صحة بغداد نفت حدوث إصابة بها والزراعة تؤكد السيطرة عليها
بغداد – وعد الشمري:
أكدت وزارة الزراعة أمس السبت السيطرة على مرض الحمى النزفية، في حين أكدت وأيدها خبير صحي بأن المرض ليس جديدا على العراق والمنطقة وأن له ناقلا معروفا من الحيوان الى الإنسان، وأنه يتوطن فيهما منذ ثلاثينيات القرن المنصرم، في حين أوردت وزارة الصحة أن بعض الإصابات تظهر بين سنوات وأخرى سيما في المناطق الريفية.
وكانت بعض صفحات التواصل الاجتماعي قد تناقلت بنحو محموم اخبارا نشرتها بعض المواقع الإخبارية عن إصابات في الديوانية والبصرة والناصرية وحتى بغداد، وفي هذا الصدد نفت دائرة صحة بغداد/ الرصافة، امس السبت، حدوث اصابات بـ”الحمى النزفية”، في وقت اكدت فيه وكذلك دائرة الصحة في الكرخ، ان كل الإجراءات الكفيلة بمواجهة هذا المرض قد اتخذت، وكذلك الأمر بالنسبة لوزارة الزراعة التي أصدرت بيانا امس تلقت الصباح الجديد نسخة منه، وأفاد فيه الناطق الرسمي للوزارة حميد النايف:” مرض الحمى النزفية، مرض فايروسي مشترك يصيب المجترات بشكل عام و خصوصا الابقار والاغنام والماعز وممكن انتقاله الى الانسان بواسطة الحشرات الماصة للدم وفي المقدمة منها حشرة القراد وهو من الامراض المتوطنة في العراق منذ عام 1979 وليس له علاقة باللحوم المستوردة كما يزعم البعض”.
وأضاف ان “اولى الحالات المرضية، ظهرت في كردستان ثم في محافظتي الديوانية والناصرية وقد اتخذت الكوادر البيطرية فيها الاجراءات اللازمة”.
وبدوره أكد مستشار وزارة الزراعة لشؤون الثروة الحيوانية الدكتور حسين علي سعود بان الإصابات البشرية بمرض الحمى النزفية التي ظهرت في عدد من المناطق محدودة جدا، ولاتوجد أية هلاكات في الثروة الحيوانات، وان وزارة الزراعة من خلال دائرة البيطرة قد اتخذت الإجراءات الوقائية المطلوبة لتحصين الحيوانات من المرض.
وأضاف مستشار الوزارة ان:” دائرة البيطرة من جانبها في صدد حملة مكافحة شاملة للحشرات الناقلة للمرض والموجودة في الحضائر وعلى جسم الحيوان،وكذلك تغطيس الحيوانات بمواد المكافحة والرش، وان الوزارة قامت بحملة بدأت بمحافظة الديوانية والمحافظات المجاورة وهناك حملة شاملة مجانية على مستوى المحافظات تشمل مكافحة الحضائر، بعد ان جهزت جميع المستشفيات البيطرية بمواد التعقيم المطلوبة ولدى الوزارة إشراف موقعي على تلك الحملات.
وطمأن المستشار المواطنين بان لاخوف على صحة المواطن من تناول اللحوم المطهية او المعقمة لان فايروس المرض يقتل في الحرارة او التعقيم ، كما دعا المواطنين والمربين الى عدم التعامل المباشر مع الحيوانات الا بعد اخذ الاحتياطات الواجبة ومكافحة الحشرات في المنازل والحضائر.
ومن جانبه حدد المتحدث باسم وزارة الصحة سيف البدر في تصريح إلى “الصباح الجديد”، اعراض المرض بقوله انها ” تتمثل بارتفاع درجة الحرارة وتورم في بعض اجزاء الجسم ونزف تحت الجلد وفي فتحات الجسم””.
وأكد المتحدث باسم وزارة الصحة أن “تأخر مراجعة الشخص الذي تظهر عليه اعراض المرض عن المؤسسات الصحية قد يؤدي إلى الوفاة”، فيما اكد أن “مرض الحمى النزفية موجود في عدد من دول المنطقة ولا يقتصر اثره على العراق”.
وأضاف البدر أن “الاصابات تظهر بين سنوات واخرى، سيما في المناطق الريفية التي لسكانها تلامس مباشر مع الحيوانات مثل مربي الدواجن والماشية”.
وأوضح ان ” المرض قد يصاب به اشخاص بعيدين عن الريف”.
وحذر البدر “مربي المواشي والدواجن من تجاهل تلك الاعراض في حال ظهرت عليهم وبالتالي يجب أن يقوموا بمراجعة الجهات الصحية للتأكد من سلامتهم”.
من جانبه، ذكر مدير قسم الصحة في محافظة ذي قار حيدر علي حنتوش أن “المرض ليس جديداً على العراق بل متوطن فيه منذ ثلاثينيات القرن المنصرم”.
