خام «برنت» عند 74.90 دولاراً للبرميل
الصباح الجديد ـ وكالات:
أظهر استطلاع أجرته رويترز أمس الثلاثاء أن أسعار النفط ستظل على الأرجح شبه مستقرة في العامين الحالي والقادم في الوقت الذي سيلبي فيه ارتفاع الإنتاج من أوبك والولايات المتحدة الطلب المتزايد من آسيا ويساعد في تبديد أثر تعطيلات في إمدادات إيران ودول أخرى.
وتوقع مسح شمل 44 خبيرا اقتصاديا ومحللا أن يبلغ متوسط سعر خام برنت 72.87 دولار للبرميل في 2018، بارتفاع 29 سنتا بالمقارنة مع التوقع البالغ 72.58 دولار في استطلاع الشهر السابق وبزيادة عن المتوسط البالغ 71.68 دولار منذ بداية العام.
ومن المتوقع أن يبلغ سعر العقود الآجلة للخام الأميركي 67.32 دولار للبرميل في 2018 بالمقارنة مع 66.79 دولار في توقعات الشهر الماضي ومع متوسط قدره 66.16 دولار منذ بداية العام.
وهذا هو الشهر العاشر على التوالي الذي يزيد فيه المحللون توقعاتهم لأسعار النفط.
وقالت كايلين بيرش المحللة لدى وحدة معلومات إيكونوميست ”نتوقع أن تظل الأسعار في نطاق ضيق إلى حد كبير في النصف الثاني من 2018 وفي 2019. ومن ناحية أخرى، فإن تعزز إنتاج النفط الصخري الأميركي ومخاوف السوق بشأن تطورات الحرب التجارية الأميركية الصينية سيساهمان في كبح الأسعار“.
وأضافت ”من ناحية أخرى، فإن انخفاض المخزونات العالمية في الآونة الأخيرة سيعزز تأثر الأسعار بأي خطر جيوسياسي، مما سيحمي الأسعار من الانخفاض بشكل كبير عن المستويات الحالية“.
واتفقت منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) ودول غير أعضاء على زيادة الإنتاج في اجتماع عُقد الشهر الماضي لتلبية الطلب العالمي المتزايد، لكن المنظمة لم تحدد هدفا واضحا لزيادة الإنتاج.
في غضون ذلك، يقول المحللون إن العقوبات الأميركية على إيران والتي ستدخل حيز النفاذ في وقت لاحق من العام الجاري ستؤدي إلى انخفاض الصادرات وستساهم في دعم الأسعار.
وقال إدوارد بيل محلل أسواق السلع الأولية ببنك الإمارات دبي الوطني ”تعطل الإمدادات الإيرانية سيضغط على أسواق النفط في النصف الثاني من 2018 والنصف الأول من 2019 لأن الطاقة غير المستغلة في السوق التي يمكن أن تعوض تعطلا كبيرا في الإمدادات الإيرانية محدودة“.
وانسحبت الولايات المتحدة من الاتفاق النووي العالمي مع إيران في أوائل مايو أيار مما تسبب في ضبابية بشأن إمدادات النفط العالمية، ومنذ ذلك الحين تجهز الولايات المتحدة للعمل مع دول لمساعدتها على خفض وارداتها من نفط إيران.
ويتوقع المحللون انخفاض إنتاج إيران بما بين 500 ألف ومليون برميل يوميا تقريبا بسبب العقوبات.
لكنهم يقولون أيضا إن التوترات القائمة في التجارة العالمية يمكن أن تضر بالطلب.
وقالت جيتي يورجنسن من جلوبال ريسك مانجمنت ”الحرب التجارية ستتسبب في تباطؤ النمو الاقتصادي والطلب على النفط لكنها ستمتد في نهاية المطاف إلى فئات أصول أخرى، خاصة الأسهم، مما قد يكون له أثر على أسعار النفط عبر المعنويات السلبية بالسوق“.
ومازال المحللون يتوقعون أن تظل آسيا المحرك الرئيسي للطلب بإضافة ما بين 800 و900 ألف برميل يوميا إلى الطلب في العامين الحالي والقادم من المنطقة.
وقال فرانك شالينبرجر رئيس أبحاث السلع الأولية لدى ال.بي.بي.دبليو ”السوق تواجه أسئلة مختلفة – هل الطلب العالمي يتباطأ بسبب ضعف النمو الاقتصادي العالمي، هل سيواصل الإنتاج الأميركي وتيرته المذهلة، ماذا ستفعل العقوبات الأميركية بالإنتاج الإيراني، وهل أوبك راغبة فعلا في زيادة الإنتاج بما يصل إلى مليون برميل يوميا».
وأمس، انخفضت أسعار النفط بعدما أظهر تقرير أن إنتاج منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) بلغ مستوى مرتفعا لعام 2018 في تموز، غير أن المخاوف من تعطل الإمدادات حدت من الخسائر.
وهبطت عقود خام القياس العالمي مزيج برنت تسليم أيلول سبعة سنتات إلى 74.90 دولار للبرميل بعد ارتفاعها 68 سنتا، أو 0.9 بالمئة الاثنين.
أما عقود خام القياس الأميركي غرب تكساس الوسيط فنزلت هي الأخرى ستة سنتات إلى 70.08 دولار للبرميل، بعد ارتفاعها أكثر من اثنين المئة في الجلسة السابقة.
وأظهر مسح لرويترز أن أوبك زادت إنتاجها في تموز بمقدار 70 ألف برميل يوميا إلى 32.64 مليون برميل يوميا، وهو مستوى مرتفع لعام 2018. ومن شأن زيادات أخرى في الإمدادات أن تعوض توقف الإنتاج في بعض المناطق وتمتص أثر الضغوط السعرية.
وقال متعاملون إن مكاسب الخام الأميركي يوم الاثنين جاءت بفعل توقعات بأن مخزونات الخام في الولايات المتحدة هبطت الأسبوع الماضي ومخاوف من أن توقف الإنتاج في منشأة سينكرود بكندا لن يجري التغلب عليه قريبا مثلما كان متوقعا.
وتعافت أسعار النفط من مستويات منخفضة هبطت إليها على مدار الأسبوعين الماضيين بينما بدأت العقوبات المنتظرة على إيران في تقليص الصادرات من ذلك البلد. وقال الرئيس الأميركي دونالد ترامب يوم الاثنين إنه مستعد لمحادثات من دون شروط مسبقة مع الرئيس الإيراني حسن روحاني.