آخر مدينة حررتها القوّات العراقية من قبضة داعش تشكو الإهمال القاتل
( 2 ـ 2)
نينوى ـ خدر خلات:
في الثلاثين من آب/ اغسطس 2017 أعلنت القوات العراقية المشتركة عن التحرير الكامل لمدينة العياضية وطرد عصابات داعش الارهابية منها ـ كآخر مدينة عراقية شهدت معركة كبيرة بين الجانبين، وبعد انتشال نحو 700 جثة داعشية من مركز العياضية، نصفها تعود لارهابيين اجانب، ووجود العشرات من الجثث لقتلى داعش في قرى قريبة من محيطها، لكن المدينة ما زالت خالية من سكانها وليس هنالك اية بوادر لعودة سريعة للحياة الى هذه المدينة المدمرة بنحو 70% والتي كان عدد سكانها يبلغ 16 الف نسمة ضمن 7 الاف عائلة اغلبهم يتوزعون على مدن في اقليم كردستان وبقية انحاء العراق كنازحين ومهجرين الى اجل غير معلوم.
وللوقوف على الارقام الرسمية ومطالبات اهالي الناحية، تحدث السيد نشأت صادق محمد رئيس المجلس البلدي لناحية العياضية لـ “الصباح الجديد” وقال “نحن على وشك ان نتفق على وثيقة شرف بين اهالي وعشائر العياضية الذي سيعالج مسالة الدواعش وعوائلهم، علما ان اية عائلة احد افرادها منتمٍ لعصابات داعش لن تعود للمنطقة، ومن المؤمل ان يذهبوا الى مخيمات للنازحين مثل مخيم الجدعة وغيره”.
واضاف ان “عدد عناصر داعش من اهالي العياضية هو بحدود 300 داعشي من مجموع سكانها البالغ 16 الف نسمة كانوا يقطنوها قبل سقوطها عام 2014”.
وحول عدد جثث الدواعش، افاد بالقول “تم انتشال 700 جثة داعشية من داخل العياضية من قبل الجهد الهندسي الجيش العراقي فرقة 15والدفاع المدني، بينهم جثث لعوائل داعش لان العياضية كانت فارغة من سكانها واصبحت اخر ملجأ للدواعش، وتجمعوا مع عوائلهم بعد تحرير الموصل وتلعفر والمناطق المجاورة، علما ان اكثرهم اجانب سوريين وروس وطاجيك وغيرهم، ومازال هنالك عشرات الجثث للدواعش تحت الانقاض في قرى قصبة الراعي وطاولة باش، علما ان نحو 400 داعشي اغلبهم اجانب ايضا حاولوا الفرار باتجاه قرية سهل المالح، وقبضت عليهم قوات البيشمركة حينها”.
وحول الدعم الذي تحتاجه العياضية لاعادة الحياة اليها، اوضح المتحدث انه “منذ التحرير ولحد الان لم نتلقى اي دعم من الحكومة الاتحادية ولا من المنظمات في سبيل اعادة الخدمات للعياضية، لكن بجهود ذاتية من قبل الدوائر الخدمية لدينا كالماء والكهرباء والبلدية الذين باشروا اعمالهم بامكانياتهم المتواضعة، لان عدد من الموظفين بداوا بالسكن فيها وبجهود بسيطة تم ايصال الكهرباء بشكل جزئي لاولئك الموظفين بدعم من مديرية كهرباء تلعفر”.
ونفى صادق محمد وصول اي دعم من تركيا، مبينا انه “اذا صار الدعم من اي طرف ينبغي ان يكون بالتنسيق مع الحكومة العراقية، وربما قدمت تركيا دعما الى تلعفر عن طريقة منظمات مثل وكالة تيكا (الثقة) التركية لكن في العياضية لم يصلنا اي شيء رغم اننا اتصلنا بممثل عن تلك المنظمة وزار العياضية وراى حجم الدمار ووعدنا بتقديم مساعدات عن طريق المشاريع لكن لم يصلنا اي شيء، ونحن سبق ان انجزنا الكشوفات بالمشاريع التي تحتاجها العياضية لاعادة الحياة اليها”.
وبخصوص ابرز ما تحتاج اليه ناحية العياضية من خدمات افاد السيد نشات صادق محمد بالقول “ينبغي تسهيل اعادة العوائل، واصدار التصاريح الامنية وعمليات نقل الاثاث وغيرها، تقديم الدعم الوزاري للقطاعات الخدمية كالبلدية والماء والكهرباء، تصليح الجسور والقناطر على الطرق التي تربط مركز العياضية بقضاء تلعفر والمناطق الاخرى”.
وتابع “يجب حث المنظمات الدولية على بناء دور واطئة الكلفة او مجمعات سكنية للعوائل التي فقدت بيوتها بسبب العمليات العسكرية او الارهابية،، توجيه المنظمات الدولية على اقامة مشاريع صغيرة وتقديم مساعدات عاجلة للعوائل العائدة، توفير كرفانات وخيم للعوائل في القرى المتضررة مثل قبك، طاولة باش، صاجعة، هارونة، قصبة الراعي، سهل المالح، الفاضلية، الصالحية، مير قاسم لحين اعادة بناء منازلهم حيث تبلغ نسبة الدمار بهذه القرى 50%، فضلا عن الحاجة الماسة الى اعادة تاهيل مركز تشغيل الماء لتغذية نحو 35 قرية بمياه الشرب”.
منوها الى ان “الجهة الغربية من العياضية تعاني من الفراغ الامني وهي بحاجة الى قوات عسكرية مرابطة على الحدود السورية”.
وبحسب المصدر نفسه فان “نسبة الدمار بمركز العياضية تصل الى 70%، وعدد البيوت المدمرة كليا يبلغ 620 دارا، فيما عدد البيوت المتضررة جزئيا يبلغ 745 دارا، مع تدمير 12 قنطرة تربط العياضية باطرافها، مع تدمير مبنى الناحية وشعبة الزراعة وقسم الاشعة والسونار بالمركز الصحي، مركز تشغيل الماء، المستوصف البيطري، مدرسة ابتدائية واخرى ثانوية عدا الدمار الذي لحق بالشبكة الكهربائية”.