صفقات الميركاتو الصيفي في إنجلترا
لندن ـ وكالات:
مع تبقى أسبوعين تقريباً على إغلاق موسم الانتقالات الصيفي في إنكلترا يمكننا وصف تحركات الأندية الإنجليزية في الميركاتو الحالي بأنها خجولة ومكلفة في الوقت ذاته.
رسمياً .. فإن نشاط الأندية الإنجليزية في الميركاتو الصيفي الحالي سيتوقف في تمام الساعة الخامسة مساءً ج يوم التاسع من آب المقبل، وعلى الرغم من اقتراب موعد إغلاق باب الانتقالات الصيفية في إنجلترا فإن سوق الانتقالات حتى الآن يسيطر عليه التحفظ بشكل واضح على الرغم من حدوث بعض الصفقات الكبرى والقياسية حتى الآن.
باستثناء ليفربول الذي أبرم العديد من الصفقات اللافتة في الميركاتو الحالي، وقيام مانشستر سيتي بضم الجزائري رياض محرز، ونجاح تشيلسي في التعاقد مع الإيطالي جورجينيو وتعاقد وست هام مع البرازيلي فيليبي أندرسون، فإننا يمكننا القول إن أندية الدوري الإنجليزي في الميركاتو الصيفي الحالي تعاملت بتحفظ كبير مع عملية ضم اللاعبين فابتعدت عن الصفقات العملاقة وبدت وكأنها تسعى لضم أسماء واعدة بأسعار تبدو مقبولة في سوق انتقالات مشتعل على الصعيد العالمي بشكل واضح حالياً.
يبدو مانشستر سيتي وكأنه وصل إلى درجة الاكتفاء بعد نشاطه الكبير في موسم الانتقالات الصيفية عام 2017، فاقتصر نشاط حامل لقب الدوري الإنجليزي على التعاقد مع الجزائري رياض محرز مقابل 60 مليون جنيه استرليني من ليستر سيتي، فيما ربطت بعض الشائعات بين انتقال لاعب الوسط المهاجم في يوفنتوس، البوسني ميراليم بيانيتش إلى الفريق السماوي إلا أنها أخبار تبدو غير مؤكدة إلى حد كبير.
ويعد مانشستر يونايتد مثالاً واضحاً على هذه الاستراتيجية المتحفظة في إبرام الصفقات الجديدة، إذ تعاقد حتى الآن مع المدافع البرتغالي الشاب ديوغو دالوت البالغ من العمر 19 عاماً فقط، إضافة إلى لاعب الوسط البرازيلي فريد الذي انتقل للشياطين الحمر من صفوف شاختار الأوكراني بـ47 مليون جنيه أسترليني.
البرتغالي مورينيو من جانبه أبدى غضبه من عجز إدارة اليونايتد عن توفير أي من الأسماء التي طالب بالتعاقد معها، خاصة على صعيد خط الدفاع إذ طرح أسماء البلجيكي توبي ألديرفيلد لاعب توتنهام والكولومبي ياري مينا لاعب برشلونة إضافة الى الإنكليزي الذي سطع بشدة في نهائيات كأس العالم الماضية هاري ماغواير مدافع ليستر سيتي، كما طرح مورينيو أسماء البرازيلي ويليان والكرواتي إيفان بيريسيتش علماً بأن يونايتد فشل تماماً في التعاقد مع الأخير في فترتي الانتقالات الصيفية والشتوية الماضيتين.
توتنهام يبدو هو الآخر متحفظاً جداً في الميركاتو الصيفي الحالي، إذ لم يضم لصفوفه أي لاعب جديد حتى الآن، بينما اقتصرت كل جهود تشيلسي على التعاقد مع جورجينيو وعقد صفقة مفاجئة للجميع بالتعاقد مع الحارس المخضرم روبرت غرين البالغ من العمر 38 عاماً الذي لم يخض أي مباراة على الإطلاق الموسم الماضي، علماً بأن الفريق اللندني يسعى لتصحيح أوضاعه تحت قيادة مدربه الإيطالي الجديد ماوريسيو ساري بعد أن حل خامساً في الموسم الماضي برصيد 70 نقطة مبتعداً بذلك عن المشاركة في دوري أبطال أوروبا.
آرسنال من جانبه والذي يتأهب لدخول مرحلة جديدة مع مدربه الإسباني الجديد أوناي إيمري بعد انتهاء حقبة مدربه التاريخي الفرنسي آرسين فينغر، بدا وكأنه يسعى لترتيب البيت من الداخل إلا أن الصفقات يمكن القول إنها لم ترض طموحات جماهيره المتعطشة للعودة إلى سكة الانتصارات والألقاب، مدفعجية لندن ضموا إلى صفوفهم الحارس الألماني بيرند لينو من باير ليفركوزن بمقابل بلغ 19.3 مليون جنيه استرليني ولاعب الوسط الأوروغوياني الشاب توماس توريرا الذي سطع بشدة في كأس العالم الماضية، من صفوف سمبدوريا الإيطالي نظير 26 مليون يورو، بينما وفد إلى صفوف المدفعجية السويسري الدولي ليشتشتاينر البالغ من العمر 34 عاماً في صفقة انتقال حر عقب انتهاء عقده مع يوفنتوس بعد أن نجح في حصد لقب الدوري الإيطالي سبع مرات متتالية كما تم تدعيم خط الدفاع باليوناني سوكراتيس باباستاثوبولوس من بروسيا دورتموند.
