حركة الاحتجات الجديدة.. 5 تأشيرات

في التالي حصيلة مراقبة واتصالات ومناقشات شخصية بصدد الحركة الاحتجاجية الجديدة..
اجملها في خمسة رؤوس اقلام..
واحد:
لا يمكن ان ننسى بأن نائب رئيس الوزراء لشؤون الطاقة حسين الشهرستاني أعلن في 25 آذار 2012 (السومرية نيوز)أن العراق سيصدر الطاقة الكهربائية لدول الجوار نهاية العام 2013، مبيناً أن إنتاج الطاقة الكهربائية المجهزة للمواطنين خلال الصيف ستصل إلى 9000 ميغاواط، وستصل خلال العام 2013 إلى 20 ألف ميغاواط ، وهو انموذج صارخ للتعهدات التخديرية التي اطلقتها السلطات لاحتواء غضب الشارع.
إثنان:
في مطلع عام 2017 وافق مجلس الوزراء على «مشروع استراتيجي» لتحلية مياه البصرة وتحديث البنية التحتية للخدمات في العاصمة ومشاريع للصناعة النفطية وذلك بالقرض البريطاني المعروف (10 مليارات جنيه استريني- 15 مليار دولار) وتعهد الجانب البريطاني بان يتولى تأمين مياه الشرب الى سكان البصرة في نهاية العام نفسه ، لكن كلا من اركان حكومة البصرة انذاك (البزوني) وكبار مسؤولي وزارة البلديات عارضوا واعترضوا وعرقلوا وقدموا ملاحظات شكلية ذات رائحة غير نزيهة ودعمتهم تصريحات نارية من حنان الفتلاوي، وفي زيارته الى البصرة في منتصف ايلول 2017 شكا العبادي بانه «كلما اردنا تحسين الخدمات هناك مافيات تريد افسادها وتحاول تخريب مشاريع وضعت لخدمة المواطن» لكن السلطة بقيت تتفرج من دون حراك فيما المشروع ينتحر ويُطوى في مكاتب وزيرة الاسكان والاعمار.
ثلاثة:
تجاوزت الحركة الاحتجاجية الجديدة الارتهان لمرجعية سياسية، ربما لأول مرة، وغلب عليها الطابع العفوي، فيما لجأت الفئات السياسية الى تبني «الحق ونقيضه» بانها مع الاحتجاج السلمي داعية الى احترام «المال العام والبنية التحتية» ويوحي السياسيون النافذون بأن مقرات احزابها واملاكهم وامبراطورياتهم هي من البنى التحتية، والملفت انهم ، اما الحديث عن «مؤامرة» و «مندسون» فلم نعرف هوية المتآمرين ولا شكل المندسين.
أربعة:
من ايجابيات ردود الفعل ان الشتائم التي تعودنا على قراءتها على صفحات التواصل الاجتماعي ضد الشعب العراقي اختفت، فلم يعد العراقيون، كما كان يُكتب «جبناء» و «اغبى شعب بالعالم» او «يستحق هذا الهوان وأكثر» وان العراقي «منافق» وهو الذي اتى بالفاسدين..
وربما حل محل هذه الشتائم ما لا يختلف كثيرا على شكل نداءات (او تمنيات) يطلقها البعض من غرفهم في المدن البلورية يدعون فيها الجماهير الى الثورة والزحف الى المنطقة الخضراء، واسقاط الحكومة، والبعض من النداءات، عابرة القارات، وضعت صيغة «دستور الجمهورية الرابعة».
خمسة:
السؤال هو الى اي مدى ستمضي حركة الاحتجاج؟.
اعتقد ان زخم الحركة يتوالد ويشق الطريق الى كسر حواجز الخوف وتحدي السلطات واحزابها الفاسدة والاستعداد لمعارك اوسع، غير ان نجاح الحركة ومستقبلها يتوقفان على امكانية تشكيل قيادات واعية لها، كما انها ستكون عرضة للتراجع اذا ما بقيت رهن «شيوخ عشائر» أو من دون انخراط ملايين النساء المحرومات والارامل وبنات الجامعات والمدن، وقطاعات الثقافة المختلفة.
********
ابن خلدون:
«حينما ينعم الحاكم في أي دولة بالترف والنعمة، تلك الأمور تستقطب إليه ثلة من المرتزقين والوصوليين الذين يحجبونه عن الشعب، ويحجبون الشعب عنه».
عبدالمنعم الأعسم

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة