كاظم الحجاج
هذا في المتحف :
نايٌ من قصب الأهوار، رفيعٌ شبرين، بطول رضيع ..
وحزين ، كيف غناءُ المعدان.
كانت شفتا ( ننسونَ) – إلهةِ سومر – تنفخه فيَئنّ لها:
(( العاليات انزلن . والمايطيرن طرَن ..)).
وقيثارة ، في أصابع عذراءَ – حفيدةِ ( فدعه) – ..
… وهي تمسح قبر أخيها الشهيد الوسيم – :
(( بعدَكْ حلو . لو جالك الدود ؟ )) ..
.. ووقوراً يفيض الفراتُ
نزولاً من الله
لا مِن بلاد الجبال – الشمال ..
( لم تكن ولدتْ بعد تلك البلاد) ..
وما كان ( كارون) – في الشرق – نهرَ أَحد ..
* * *
والآن :
لا في المتحف ، بل بعد سبعة آلاف عام ؛
لون الماء صغير في النهرين وفي الأهوار ..
والمشحوف – الحوت الأوّل – مغروس في الطين ..
والأسماك :
الشبوّط . الكطّان . البنّي . الحمري ..
تبحث في أنهار الجيران العطّاشينْ
.. عن لقمة ماء !
* * *
يا أيّها النوّاب . أيّها ( المجرَّبونَ)
والذين لم يُجرَّبوا . يا أيّها النوّاب .
ولا تقتربوا من نصب ( جواد سليم) . بعد الآن !
عودوا الى مطابخ بيوتكم ..
ولْتخجلوا . إن كان بها جِبنٌ أو لبن ..
من ( سدّ أليسو ) ..
أو تمرٌ أسود ، من نخل الجيران ْ ..
حزنانُ على سيّدهِ .. تمرِ البصرة .. يا نوّاب!
* * *
وأنا . سوف أصيح . بعلوّ الناي . وحزن المعدان :
يا أحزاب الشيعة . يا أحزاب السنّة . يا أحزاب الأكراد :
ألف عوافي !..
فلْتقتسموا بغداد !
لكنْ. لن تقتسمونا!
وأنا . – بين القيثارة والناي – ..
سأصعد فوق الزقّورة ؛
أتلو نشيدي الأخير :
في البدء كان الرافدانْ
وكانت الدنيا دخان
لا بارقٌ خلف المدى . والأفق ضاقْ
حتى بدا – مثل الندى وجهُ العراق!
*القصيدة قرأت في مهرجان الجواهري