هشام المدفعي
اعتادت الصباح الجديد ، انطلاقاً من مبادئ أخلاقيات المهنة أن تولي اهتماماً كبيرًا لرموز العراق ورواده في مجالات المعرفة والفكر والإبداع ، وممن أسهم في إغناء مسيرة العراق من خلال المنجز الوطني الذي ترك بصماته عبر سفر التاريخ ، لتكون شاهداً على حجم العطاء الثري والانتمائية العراقية .
واستعرضنا في أعداد سابقة العديد من الكتب والمذكرات التي تناولت شتى صنوف المعرفة والتخصص وفي مجالات متنوعة ، بهدف أن نسهم في إيصال ما تحمله من أفكار ورؤى ، نعتقد أن فيها الكثير مما يمكن أن يحقق إضافات في إغناء المسيرة الإنمائية للتجربة العراقية الجديدة .
وبناءً على ذلك تبدأ الصباح الجديد بنشر فصول من كتاب المهندس المعماري الرائد هشام المدفعي ، تقديرًا واعتزازًا بهذا الجهد التوثيقي والعلمي في مجال الفن المعماري ، والذي شكل إضافة مهمة في مجال الهندسة العمرانية والبنائية وما يحيط بهما في تأريخ العراق .
الكتاب يقع في (670) صفحة من القطع الكبير، صدر حديثاً عن مطابع دار الأديب في عمان-الأردن، وموثق بعشرات الصور التأريخية.
الحلقة 62
ثالثاً: طريق محمد القاسم السريع في بغداد
اتصل بي مدير دائرة التصاميم في أمانة بغداد شهر كانون الثاني سنة 2011 وطلب لقائي حول العمل على احد مشاريع بغداد. ولدى زيارتي الى الوكيل الفني لأمانة بغداد في اليوم التالي رحب بي كوكيل فني سابق لأمانة العاصمة وابلغني تحيات أمين بغداد وقراره بإناطة مشروع من مشاريع تطوير بغداد اليَ للأشراف على العمل ، تحضيرا لمناسبة انعقاد مؤتمر قمة رؤساء الدول العربية في بغداد ، ورغبته في أن أعمل على مشروع الإشراف على عمل أحد المقاولين لتطوير طريق محمد القاسم .
رحبت بهذا التكليف والذي يحدث لأول مرة في أمانة بغداد وهل هو تكريم أم ماذا ؟ ،لكن اشترط ان أكوّن شركة أجنبية وبخلافه لا يمكن التعاقد مع مكتبي كمكتب عراقي ، لأن قرار مجلس الوزراء قد خوّل الأمين التعاقد مع شركات عالمية فقط .
وهنا ظهرت اشكالية ، هل أترك المشروع المقترح لأني لست شركة أجنبية , ام تفق مع شركة أجنبية لهذا الغرض . شجعني وكيل الأمانة على أن أقبل العمل والاتفاق مع شركة أجنبية . لذا وبعد مداولات مع مهندسي مكتبي ، أيدوني في الاشتراك مع شركة لبنانية والعمل باسم تلك الشركة . كانت تجربة جديدة بالنسبة لي في هذا الاتفاق ، واتصلت مع صاحب « شركة ميبكس « اللبنانية السيد جورج وهو شخصية لبنانية متميزة ، له موقع مهم في مجتمع لبنان كطبيب جراح اختصاصي ، ترك الطب بعد ان عمل لسنوات في بريطانيا ، وانصرف الى مهنة المقاولات في تجهيز المعدات المتخصصة في الجراحة والطبابة والانعاش وغرف العميات في المستشفيات وتصليحها لكونها تخدم المهن الطبية بشكل مهم وكبير . وافق على الاتفاق على العمل سوية .
