يشمل مزارعي القمح والزيتون
نينوى ـ خدر خلات:
بدأت اللجنة الدولية للصليب الاحمر بالاستعدادات النهائية لتقديم دعم مالي لنحو 550 فلاحا ومزارعا بسهل نينوى لتنشيط الواقع الزراعي ولا سيما محصولي القمح والزيتون، ويشمل الدعم زراعة 15 دونما من القمح و8 دونمات من أشجار الزيتون.
وقال الدكتور حيدر الخزعلي من اللجنة الدولية للصليب الاحمر/ قسم الحماية الاقتصادية في حديث الى “الصباح الجديد” ان “اللجنة الدولية للصليب الاحمر هي منظمة حيادية انسانية سويسرية دولية تشتغل بالمناطق التي فيها نزاعات واحداث داخلية، غايتها تقديم المساعدات للناس الاكثر تضررا بسبب النزاعات ومن ضمن هذه المناطق هي منطقة سهل نينوى ووقع اختيارنا على ناحية بعشيقة لان فيها عدة قصبات ومدن”.
واضاف “اللجنة الدولية للصليب الاحمر عملت تقييما ميدانيا للاحتياجات، وحددت الناس المتضررين من الفلاحين والمزارعين لمحصولي الحنطة والزيتون، وبعد معرفة حصيلة التقييم الميداني، قررت اللجنة الدولية للصليب الاحمر ان تقدم مساعدات للفلاحين الذين يزرعون الحنطة، وتشتمل المساعدة على تقديم البذور والاسمدة الكيماوية لزراعة اراضيهم، وهذه المساعدة ستكون مادية ونعطيهم اموالا وسيتوجب عليهم شراء البذور والاسمدة”.
واشار الخزعلي الى ان “اللجنة الدولية للصليب الاحمر ستكون على تواصل مباشر ومتابعة ولضمان ان الاموال التي ندفعها ستستخدم في عملية الزراعة، وموظفي اللجنة الدولية للصليب الاحمر سيبقون على تواصل مع المزارعين ومتابعة العملية الزراعية منذ بدايتها”.
وزاد بالقول “اما بالنسبة لمزارعي الزيتون سنعطيهم مبالغ مادية ايضا تغطي احتياجاتهم لتقليم اشجارهم لانها مرحلة زراعية مهمة للانتاج مع اعطاء مبالغ مالية لشراء الاسمدة ليساعد الاشجار على النمو والانتاج”.
موضحا ان “عدد الفلاحين والمزارعين المستفيدين من هذين المشروعين 545 فلاحا ومزارعا، بينما تحديد الاقيام المادية تم بعد ان قمنا بتحديد الاسعار في الاسواق المحلية، وبالنسبة لمزارعي الحنطة سنعطيهم اموالا كي يتمكنوا من زراعة 15 دونما ومن لديه اكثر من هذه المساحة يمكنه زراعة الباقي على نفقته الشخصية، وسنعطي لكل دونم 35 كلغم من بذور الحنطة المحسنة و 50 كلغم من السماد اضافة لكلفة الحراثة للدونم الواحد”.
وحول تكاليف الحصاد ونقل الانتاج للصوامع، افاد الخزعلي “نحن لا نريد من الفلاح ان يعتمد علينا بالكامل لانه هذا هو عمله وعليه المساهمة بشيء ما لانجاح العملية الزراعية، وحسب التقييم الميداني وحسب طلب الفلاحين قالوا انهم يريدون المواد الاساسية البذور والاسمدة وكلفة الحراثة فقط”.
ومضى بالقول “اما بالنسبة لمزارعي الزيتون فان المبلغ تقريبا مليون و160 الف دينار للمزارع الذي لديه مساحة مزروعة بـ 8 دونمات ونعطيه المبلغ ليقوم بعملية التقليم وكذلك السماد الذي هو بحاجة اليه”.
وحول امكانية حفر ابار ارتوازية واسيجة لحماية الاشجار النابتة من رعي المواشي، بيّن انه “نحن الان لا نستطيع ان نعد المزارعين باي شيء، لاننا نقدم المساعدات على وفق ما مخطط له بالعام 2018، وسيبقى عملنا كالتالي اية مشكلات او احتياجات للناس العائدين لمناطقهم والمتضررين من الاحداث عليهم بتقديم طلب لنا وسنقوم نحن بالتقييم الميداني وعقب ذلك سنقرر على ضوئه خطواتنا اللاحقة.
وفيما اذا كان هذا المشروع يقتصر على سهل نينوى فقط، نوه الى انه “كل منطقة سواء في العراق او في اقليم كردستان لدينا مشاريع محددة، وقسم الحماية الاقتصادية مثلا موجود في محافظة اربيل ولدينا بعثة فرعية هناك تغطي مناطق محددة، ولدينا بعثة ومكتب في السليمانية ودهوك وايضا في باقي المحافظات العراقية مثل كركوك والموصل والنجف لدينا شيء مماثل ومقرنا الرئيس موجود في بغداد”.
منوها الى ان الهدف من هذا المشروع “لانتشال القطاع الزراعي من واقعه الحالي وتنشيطه، ونحن ناخذ بنظر الاعتبار ان الفئة المتضررة هم الفلاحون ومزارعو الحنطة والزيتون وعقب ما صارت الاحداث (سيطرة تنظيم داعش على المنطقة) وعلى وفق ما ابلغنا به من المواطنين في التقييم الميداني لم يتم زراعة الاراضي لثلاث سنوات وهذا اثر على اوضاعهم الاقتصادية، وبعد عودة المواطن لمنطقته ومهنته الرئيسة هي الزراعة، ونحن خلال التقييم الميداني قالت نتائجنا ان نعطيه ما يمّكنه لاستعادة نشاطه الزراعي لان الكثير من الفلاحين والمزارعين لربما لا يمكنهم ذلك من دون دعم مالي”.
وبخصوص امكانية وجود عبوات ناسفة او اجسام غير منفلقة في بعض الحقول، اشار الخزعلي الى انه “لدينا برنامج توعية بهذا الشأن، لكن هنالك جهات مختصة بازالتها، وخلال التقييم الميداني قال بعض المزارعين ان المزارع البعيدة قد يشتبه بوجود اجسام مشبوهة فلهذا من الصعب ان نتبنى عملية الزراعة فيها بسبب المخاطر المحتملة على المزارع او على العمال في اثناء العملية الزراعية والحصاد وغيرها، ولكن يمكننا ايصال طلبات المزارعين بهذا الشأن للجهات المختصة لمعالجتها”.