البصرة – سعدي السند:
أقيمت في قاعة قصر الثقافة والفنون في البصرة ورشة تعليم الأطفال فن الفخار، بأشراف الفنانة الخزافة سمية البغدادي.
وتحدثت الفنانة سمية البغدادي لـ(الصباح الجديد) عن الطلبات التي تتلقاها لتحقيق رغبات الاطفال باقامة دورة لتعليم فن الفخار وقالت: الآن واستثمارا للعطلة الصيفية، جاء الوقت المناسب لافتتاحها، وكان قصر الثقافة في البصرة سباقا بالموافقة على رعاية الدورة واحتضانها في قاعته التي تحتضن النشاطات الإبداعية.
وتابعت: باشرنا بالدورة في الأول من شهر تموز الحالي، ويشارك فيها عدد كبير من الراغبين بتعلم فن الفخار من الأطفال، وهم بأعمار شتى، تبدأ من عمر خمس سنوات ونصف السنة، وقد أعددت برنامج الدورة، وهيأت الطين الخاص بعمل الفخار، وكل مايخص الدورة، وسنقوم بتوزيع الشهادات الخاصة على المشاركين، وسيكون الجميع موضع اعتزازنا وتقديرنا.
واضافت البغدادي: أنا سعيدة جدا بالتسهيلات المفرحة التي يتعامل بها قصر الثقافة في البصرة التابع لدائرة العلاقات الثقافية بوزارة الثقافة مع كل الفنانين بشتى تخصصاتهم، ومع كل المبدعين، وهو يفتح أبوابه ويهيئ قاعته الجميلة، ويبذل كل جهد يحقق نجاح الفعالية التي يتقدم المبدع بطلب اقامتها في قاعة القصر، لتجد الفريق كله من الموظفين والموظفات يعمل كخلية نحل ليكون في خدمتك وخدمة الفعالية التي تريد اقامتها، وهذه الخدمة الصادقة التي جربها وعاشها ولمسها كثير من المبدعين، تعد خدمة للثقافة في هذه المدينة، التي تتوجها المعرفة، وروائع الابداع منذ تأسيسها عام 14 هجرية .
سمية البغدادي من مواليد البصرة، حصلت على البكالوريوس من كلية الفنون الجميلة بجامعة البصرة، وتعمل الآن في قسم الأشغال اليدوية بتربية البصرة، واقامت عدة معارض شخصية ومعارض مشتركة.
بدأت مسيرتها مع الفن في بداية الثمانينيات بدخولها معهد الفنون الجميلة، حيث تعلقت بالطين، وأصبحت تعشق الطين وتعشق النخيل والطبيعة، وكان الطين بالنسبة اليها أغلى من الذهب، واستطاعت ان تتعامل مع الطين وتصنع منه أشكالا متعددة، وجسدت شكل النخلة، وأدخلت معها فكرة النافورة التي تمثل العطاء المستمر، واستطاعت دمج تراث البصرة وشناشيل البصرة وتاريخها في العديد من الأعمال.
يذكر ان صناعة الفخار من الفنون المعروفة في أغلب البلدان وأقدمها، فاستعمل الإنسان قديماً الأقداح المصنوعة من الطين والقدور، وتوجد نماذج عديدة من الفخار والخزف بقيمة فنية وتاريخية عالية، فقد استعمله الآشوريون في كتاباتهم، وكذلك البابليون.
وتنوّعت نماذج الفخار التي تم إيجادها في مقابر قدماء المصريين، بعضها صنع باليد ويمتاز بخشونته، وبعضها فاخر يمتاز بروعة ألوانه، وكان الأخضر والفيروزي الناصع والأزرق من أهمّ الألوان التي تميّز بها الفخار المصري، واستعمل الأشوريون الأواني المزخرفة والمزججة، وكذلك الحال مع الفينيقيين، وتفوّق الإغريق في صنع الخزفيات متعددة الألوان، سيما الأحمر والأسود، وفي الصين ظهرت خزفيات جميلة تتمثل في أواني الشاي الكبيرة المعروفة بجمال نقوشها، كما اشتهر الفخار الفارسي بعظمته، لجماله الأخّاذ وانسجام ألوانه.
ورشة لتعليم الأطفال فن الفخار
التعليقات مغلقة