تم توقيع العقد الذي كانت مدة انجازة ثمانية أشهر، وباشرنا بالعمل على الاشراف على تنفيذ أعمال الطريق الذي يبلغ طولة 22 كيلومتراً يخترق شرق مدينة بغداد من جنوبها وحتى شمالها . التزمت في الاسابيع الاولى من العمل ، أن آخذ على عاتقي مسؤولية حضور الاجتماعات الاسبوعية مع مستشاري أمانة بغداد ومهندسي المقاول .
يتضح ان المقاول من الشخصيات التي لديها ارتباطات مهمة مع المسؤولين في الدولة وقد يكون مع أمين بغداد كذلك ، وحاول أن يفرض متطلباته بإصرار على المهندسين والمستشارين المجتمعين . لاحظت ان علاقات المقاول وشركائه الرئيسيين كانت تؤهلهم الدخول الى مكاتب مسؤولي الامانة في اي وقت يشاءون ومنهم الوكيل والامين ، بينما صعب عليّ شخصيا ان احصل على موعد للقاء الوكيل الفني للتذاكر حول أعمال المشروع ، لأنه مشغول دائما . ابلغت الوكيل الفني بمشاعري هذه عن علاقة المقاول مع رؤساء الامانة وأقول يعز عليّ ان استمر بالعمل الاستشاري في ظروف كهذه . وان اعتذر الوكيل الفني مني عن ذلك ، إلا أني قررت ان اوُكل عني مهندساً آخر للقيام بأعمالي لتعذر قبول أسلوب المقاول بالعمل .
تخللت فترات عملنا صعوبات تعاقدية . ومنها امر مهم جدا ، انه لم يكن واضحا هل ان تنفيذ العقد هو بأسلوب تسليم المفتاح أم الذرعة للأعمال المنجزة ؟… ارتبك العديد من المسؤولين في تفسير العقد فعليّ ان أبين ان مبدأ سرعة التهيئة لإحالة عقود التطوير المطلوبة ومنها هذا العقد ادى الى هذا الارباك في تهيئة العقد المبرم بين الطرفين . ويتضح لي ان افكار تنفيذ الاعمال كانت على اساس إناطة الاعمال لمقاولين عالميين لهم كفاءة تصميمية وتنفيذية لإنجاز الاعمال لقاء مبلغ ثابت . درست هذه الاشكالية وتبين لي ان المطلوب هو «تسليم المفتاح» وهذا مذكور نصا بالتعاقد . لكن المقاول وبحكم تأثيراته أصر بأن العمل بموجب مبدأ الكميات المنجزة مضروبة بأسعار الفقرات . والفرق بين هذين المبدأين تنجم عنه فروق كبيرة في الكلفة النهائية لصالح الدائرة . إلا أني لم أرغب في التدخل بالجوانب القانونية أكثر مما فعلت ، لذا تركت الأمر الى تفاسير دوائر العقود ومهندسيها في الأمانة والتي اتضح لي مؤخراً انها جميعها تعمل بشكل او آخر لصالح المقاول وامرته.
وفي عدد من الاجتماعات الاسبوعية شعرت ان اسلوب الحوار بدأ يخرج من الحوارات الهندسية المهنية ولا يرغب المقاول في الالتزام بمنهج عمل هذا المشروع الكبير والمهم , وشعرت ان تأثيرات المقاول على الدوائر المشرفة قد تعدت ما هو محدد مهنياً في شروط التعاقد .
فكرت جيدا ان اترك المشروع واعتذر عن الاستمرار بسبب تراكم المشاعر السلبية التي تدفعني لذلك .. إلا ان مهندسي الرئيسيين نصحوني خلاف ذلك بسبب التوقيت الزمني من ناحية واهمية المشروع في تلك الظروف ولحاجتي الى المردود المادي الذي احتاج اليه … لذا قررت ان أخول من يقوم بالعمل عوض عني وهو الامر الافضل .
