رفضته أحزاب المعارضة وجددت تمسكها بإجرائها في موعدها المحدد
السليمانية ـ الصباح الجديد ـ عباس كاريزي:
رفضت احزاب المعارضة مطالبة بعض احزاب السلطة بتأجيل انتخابات برلمان اقليم كردستان، معلنة اعتراضها على اية اعذار او حجج تقدمها احزاب السلطة تهدف الى تأجيل الانتخابات عن موعدها المحدد في الثلاثين من شهر ايلول سبتمبر المقبل.
وقال عضو المجلس التنفيذي في حركة التغيير شورش حاجي في تصريح للموقع الرسمي لحزبه تابعته الصباح الجديد، ان الحركة ترفض اية مقترحات لتأجيل انتخابات برلمان كردستان، وهي لن تقبل باية اعذار لتأخير اجرائها عن موعدها المحدد.
واضاف حاجي، ان تأجيل انتخابات برلمان كردستان بالضد من العملية الديمقراطية تحت اية ذريعة كانت، لذا فان الحركة تقف بالضد من هذا المقترح.
وكانت احزاب وقوى سياسية قد طالبت بتأجيل انتخابات برلمان كردستان، وطالبت باجرائها بالتزامن مع انتخابات مجالس المحافظات في شهر كانون الاول المقبل.
وحول وجود آراء مختلفة داخل حركة التغيير بعضها يؤيد التأجيل واخرى تدعم اجراء الانتخابات في موعدها المحدد، اضاف حاجي، قائلاً» نحن في السابق ايضا لم نكن مع تأجيل الانتخابات، وقررنا في اجتماع سابق للمجلس الوطني للحركة دعم اجراء الانتخابات في موعدها المحدد.
بدوره قال رئيس كتلة الاتحاد الوطني الكردستاني في برلمان الاقليم دلير ماوتي، ان الاتحاد برغم التزامه بموعد اجراء الانتخابات وتقديمه اسماء مرشحيه وتسمية رئيس القائمة، الا انه يفضل ان يتم تأجيل انتخابات برلمان الاقليم، واجراؤها مع انتخابات مجالس المحافظات، مضيفاً ان الاتحاد لن يعترض اية مساعٍ لتأجيل الانتخابات واقامتها بالتزامن مع مجالس المحافظات.
واضاف ماوتي ان كتلاً في برلمان الاقليم وجهت سؤالا الى مفوضية الانتخابات في الاقليم، تساءلت فيه عن امكانية تأجيل انتخابات برلمان الاقليم واجرائها في يوم واحد مع انتخابات مجالس المحافظات العراقية، وتابع ماوتي»الا ان برلمان كردستان لم يتلق لحد الان اجابة على سؤاله من قبل المفوضية».
بدورها قالت مصادر سياسية مطلعة للصباح الجديد، ان ايران تسعى عبر الضغط على بعض الاحزاب السياسية الى تأجيل انتخابات برلمان الاقليم.
وقالت المصادر، ان الاتحاد الوطني والحزب الديمقراطي الكردستاني وبعض الاحزاب الصغيرة يؤيدون تأجيل الانتخابات في الاقليم، الا انهم لايعلنون ذلك علناً تخوفا من خسارة جماهيرهم.
وتابعت المصادر، ان اغلب الاحزاب السياسية في الاقليم تعاني من تصدعات داخلية ومشكلات سياسية بين قياداتها، فضلاً عن ارتباط اجراء الانتخابات في الاقليم بما ستفضي اليه نتائج العد والفرز لانتخابات مجلس النواب العراقي، لذا فهي ترغب في تأجيل الانتخابات واتاحة فرصة اكبر امامها لمصالحة الجماهير التي فقدت الثقة بالسلطات في الاقليم، ما من شانه ان يؤثر سلبا على نسبة مشاركة المواطنين، التي وصلت في الانتخابات السابقة الى ادنى مستوياتها منذ اول انتخابات شهدها الاقليم عام 1992.
واوضحت المصادر، ان ايران لا ترغب باجراء انتخابات برلمان الاقليم قبيل الانتهاء من المشكلات التي رافقت اجراء انتخابات مجلس النواب العراقي، والانتهاء من تشكيل الحكومة العراقية المقبلة، نظرا لاهمية ترتيب البيت الشيعي المتشظي حالياً لدى طهران.