وأضاف حنتوش في حديث إلى “الصباح الجديد”، أن “العراق سجل طيلة المدة الماضية حالات متفرفة في قسم من المحافظات، سيما في نينوى ودهوك “.
ولفت إلى أن “اصابات ظهرت مؤخراً في محافظتي ذي قار والديوانية، احد المصابين قد توفي في المستشفى وهو من قرية تبعد 15 كيلوا متراً عن قضاء الشطرة”.
وأورد حنتوش ان “المرض ينتقل عبر حشرة القراد من الحيوان المصاب إلى الشخص القريب، وان العدوى تكون باتجاه الذين يتعاملون بشكل مباشر مع الحيوانات”.
وزاد حنتوش أن ” المرض حيواني بالدرجة الاساس ولذا فأن المعالجة لذلك تكون المعالجة بالدرجة الاساس عبر البوابة البيطرية باقتفاء اثر القراد في الحيوانات”.
وأكد أن “الجهات الصحية قامت بتفحص الحيوانات القريبة من المصابين، وكذلك الاشخاص الملامسين لها ووضعهم تحت المراقبة لمدة 14 يوماً”.
ودعا حنتوش “وزارة الزراعة المتمثلة بالجانب البيطري بالعمل اكثر على مكافحة الآفات في الحيوانات وعدها مصدر المرض، وهناك تنسيق مشترك على هذا الجانب”.
الناطق الرسمي لوزارة الزراعة حميد النايف اعلن أيضا ان الوزارة:” اتخذت الاجراءات الاحترازية اللازمة من توفير المبيدات اللازمة والتي هي موجودة في مخازن دائرة البيطرة احدى تشكيلات وزارة الزراعة والتي تم توزيعها على المستشفيات البيطرية”، وافاد “بانطلاق عمليات المكافحة ورش المبيدات على كافة الحيوانات واماكن بيع الحيوانات والحضائر في كافة محافظات العراق منذ اكتشاف حالة الاصابة الاولى في الانسان وستستمر لحين الحد من اضرار هذا الفايروس”.
وتابع ان “عملية المكافحة ستكون مجانية بإيعاز من السيد وزير الزراعة بعد ان كانت في وقت سابق بأجور رمزية” ،منبها الى ضرورة اتخاذ المواطنين والعاملين في الحقول والمجازر الاحتياطات الصحية اللازمة عن عند التلامس المباشر مع الحيوانات وعدم استهلاك لحوم الحيوانات التي تذبح خارج المجازر المجازة”، مطمئنا المواطنين بانه “لا اضرار من استهلاك اللحم لأنه عند الطهي يتلف الفايروس”.
ودعا وسائل الاعلام الى “توخي الدقة” بهذا الشأن”.
وفي السياق نفت دائرة صحة بغداد/ الرصافة، اليوم السبت، حدوث اصابات بـ”الحمى النزفية”، مبينة ان الدائرة تعمل على اتخاذ كافة الاجراءات العلاجية والوقائية من المرض.
وذكرت الدائرة في بيان تلقت “الصباح الجديد” نسخة منه، ان “المدير العام، عبد الغني سعدون الساعدي، ترأس، اليوم، اجتماعا للجنة العليا الخاصة بحالات الحمى النزفية، نفى من خلاله تسجيل اي اصابة بالحمى النزفية في جانب الرصافة”.
واوضح الساعدي، بحسب البيان ان “الدائرة اتخذت كافة الاجراءات الخاصة (العلاجية والوقائية) من هذا المرض من خلال تهيئة ردهات العزل وتوفير اصناف الدم والادوية الخاصة بالمرض، فضلا عن تهيئة كافة المستلزمات الخاصة بردهات العزل”.
واضاف ان “صحة الرصافة لم تسجل اي حالة اصابة بهذا المرض الا ان الدائرة تعمل على اتخاذ كافة الاجراءات العلاجية والوقائية”.
وشدد الساعدي على “اهمية التوعية وتعزيز الصحة من خلال نشر وسائل توعوية توضح الاعراض والعلامات الخاصة بالمرض عن طريق المطويات والرسائل الصحية واقامت اللقاءات الفردية والجماعية وخصوصا الى اصحاب ومربي الحيوانات واصحاب الجزر العشوائي”.
ومن جانبها اصدرت دائرة صحة بغداد الكرخ مجموعة من التعليمات والنصائح والارشادات والاجراءات الاستباقية للوقاية من مرض الحمى النزفية الفايروسية .
واوضح مدير عام دائرة صحة بغداد الكرخ الدكتور جاسب لطيف الحجامي ان الدائرة قامت بتوفير ردهات العزل في المستشفيات وتطبيق التدابير المناسبة للوقاية والسيطرة على العدوى.
الحمى النزفية تستوطن العراق والمنطقة منذ الثلاثينيات وتظهر في الريف بين سنوات وأخرى
التعليقات مغلقة