كنت سعيداً ان ابتعد عن علاقات عمل مثل تلك التي كانت في هذا المشروع . تقبل أحد مهندسيّ بالمكتب ، المهندس هشام عايد ظروف وانماط العمل نيابة عني مع اللجنة المشرفة على المشروع ، كونه له خبرات طويلة في أعمال المقاولات . واستمرت الأعمال لتنجزمن قبل المقاول مع صعوبات عديدة بموجب المتطلبات ، إلا ان مدة الانجاز تجاوزت المدد المقررة بأضعاف المدة المحدودة بالتعاقد .
الصور المبينة هنا تبين طريق محمد القاسم بعد التطوير ، وأنا سعيد أن نكون قد أنجزنا هذا المشروع بكل ما امكن وبأقرب ما يمكن للمواصفات الفنية رغم كل الصعوبات التي واجهتنا واعتبرتها من الامور التي خلقتها الظروف السياسية في الوقت الحاضر في العراق اما عن الشروط التعاقدية فقد تماشت مع الظروف السياسية التي ولدتها الحكومة المشكلة وامتازت كما اعتقد بالانحراف الاقتصادي وسيطرة قوة رأس المال ومكنته من أن يكون هو المحرك الاقوى وتحطمت امامه ضوابط الشروط التعاقدية وهيبة الدولة وفسرت بالشكل الذي يخدم المادة و الجهل والاهواء الشخصية . يا لها من فترة مظلمة في حياة قطاع التشييد في العراق.
تنقلات وجولات 2015
ها قد حلت سنة 2015 ، فاحتفلت بمقدمها لوحدي في بيتي ، متفائلا بالسنة الجديدة ، على الرغم مما حل بها بالعراق بالسنة المنقضية … ومما اضاف الى احتفالي هو انجازي معظم المشاريع التخطيطية والتصميمية التي عهدت الى مكتبي (دار العمارة) من وزارة البلديات .
انجزت مشاريع هيكلية محافظة صلاح الدين ، وسلمنا بشكل نهائي مشروع هيكلية محافظة الانبار . وفي الشهر الثالث انجزت هيكلية محافظة كربلاء ، ويعد ذلك انجاز كبير في مسيرة (دار العمارة) . كما انجزنا في الاشهر الاولى من السنة معظم ما عهد الينا عن محافظة بابل والتصميم الاساسي لمدينة الخالص ، ولم يبق الا الشي القليل عن محافظة واسط والتجديد الحضري لمدينة الكوفة ، وهي مشاريع تخطيطية وتصميمية مهمة ، واصبحت لمكتبنا خبرة كاملة وممارسة جيدة بوضعها وتقديمها على أفضل ما يكون .
في 8 / اذار/ 2015 تسلمت رسالة من مديرية التخطيط العمراني في وزار ة البلديات بأن لا توجد تخصيصات لإكمال المشاريع التي عهد بها الينا . وطلب من ان نلتقي لبحث الاجراءات التي يمكن الاتفاق عليها لمواصلة العمل … وقد جاء هذا القرار بسبب توجه الدولة نحو التقشف بمصروفتها على ضوء الهبوط السريع والحاد في الاسعار العالمية للنفط . ويقال ان ذلك جاء بسبب الحصار على روسيا اولاً والمباشرة من قبل الولايات المتحدة بإنتاج ما يسمى بالنفط الصخري ذي كلف الانتاج المنخفضة .
إزاء هذا التغير المفاجئ في عجلة الأعمار في العراق ، قررنا انهاء اعمالنا بسرعة . للأسف استدعى ذلك الاستغناء عن الكثير من مهندسينا . ورغم هذا فقد كنا مصرين على عدم غلق (دار العمارة) مهما كلف الامر ، وان نبقى ننتظر ما تؤول اليه التطورات الاقتصادية ، مع الاعتراف بأن عملية الاعمار قد توقفت في العراق الى وقت غير معروف .
ولكن ، كيف كنت أقضي ايامي في هذه الفترة ، وماهي انطباعاتي عن ما يحيط حياتي من ظروف عامة وخاصة … الحياة مستمرة بوتيرة جديدة ، والآمال باقية بانتظار من ينهض بها من جديد .