المفاجأة كانت في التعاقد مع الفرنسي ذو الأصول المغربية ماتيو غيندوزي من لوريان في صفقة انتقال لم يفصح عن مقابلها.
ليفربول أثرت نتائجه في الموسم الماضي على استراتيجية تعاقداته فالفريق العريق الذي كان مذهلاً على الصعيد الهجومي طوال الموسم سواء كان في الدوري المحلي أو مسابقة دوري أبطال أوروبا عجز عن تحقيق أي لقب بسبب ضعفه الدفاعي، إذ كان صاحب أقوى خط هجوم خلف مانشستر سيتي برصيد 84 هدفاً بينما أحرز في دوري الأبطال 47 هدفاً إلا أن كل هذا ذهب أدراج الرياح بسبب التفكك الدفاعي الواضح الذي ظهر عليه الـ»ريدز» طوال الموسم لدرجة استقبالهم في مسابقة الدوري 38 هدفاً وهو ما عبر عنه مدرب الفريق يورغن كلوب قائلاً «إن الأخطاء الدفاعية أفقدتنا 14 نقطة كاملة وكان أمراً غير مقبول على الإطلاق».
إدارة الفريق ومدربه الألماني ضموا إلى صفوفه في الميركاتو الحالي كل من البرازيلي فابينيو من موناكو نظير 39 مليون جنيه استرليني وأليسون في صفقة تاريخية تكلفت 66.8 مليون جنيه استرليني بحسب وسائل الإعلام إضافة إلى السويسري شيردان شاكيري من ستوك سيتي مقابل 13 مليون جنيه استرليني، ووضح فيما بعد أن شاكيري سيكون بديلاُ محتملاً للمصاب أليكس أوكسليد تشامبرلين الذي تأكد غيابه عن الموسم القادم بأكمله بسبب معاناته من إصابته المروعة في ركبته أمام روما في نصف نهائي دوري الأبطال الموسم الماضي، كما تم تفعيل صفقة انتقال الغيني نبي كيتا لاعب الوسط المدافع من لايبزيغ الألماني وكان الفريقان قد اتفقا نهائياً على ضمه في 28 آبج 2017.
من جانبه يعد وست هام هو أكثر الأندية الإنكليزية نشاطاً في سوق الانتقالات بعد ليفربول فقد قام بالتعاقد مع كل من الحارس المخضرم البولندي لوكاس فابيانسكي من صفوف سوانسي الهابط إلى الدرجة الأولى لقاء 7 مليون جنيه استرليني، وعيسى ديوب من تولوز الفرنسي مقابل 22 مليون جنيه استرليني والأوكراني أنديه يارمولينكو من بروسيا دورتموند في صفقة لم يفصح عن مقابلها المادي فيما كان لافتاً جداً ضم لاعب الوسط المهاجم، البرازيلي فليبي أندرسون من لاتسيو الإيطالي، إضافة إلى التعاقد مع جاك ويلشير عقب رحيله من آرسنال بناء على رغبة مدرب المدفعجية إيمري.
الصاعد إلى الدوري الممتاز هذا الموسم، فولهام اللندني لفت الأنظار بشدة في المريكاتو الصيفي الحالي بسبب الصفقات الهامة التي أبرمتها إدارة الفريق إذ ضم أندريه شورله من بروسيا دورتموند وفابري من بشيكتاش والإيفواري جان ميشيل سيري الذي كان هدفاً للعديد من الأندية الكبرى سابقاً من نيس.
من صفقات الانتقال اللافتة أيضاً كان انتقال المدافع جوني إيفنز من ويست بروميتش إلى ليستر وتعاقد نيوكاسل مع كيندي من تشيلسي ونجاح واتفورد في ضم جيرارد ديلوفو من برشلونة بشكل نهائي وتعاقد وولفر هامبتون مع جواو موتينيو من موناكو مقابل 5 مليون جنيه استرليني فقط، فيما أبرم إيفرتون صفقة تاريخية بالتعاقد مع ريتشارليسون من واتفورد بمقابل اقترب من 50 مليون جنيه استرليني، وتبدو قلعة الميرسيسايد التي سيدربها في الموسم القادم الإسباني ماركو سيلفا قريبة جداً من التعاقد مع الظهير الأيسر الفرنسي لوكاس دينيي من صفوف برشلونة.
وأخيراً .. بيرنلي الذي قدم أداءً استثنائياً في الموسم الماضي فحصل على المركز السابع برصيد 54 نقطة، كان لافتاً جداً عدم تعاقده مع أي لاعب حتى الآن على الرغم من أنه تأهل إلى مسابقة الدوري الأوروبي وكان آخر ظهور للفريق في المسابقات الأوروبية عام 1966.