بعد هزائمه المدوية.. داعش يشن حملات اعتقال لـ “الشرعيين” بصفوفه
نينوى ـ خدر خلات:
تتسرب أنباء من داخل تنظيم داعش الإرهابي تفيد بشن حملة اعتقالات طالت عددا من أبرز المنظرين الشرعيين فيه، الذين اتهموا قيادات كبيرة بانتهاج نهج خاطئ أوصل التنظيم الى حافة الانهيار الكامل في العراق وسوريا، في حين أعيد ترويج اتهامات لقيادات بارزة فيه بالولاء لحزب البعث “المحظور عراقيا” وتحميلهم جزءا كبيرا من هزائم التنظيم، مع إثارة احقية الإرهابي أبو بكر البغدادي (ابراهيم عواد البدري) في إعلان نفسه خليفة لداعش مع التشكيك بمقتل ابنه بعملية انتحارية.
وعلى وفق متابعة مراسل “الصباح الجديد” لمنصات إعلامية، مؤيدة ومحسوبة على تنظيم داعش الإرهابي، فقد “أفادت مصادر من داخل التنظيم الإرهابي تتحدث عن حملة اعتقالات واسعة طالت عدد من شرعيي التنظيم المعترضين على “سياسة الدولةـ الداعشية” التي يرون أنها أوصلت للوضع الحالي”.
وابرز المعتقلين هم “الشرعي ”أبو يعقوب المقدسي“ صاحب ”السلسلة المنهجية“ في الرد على ”البيان الشهير“، وكانت أبرز التهم الموجهة له هي إفتاؤه بعدم جواز العمل تحت ديوان الإعلام، و الشرعي ”أبو عيسى المصري“ صاحب ”سلسلة الآجرومية“ على إذاعة البيان (كانت تبث من الموصل) وهو شخص ضرير يعمل كإمام وخطيب حيث انتقد دولة داعش من على احد المنابر”.
هذه الاعتقالات لم تمر مرور الكرام بين انصار داعش، فبينهم من يراها عملية ضرورية وتمثل اعادة هيكلة وتجديد بعد النكسات الاخيرة، يراها اخرون انها بمثابة عملية استباقية لمنع حدوث انقلاب داخل الاتنظيم او منعا لوقوع انشقاقات بعد ظهور تباعد حاد في الرؤى ازاء ما اصاب التنظيم من هزائم كبيرة ومدوية في العراق وسوريا، فضلا عن الاختلاف الواسع في النظر لسياسات التنظيم في المستقبل القريب والبعيد، وفق مزاعم انصار هذا الراي.
وتبادل انصار الاعتقالات والمخالفين لهم الاتهامات بوجود قيادات كبيرة ولها صلاحيات واسعة، لكنهم من خلفيات علمانية وميول قومية وخاصة البعثيين، وذكر منهم سمير عبد محمد الخليفاوي الملقب حجي بكرالذي كان قياديا بعثيا وبرتبة عقيد في جيش صدام حسين، والقيادي صلاح عبد الرحمن العبوش، فارس محمد يونس المولى، ابو علي الانباري، و السويداوي (سوري من محافظة السويداء بسوريا) اضافة الى القيادي البارز والهالك عبد الرحمن البيلاوي.
كما تبادل اعضاء داعش هؤلاء القادة وغيرهم العشرات، اضافة الى الكثير من المقاتلين (ذوي الولاءات البعثية) جانبا من سبب هزائم التنظيم وانهم لم يرغبوا بالقتال في ميادين المعارك بل كان همهم الحصول على المناصب والمغانم على اعتبار انهم من عشائر لها ثقلها ولهم خبرة في ادارة الامور.
كما اثيرت مسالة احقية الارهابي ابو بكر البغدادي في اعلان نفسه خليفة لداعش، ويعتبرون ان هنالك من مكان افضل منه واكثر حكمة، منتقدين اختفاؤه المستمر عن وسائل الاعلام، واكتفاءه بخطابات صوتية لمرة واحدة كل سنة تقريبا، وهي محل تشكيك ايضا وفق عناصر التنظيم، كما لم ينج الهالك حذيفة البدري، نجل ابو بكر البغدادي من الاتهامات حيث تم الاشارة الى انه قتل في معركة خلال تبادل النيران باطراف محافظة حمص السورية، فيما يقول مناصروه ان قتل بعد ان نفذ عملية انتحارية ضد الروس في سوريا.
وتوسعت الاتهامات بين اعضاء التنظيم، حيث اعتبر البعض ان تفجير الجوامع ودور العبادة بمناطق سيطرة التنظيم جرائم وكوارث ساهمت في ابتعاد الناس عن التنظيم، بينما راى اخرون ان عمليات اعدام الجنود العراقيين في قاعدة سبايكر، كان خطا كارثيا ايضا، لانه كان يمكن تبادل هؤلاء الاسرى مقابل مئات المساجين المناصرين لداعش، فضلا عن تجنب التوظيف العراقي الحكومي لتلك المجزرة والتي حققت نجاحات كبيرة الامر الذي ادى الى اهتمام التحالف الدولي بالوضع العراقي والتدخل بسرعة لتدمير قدرات داعش والمساهمة في الحاق الهزيمة به.
كما تم انتقاد القسوة المفرطة في عرض مشاهد الذبح والنحر، والتي اتت بنتائج معاكسة، حيث كان داعش يامل زيادة جرعات الرعب في خصومه، لكن الخصوم تركوا كل خلافاتهم واتفقوا على محاربته وازالة مخاطره للنجاة من وحشيته.