عدت الى ممارسة هوايتي الاولى التي نشأت عليها منذ فترات تكويني الاولى ، هي هواية القراءة وتقديم المحاضرات عن ما أنجزناه من أعمال . وتنوعت قراءاتي بين مختلف قضايا التاريخ القديم والحديث وعن آثار العراق وما يدور في الحياه ، اضافة الى مايصدر حديثاً عن ما هو قريب من اختصاصي من انجازات ومشاريع كبير في مختلف انحاء العالم.
في السطور التالية اقدم الجوانب المهمة من حياتي في السنوات الاخيرة من نشاط خارج عملي في (دار العمارة) التي تحدثت عنها بالتفصيل في الصفحات السابقة وهي فعاليات جديرة بالتسجيل في هذه الصفحات الاخيرة من ذكرياتي .
أخذت التقي ببعض الشخصيات من الاصدقاء والمعارف القدامى ، وبعد ان فرقتنا الايام ، لقد تعرفت في سني حياتي على الكثير من الشخصيات الجديرة بالتقدير والتذكير في مختلف انحاء العراق وخارجه .. والحقيقة ان المتغيرات الكثيرة التي مر بها العراق ولاسيما في العقود الاخيرة لم تبق على اغلب هؤلاء ، فلم يتبق احد من زملائي من دورتي في كلية الهندسة كما اعتقد أو من اصدقائي من المهندسين الاستشاريين . ولم يبق من رواد المكاتب الاستشارية في بغداد أي مكتب يمارس عمله. فمنهم من اختاره الموت وهو حق ، ومنهم من ابتعد عن العراق وآثر الفراق بعيداً في مشارق الارض ومغاربها .
وبسبب الظروف القاسية التي مر بها العراق بعد احداث سنة 2003 . توقفت بشكل تام تقريبا زياراتي لمواقع الطبيعة العراقية شمالاً وجنوباً ، وقد انحسرت زياراتي لمواقع الاثار المختلفة بعد ان توقفت اعمال التنقيب وابتعاد الآثاريين العراقيين والاجانب عن اعمالهم ، اصبحت اتحين الفرص ، وهي قليلة ، لزيارة بعض المواقع الاثارية اثناء متابعة اعمالنا في المدن العراقية .
اقتصر نشاطي اخيراً على لقاء الاصدقاء والمشاركة في عدد من الفعاليات الثقافية والاجتماعية التي تحييها بعض النوادي والملتقيات في بغداد… اذكر هنا .. على سبيل المثال فحسب بعض الاصدقاء الذين كثرت لقاءاتي معهم ، كالمعماري المتميز مازن كمونة ، من المهندسين القلائل الذين آثروا البقاء في العراق ، لكنه اليوم يعد نفسه للهجرة ، ومنهم الصديق الدكتور مهدي الحافظ الاقتصادي والسياسي والوزير السابق والصديق المحامي عادل اللامي اول رئيس لمفوضية الانتخابات والبعض الآخر .
والتقي بين فترة واخرى عددا من الاصدقاء كالأستاذ مفيد الجزائري والقاضي وائل عبد اللطيف والنائبة ميسون الدملوجي ، كما ألتقيت بالإعلامية الناجحة السيدة انعام عبد المجيد التي اجرت معي اكثر من لقاء تلفزيوني ناجح . والنائبة صفية السهيل صاحبة المجلس الادبي في بيتها . والسيدة سهى محمد حسن الطريحي ذات الثقافة العالية . والاستاذ رفعت عبد الرزاق الكاتب والاعلامي والمؤرخ .