وقالت المصادر، ان اغلب الاحزاب الكردستانية تعاني من مشكلات تنظيمية وجماهيرية تفرض عليها اعادة النظر في الية وكيفية مشاركتها في انتخابات برلمان كردستان، فبينما يخشى حزبا السلطة (الديمقراطي والاتحاد الوطني) من تدني مستوى اصواتهم، في الانتخابات المقبلة في حال قاطعت الجماهير عملية الاقتراع، فانهما اخفقا لحد الان من التوصل الى تفاهمات مشتركة بينهما من جهة ومع احزاب المعارضة من جهة اخرى حول طبيعة ونوع المشاركة والمناصب التي يمكن للكرد الحصول عليها في الحكومة العراقية الجديدة.
مخاوف وهواجس حزبي السلطة من انخفاض نسبة المشاركة، لم تكن بعيدة عن احزاب المعارضة في الاقليم، التي ترغب بتأجيل الانتخابات خشية من تدنى نسبة اصواتها، الا انها لا تعلن ذلك صراحة، وهي تخشى من بقاء المشهد السياسي في الاقليم على حاله، في حال فشلت في تحقيق الاكثرية البرلمانية، التي تتيح لها تنفيذ وعودها الانتخابية، ما من شأنه ان يزيد من هيمنة الحزب الديمقراطي والاتحاد الوطني على مقاليد الحكم في الاقليم، وانتفاء الحاجة لاحزاب المعارضة التي فشلت في اقناع حزبي السلطة بإجراء الاصلاحات السياسية والادارية وتحقيق الشفافية ومحاربة الفساد في الاقليم، فضلا عن فشلها في التصالح مع جماهيرها.
وكانت المفوضية العليا للانتخابات والاستفتاء في اقليم كردستان قد اعلنت الانتهاء من المصادقة على اسماء المرشحين لانتخابات برلمان كردستان.
وقال زيار دزي مدير قسم الكيانات السياسية في مفوضية انتخابات الاقليم، ان المفوضية تسلمت أسماء 709 مرشحاً يتنافسون على 100 مقعد برلماني عام، معلناً المصادقة على جميع اسماء المرشحين، اضافة الى مصادقتها على اسماء 36 مرشحا من التركمان و22 مرشحا من الكلدوآشوريين، و6 مرشحين من الارمن.
بدوره اكد حراك الجيل الجديد، رفضه لما وصفها محاولات حزبي السلطة لتأجيل انتخابات برلمان كردستان المقرر اجراؤها في 30 ايلول 2018.
وذكر الحراك في بيان تسلمت الصباح الجديد نسخة منه، ان «الجيل الجديد يقف بالضد من محاولات تاجيل انتخابات برلمان كردستان، لان اي محاولة من هذا النوع استهزاء بالعملية الديمقراطية وضرورة الانتخابات كأحد اعمدة الديمقراطية، وهذه المحاولة اشارة واضحة لمخاوف احزاب السلطة من الهزيمة، لان حزبي السلطة والمعارضة التقليدية متفقان ومتعاونان لتأجيل الانتخابات، مما يبين خوف الاحزاب التقليدية من تطور وانتصارات الجيل الجديد، وبدء تراجع السلطة الفاشلة».
واضح، انه «انطلاقا من تلك الاسباب فان حراكنا يقف بالضد وبقوة ضد اي محاولة لتأجيل انتخابات برلمان كردستان، وسيقوم بكل المحاولات في داخل الاقليم وخارجه لافشال المخططات الخاصة بتأجيل الانتخابات».
وكان تعمق الخلافات السياسية بين احزاب المعارضة وحزبي السلطة حول مسألة رئاسة الاقليم، قد دفع بالحزب الديمقراطي بزعامة مسعود بارزاني، الى اغلاق برلمان كردستان في 19 من اب عام 2015، ومنع رئيسه يوسف محمد من دخول محافظة اربيل، لمنع جلسة كانت خمس كتل تنوي عقدها لتعديل قانون رئاسة الاقليم، بما يمنع ترشح مسعود بارزاني لولاية رابعة واعتماد النظام البرلماني كأساس للحكم في الاقليم بدلا عن النظام الرئاسي.