مخاوف من حملهم هويات ووثائق مزورة
نينوى ـ خدر خلات:
كشف مصدر مطلع في محافظة نينوى عن ورود معلومات تفيد باستعدادات لدى مئات العائلات الداعشية بالعودة للعراق من محافظة ادلب السورية بعد اشتداد الخناق عليها من قبل الجيش السوري وحلفائه، محذرا من ان افرادها قد يحملون مستمسكات وهويات مزورة، ويزعمون انهم كانوا نازحين في الجانب السوري.
وقال المصدر في حديث الى “الصباح الجديد” ان “معلومات تردنا من مصادر خاصة، تفيد بان مئات العائلات الداعشية من العراقيين، غالبيتهم من محافظات نينوى وصلاح الدين والانبار، يستعدون للهرب من محافظة ادلب باتجاه شمال شرق سوريا، وصولا للحدود العراقية في محافظة نينوى”.
وأضاف “أغلب هذه العائلات هربوا مع ابنائهم المتورطين بجرائم تنظيم داعش الارهابي من اعمال قتل وذبح وخطف وسرقات وتفجير بيوت مواطنين وغيرها من الاعمال الارهابية، وذلك خلال السنتين الماضيتين عقب تقدم القوات العراقية وبقية القوات الامنية لتحرير محافظات الانبار وصلاح الدين وديالى ونينوى وكركوك”.
واشار المصدر الى انه “عقب اشتداد الخناق على تنظيم داعش في محافظة ادلب وريفها، وخسائرهم المتتالية، باتت هذه العائلات العراقية ترغب بالعودة للعراق، من خلال المنافذ الحدودية في محافظة نينوى، على اعتبار انهم نازحون وهربوا لسوريا بسبب المعارك في العراق ابان طرد التنظيم المتطرف من تلك المحافظات”.
منوها الى انه “من المرجح ان يحمل افراد هذه العائلات وعناصر داعش معهم، اوراقا ومستمسكات وهويات مزورة، وبلا شك سيطالبون بنقلهم الى مخيمات النزوح جنوبي الموصل وليس بالعودة لمناطقهم الاصلية، لانهم يعلمون جيدا انهم مطلوبون عشائريا في مناطقهم ولا يمكنهم العودة اليها باي حال من الاحوال”.
وبحسب المصدر نفسه فان “المعلومات تفيد بان اغلب عناصر داعش لا يريدون العودة للعراق، بل يريدون الهرب باتجاه اوروبا عبر وسائل ودول مجاورة، لكنهم يدركون جيدا انه لا يمكن عبور عائلاتهم معهم، كما لا يمكن للأخرين البقاء في ادلب وريفها، خاصة مع تقدم القوات السورية وحلفائها، والذين سيقبضون عليهم بتهم ابسطها تجاوز الحدود فضلا عن دعمهم لعناصر ارهابية، حيث ان هذه العائلات تتنقل مع ابنائها الدواعش وتوفر لهم ما يحتاجونه من سكن ومنام وتجهيز طعام وغيرها”.
وحذر المصدر من ان “تبادر اطراف سياسية عراقية الى المتاجرة بهذه المسألة، وتزعم انهم مدنيون لا ذنب لهم، وتحاول ان تعيدهم للبلاد بالتعاون مع منظمات انسانية، على اعتبار انهم عراقيون وان اهمالهم وتركهم لمصير مجهول سيسيء لسمعة العراق في المحافل الدولية وغير ذلك من التبريرات”.
وتساءل المصدر “لماذا لم تعد هذه العائلات للعراق والى محافظاتهم ومناطقهم المحررة منذ سنتين؟ ولماذا تتواجد في سوريا لحد الان وتحديدا في مناطق يسيطر عليها تنظيم داعش الارهابي؟”.
داعيا “الاجهزة الامنية المختصة الى الاهتمام بهذا الموضوع، والقبض على عناصر داعش، واحالتهم للقضاء، والتعامل مع عائلاتهم كأبرياء الى ان تثبت التهم عليهم، شريطة وضعهم بمخيمات خاصة وتحت رقابة مشددة في اثناء ذلك”.
وتقول مصادر سورية انه، بعد سيطرة الجيش السوري على المناطق التي كانت تحت سيطرة الجماعات المسلحة في الجنوب السوري من السويداء والقنيطرة إلى بقية المدن الجنوبية للبلاد، بدأت انظاره بالتوجه إلى ادلب بحسب معظم المتابعين للملف السوري.
وكان الرئيس السوري بشار الأسد قد اعلن في نهاية تموز الماضي ان “تحرير ادلب يعد اولوية للجيش السوري، و هدفنا الآن هو إدلب على الرغم من أنها ليست الهدف الوحيد”. واوضح “هناك بالطبع أراض فى شرق سوريا تسيطر عليها جماعات متنوعة. لهذا السبب سنتقدم إلى كل هذه المناطق، والعسكريون سيحددون الأولويات، وإدلب واحدة منها”.
وشكلت هذه المدينة المركز الرئيسي لتجمع المسلحين خلال السنوات الماضية حيث انتقل معظم المسلحين الذين اخرجوا من كل من الغوطة والقنيطرة وقبلها حمص وحلب إلى ادلب.
ويقدر متابعون للشأن السوري أن عدد المسلحين المتواجدين الآن في مدينة ادلب السورية يقدر بـ200 الف مسلح تابعين لك من هيئة تحرير الشام (النصرة) وداعش وفصائل الجيش الحر والمجلس الإسلامي السوري، فيما يقدر عدد المسلحين الأجانب المتواجدين في المدينة بـ30 الف مسلح من 59 جنسية.
وتحدثت مصادر ميدانية ان الجيش السوري بدأ بإرسال تعزيزات عسكرية إلى جبهة ريف إدلب الجنوب الشرقي وتحديدا إلى محور بلدة أبو الظهور بالتوازي مع إرساله تعزيزات عسكرية إلى محور ريف حماة الشمالي تحضيرا لبدء معركة إدلب.
وبذلك يمكن القول إن العد التنازلي لمعركة إدلب قد بدأ، وخصوصا ان انتصار الجيش في معركة ادلب تعني تأمين كامل ريف اللاذقية الشمالي الشرقي المتاخم لريف جسر الشغور غربي إدلب، وإنهاء سيطرة المسلحين على هذه المنطقة.