يرى المصدر ان “التنظيم قد يتمكن من إحداث خرق هنا او هناك، لكن بالمجمل هي عمليات جبانة، ولم يعد بامكانه ان يبسط سيطرته على شبر واحد من اراضي نينوى، وان ايام استيلائه على قرى ولّت ومن دون رجعة، لاننا نعلم جيدا ان قيادات العدو تحث بقايا عناصرها على ما تسميه (حرب النكاية) وهو ما يُصطلح عليه حاليا بحرب العصابات، اي اضرب واهرب”.
وتابع “لكن بالتقنيات الحديثة، وبالمعلومات الغزيرة المتوفرة يمكننا ملاحقة من ينفذ هكذا عمليات اجرامية والاقتصاص منه، وهنالك خطط موضوعة لملاحقة بقايا العدو وتنفيذ عمليات استباقية ستحبط مخططاتهم الاجرامية”.