سمير خليل
الانتيكات او القطع الأثرية القديمة تعني جمع الشيء او العنصر القديم، وهذه الاشياء تحدد قيمتها التقادم الزمني، والجمال والندرة، وفائدتها أو مزايا فريدة أخرى.
تجارة الانتيكات لها أصحابها وهواتها، وتعد من الهوايات المكلفة، اذ تتطلب من ممارسيها وتجارها على السواء ثقافة تاريخية مهمة لتقييم التحف الفنية، وتحديد قيمتها التاريخية والمادية.
ويعد العراق مصدرا مهما وغزيرا للآثار والتحف التاريخية، لتنوع الحضارات القديمة في بلاد الرافدين، لذلك اصبحت تجارة الانتيكات من الاعمال الرائجة، والتي شكلت ثقلا في السوق التجاري، وهذه دلالة للتذوق الجمالي.
هذه التجارة الفريدة والمتميزة تمر اليوم بأزمة كبيرة وتكاد ان تتوارى عن المشهد اليومي العراقي. تجولت في ساحة الميدان حيث عديد المحال التي تتعامل بالأنتيكات. والتقيت احد اصحاب هذه المحال السيد عباس حسين بلي، والذي يمارس هذه التجارة منذ 30 عاما وهو من عائلة فنية فوالده حسين بلي كان من المطربين الشعبيين في بغداد، والذي يعتقد ان الانتيكات تمثل حالة نفسية يرتاح اليها الانسان عندما يحتفظ ويعتني بها، وكذلك تذكرنا بالماضي ومقارنته بالحاضر. وبالتأكيد كان سؤالنا الاول عن حال الانتيكات وتجارتها اليوم فقال:
– للاسف الانتيكات وتجارتها تمر بحالة احتضار، بعد ان كانت تشكل ظاهرة في التذوق الفني التراثي، وتزدحم محالها بطلاب وهواة الدلات والفنون التراثية، ومقتني التحف والنوادر الاثرية، واسباب هذا الاحتضار عديدة، اولها المتغيرات السياسية والنظام السياسي الذي أهمل الفنون والثقافة، والظواهر التراثية، ومنها الانتيكات، كذلك قلة وعزوف الاثرياء الذين يمثلون الصف الاول من مقتني الانتيكات ومغادرة اغلبهم العراق، والسبب الآخر، غياب السياح الاجانب الذين كانوا أحد اهم اسباب انتشار ورواج هذه التجارة.
ومن اين تأتيكم هذه القطع الاثرية وماذا تشمل؟
نحصل عليها من بيوتات بغدادية عريقة ومن نينوى وبعض المحافظات الاخرى، اضافة الى ان بعض العراقيين يشترون هذه القطع الاثرية من الخارج في اثناء سفرهم ويبيعونها هنا في العراق، وتشمل هذه القطع اعمالا نحاسية وفنية نحتية، ولوحات رسم، والبلور القيصري، والآلات الموسيقية، واجهزة الراديو، والمراوح، والكرامافون، والساعات والعملات القديمة، واوان منزلية، ومصابيح ومدافئ قديمة، ولابد ان اشير الى صناعات مقلدة منشأها الصين بدأت تظهر في اسواق الانتيكات.
واين تتركز مراكز بيع الانتيكات وهل هناك معارض او مزادات دائمية لبيعها؟
– اهم مراكز البيع في بغداد وتحديدا في منطقة الميدان، وسوق هرج، وشارع سلمان فائق، وهو مكان حديث بدأ نشاطه بعد تسعينيات القرن الماضي، إضافة الى محال متفرقة في المنصور والكرادة، وبعض الفنادق السياحية، وكذلك في محافظات البصرة والناصرية والموصل، ولكنها ليست بثقل بغداد، وهناك مزادات وليست معارض، ولكنها قليلة وأشهرها في بغداد مزاد بيت البغدادي، وهو مزاد اسبوعي “.