عامر عبود الشيخ علي
القارئ لروايات القاص عادل المعموري وقصصه القصيرة، يجد نفسه بطلا لتلك الروايات، لانها تجسد حياة الافراد في مجتمع عانى هول الحروب والحصار والارهاب وتداعياته في فترات زمنية متعاقبة، واستطاع القاص ان يعكس بيئته التي استوحى منها شخوصه وابطاله، ليرسم لنا لوحة جميلة استطاع من خلالها بلغة بسيطة وثيمة غير معقدة، ان تكون اعماله فسحة ثقافية وادبية لتجعل القارئ يعود الى ماض ينهل منه ما يستطيع من الام ومعاناة لخلق حاضر ومستقبل جديد خال من تلك الصور. وفي مكان اخر اهتم المعموري بالحبكات الاجتماعية وامراضها، الناتجة عن الفقر والحرمان والكبت العاطفي في بيئة معلولة، ومن هذه البيئة نبدأ حوارنا مع القاص عادل المعموري. س/ هل للبيئة تأثير على صورك الروائية؟ البيئة تلعب دوراً رئيسياً في كتابات الروائي ..منها يستقي موضوعاته ومنها يولج دائرة الإبداع، والكاتب يتأثر من بيئته حتماً. س/ هناك انسيابية وتناغم وصور شعرية بين مفردات كتاباتك القصصية هل للشعر تأثير عليك؟ التناغم الشعري في المفردات داخل العملية السردية شيء مهم جدا، لتكون الصورة أو المشهد قريباً من المتلقي. الشعرية ليس بالشيء السهل وهذا يعتمد على امكانية الكاتب في إثراء المشهد السردي. س/ بداياتك القصة القصيرة ام الرواية؟ بداياتي في القصة القصيرة، وأعتقد أن للقصة القصيرة دورا في إثراء مفرداتي والسيطرة على الأنساق السردية داخل الرواية، عالم القصة القصيرة عالم جميل وصعب، وتكمن حلاوته من الصعوبة لما للقصة القصيرة من مرتكزات لابد من الإلتزام بها، أمّا في الرواية فتكون المساحة أوسع في إيصال ما يريد الكاتب إيصاله. س/ حين تكتب هل الناقد يكون نصب عينك ام مهمتك ايصال ثيمة العمل للمتلقي؟ وهل للنقد تاثير على مسيرتك الادبية؟ بكل تأكيد عندما أكتب لا أكتب للناقد، لأنني لو كتبتُ للناقد سأواجه صعوبات كبيرة في التماهي مع أحداث الرواية، ومن هذا الجانب التفكير في القيود وردود الأفعال عوامل إحباط لا تخدم الكاتب. س/ هل ما تشهده الساحة الثقافية من كم كبير من الكتاب حالة صحية؟ ام هو ترف زمني لفترة معينة؟ أنا مع هذا الكم الهائل من الكتاب، بعد الإحتلال الامريكي للعراق عام 2003 ولحد الآن صدرت المئات من الروايات، علماً ان الساحة الأدبية العراقية لم تشهد مثل هذا الكم الكبير من المؤلفات في الرواية العراقية، إن لم أكن مخطئاً في العدد ،فقد صدرت اكثر من 800 رواية ،اقول أن الزمن كفيل بغربلة تلك النتاجات ،ولا مكان إلا للصحيح. س/ من الملاحظ ان الادب العراقي بدأ يستعيد عافيته وحصل العديد من الروائيين على جوائز عالمية مثل احمد السعداوي، هل باعتقادك ان السبب هو الظرف ما بعد (2003) ومعاناة المواطن ام العزلة التي كانت بها الثقافة العراقية قبل هذا العام اي (عام 2003)؟ عوامل كثير ة ساهمت في بروز الرواية العراقية، وتصدرها المشهد الأدبي العربي، منها إفرازات الحروب والويلات التي يمر بها الفرد العراقي، والكاتب العراقي بعد 2003 وجد تلك الفسحة الصغيرة من الحرية جعلته يكتب بإبداع واضح، ولو توفرت للكاتب العراقي الدعاية المناسبة والتوزيع المنصف لتصدر المشهد الروائي العربي بل العالمي، ويقع أللوم على وزارة الثقافة بتقصيرها الكبير تجاه الاديب، أما الإعلام فهو الآخر أغمض عينيه عن الأديب وتركه في آخر القافلة، نحن نحتاج إلى ثورة ثقافية وادبية تجعل الأديب العراقي يحتل مكان يليق به . س/ هل ننتظر ولادة لرواية جديدة ام هناك عسر للكتابة؟ بعد صدور روايتي (الرقص على إيقاع الغياب ) اتمتع بفسحة من الوقت لمعرفة ردود الأفعال حولها ومدى تأثيرها على المتلقي سلباً أم إيجاباً، والتفكير في كتابة رواية أخرى وارد، ولكن لا أريد أن أستعجل الأمور والتروي في كتابتها ليكون النتاج رواية جديرة بالنجاح المطلوب . س/ هل لك مشاركات داخلية وخارجية وهل حصلت على جوائز؟ إضافة لمؤلفاتي الاربعة الشخصية التي ابتدأت بمجموعة قصصية (العزف على وتر الفجيعة) و (خطوات ثقيلة ) و (الركض في فراغ ) و (رواية (الرقص على إيقاع الغياب ). ولي مساهمة في كتاب (33 ايقونة عراقية ) مع عشرة ساردين عراقيين وكتاب قصصي (هزيز الفجر ) وكتاب صدر في مصر وكتاب آخر قصصي صدر في اليمن ..وقد حصلت على الكثير من الجوائز ومنها جائزة افضل كاتب عربي في جنس القصة القصيرة عن مؤسسة (لوتس العربية للإبداع ) عام 2017. ونلت العديد من شهادات التقدير العربية في الصحف والمجلات الالكترونية التي تعنى بالقصة القصيرة والقصيرة جدا. س/ اخيرا ماهي امالك وطموحاتك؟ طموحي ان أخدم الأدب العراقي لأكون نبراساً يضيء جوانب الحياة في أرجاء المعمورة .