هناك العديد من الشخصيات العلمية والادبية التي قدمت للمجتمع خدمات فكرية متميزة ، غير ان الموت اختارهم ليتركوا فراغاً هائلا لم يستطع سده احد من الاجيال التالية . وتلك قضية جديرة بالتنبه ، وهي ان الكثير من أعلامنا فقدناهم ولم نستطع ايجاد من يسد مكانتهم ومعرفتهم الا بصعوبة بالغة او مستحيلة . مثل الدكتور حسين علي محفوظ والدكتور حسين امين والاستاذ سالم الالوسي والاستاذ عبد الحميد الرشودي رحمهم الله . لقد كانت صلتي بالفقيد سالم الآلوسي وثيقة للغاية ، ولا انسى يوماً احاديثه التاريخية الشائقة ، ومعرفته الواسعة بتاريخ العراق وآثاره . اذ كان مؤرخاً وآثارياً ومحدثاً لا مثيل له ، وقد استفدت كثيراً من خبراته التي كانت قريبة من اهتماماتي .
والآلوسي هو نفسه الذي عرفني على شخصية ادبية كبيرة هو المرحوم عبد الحميد الرشودي ، المفكر والعالم والاديب الكبير ، وكان يسعفني بكل ما اود معرفته عن اخبار بغداد والجيل الماضي واخبار شخصياتها وأسرها ومحلاتها . وقد توفاه الله بعد مرض عضال وانا اكتب هذا الفصل ، وكم كنت أمني النفس بقراءة مذكراتي والاشراف عليها لغوياً .
كان شارع المتنبي ، بعد تجديده وجعله مركزا ثقافياً كبيراً من المعالم التي لا اغفل عن زيارتها بصورة مستمرة . لقد تعرض هذا الشارع البغدادي العريق الى اعتداء ارهابي هائل يوم الاثنين 5/ اذار / 2007 دمر القسم الاكبر من المكتبات والمطابع والأعمال التي يشتهر بها ، كما دمر بالكامل اشهر معالمه وهو مقهى الشهبندر ، ذهب جراءه الكثير من الضحايا . وقد اهتمت الحكومة ممثلة بأمانة بغداد بالأمر وتنادت الى اعادة اعماره واظهاره بشكل لائق . وهذا ما تحقق فعلاً فأصبح اليوم اشهر مشاهد بغداد ، وقبلة المثقفين على مختلف توجهاتهم وافكارهم .
اخذت اتردد على شارع المتنبي واطلع على معروضاته من الكتب والاصدارات المختلفة ، ولم اعد الى البيت إلا وانا محمل بما التقطه من الكتب مما اود الاطلاع عليها ويدخل ضمن اهتماماتي الفنية والتاريخية . لقد شاركت بالعديد من الفعاليات الثقافية الرائعة التي عهد الى اقامتها بيت المدى التابع لمؤسسة المدى للثقافة والفنون . فتحدثت عن ذكرياتي وانطباعاتي عن العديد من الشخصيات العراقية التي عرفتها كمحمد مكية ومحمود صبري وقتيبة الشيخ نوري وقحطان المدفعي وسالم الآلوسي وعبد الحميد الرشودي وغيرهم .
كما كنت اتردد عند زيارتي شارع المتنبي ، على مقهى الشهبندر التراثي الجميل وبناية المحاكم المدنية القديمة التي اصحبت مركزاً ثقافياً كبيراً تقام فيه فعاليات أدبية وفنية وموسيقية مختلفة . وابنية القشلة الكبيرة الجديرة بأن تصبح مركزاً تاريخياً وعالمياً . وهي من مخلفات العهد العثماني في العراق .
وحضرت ايضاً الفعاليات الادبية والاجتماعية التي يحييها كل من نادي الصيد ونادي العلوية من محاضرات قيمة ومعارض جميلة ومناسبات مختلفة . كل هذا كان متمماً لما اهتممت به منذ سنوات مبكرة من حياتي ،وانصرفت الى هذه الفعاليات الثقافية وانا بهذا العمر مكملاً لشخصيتي ومناسباً لما اهواه ، فضلاً عن الفراغ الكبير الذي اشعر به بين حين وآخر ودفعاً للسأم وحبي للتغيير في كل حين . ان كل هذا يؤكد بشكل دائم التصاقي بمدينتي بغداد وعشقي لها .