المغرب الاستثناء الوحيد
موسكو ـ وكالات:
اختتمت الخميس منافسات الدور الأول من كأس العالم روسيا FIFA 2018 معلنة نهاية أحلام المنتخبات العربية في بلوغ ثاني أدوار البطولة العالمية.
فشلت جل المنتخبات العربية في التأهل إلى الدور الثاني من كأس العالم روسيا FIFA 2018 التي تتواصل مجرياتها حتّى 15 يوليو المقبل.
ولئن كانت النتيجة واحدة وهي الخروج من الدور الأول لمونديال روسيا فقد تباينت مستويات المنتخبات العربية بين المشرّف والمخيّب.
وسنحاول من خلال هذا المقال تسليط الضوء على مشوار ممثلي كرة القدم العربية في الدور الأول للمونديال الروسي.
خيّب المنتخب المصري آمال أنصاره ومتابعيه رغم أن التكهنات كانت تصب في خانة إمكانية بلوغ الدور ثمن النهائي على الأقل.. وانقاد الفراعنة إلى ثلاث هزائم متتالية أمام كل من أوروغواي (0-1) وروسيا (1-3) والسعودية (1-2).
واتسم أداء المنتخب المصري بالارتباك والتسرّع رغم أنه كان يتفوّق على منافسيه على الورق باستثناء أوروغواي المرشحة الأولى لبلوغ الدور الثاني.
وفشل المدرب الأرجنتيني هيكتور كوبر في إيجاد الحلول اللازمة للتغلّب على منافسيه رغم أنه يملك أحد أبرز اللاعبين في العالم وهو محمد صلاح نجم ليفربول الإنكليزي.
وأثار الخروج المخيب للفراعنة سخط الجميع من إعلاميين وجماهير مصرية انتظرت مردوداً أفضل من أبناء النيل.
ومن خلال المواهب التي يضمها المنتخب المصري يحق لعشاقه أن يطالبوا بالأفضل لأن فكر كوبر الدفاعي حرم المصريين من الاستمتاع بأداء جيّد وخالف تاريخ الكرة المصرية الهجومية التي طالما لفتت أنظار متابعي «الساحرة المستديرة».
واختلفت الآراء بشأن مشاركة الأخضر السعودي في مونديال روسيا إذ يعدّها البعض محتشمة في حين يعتبرها الشق الآخر مقبولة بشكل عام.
وانقادت السعودية إلى الهزيمة في مباراتيها أمام روسيا (0-5) وأوروغواي (0-1) بيد أنها تداركت الموقف وحققت فوزاً شرفياً على مصر (2-1).
منطقياً تعتبر مشاركة المنتخب السعودي مقبولة باستثناء الهزيمة القاسية في المباراة الافتتاحية أمام الدولة المضيفة بخماسية نظيفة.
ويحسب للأخضر أنه لملم جراحه بعد الخسارة الافتتاحية وصمد أمام هجوم أوروغواي القوي ثمّ تمكّن من تحقيق فوز شرفي في آخر ظهور له في المونديال الروسي.
وأثارت مشاركة نسور قرطاج في مونديال روسيا جدلاً كبيراً بسبب الآمال الكبرى التي عقدت على المنتخب العربي لتحقيق حلم بلوغ الدور الثاني للمرة الأولى في تاريخه.
واستهلت تونس المونديال بخسارة مؤلمة أمام إنكلترا في الوقت القاتل (1-2) ثم تعرّضت لأكبر هزيمة في تاريخها المونديالي (2-5) أمام بلجيكا قبل أن تحفظ ماء الوجه بنصر معنوي على حساب بنما (2-1).
ويعاب على المنتخب التونسي فقدانه التركيز في آخر لحظات مباراة الأسود الثلاثة فضلاً عن خسارته الكبيرة أمام بلجيكا التي أدخلت الشكوك حول مستقبل المدرب نبيل معلول مع الفريق.
بالنظر إلى الأمور بشكل عام يبدو أن مشاركة نسور قرطاج في مونديال روسيا مقبولة في ظل موجة الإصابات التي طالت كتيبة معلول وغياب أسماء قادرة على صنع الفارق في اللحظات الحاسمة.
ودخل التونسي فخر الدين بن يوسف تاريخ كأس العالم بتسجيله الهدف رقم 2500 في المونديال.
الهدف الأول في تاريخ كأس العالم سجله الفرنسي لوسيان تحديداً في النسخة الأولى عام 1930 في شباك المنتخب المكسيكي., وجاء الهدف رقم 1000 عبر الهولندي روب رينسنبرنك في مرمى اسكتلندا خلال مونديال 1978 بالأرجنتين.
وسجل الأرجنتيني كلاوديو كانيجيا الهدف رقم 1500 في مونديال 1994 بالولايات المتحدة، خلال المواجهة التي فازت بها الأرجنتين 2-1 على نيجيريا.. أما الهدف رقم 2000 فجاء عبر السويدي ماركوس ألباك في نهائيات كأس العالم 2006 بألمانيا، وتحديداً في شباك المنتخب الإنكليزي.
وربما يعدّ المنتخب المغربي هو الاستثناء خلال مونديال روسيا إذ أنه نال إعجاب معظم متابعي النسخة الحادية والعشرين من كأس العالم.
وانقاد المغرب إلى هزيمتين أمام كل من إيران (0-1) والبرتغال (0-1) ليختتم مشاركته المونديالية بتعادل مثير مع إسبانيا (2-2).
وبشهادة الجميع قدّم المغرب ما يشفع له بأن يتأهل إلى الدور ثمن النهائي بيد أن بعض العوامل كسوء الطالع والتسرّع بالإضافة لبعض الأخطاء التحكيمية حالت دون ذلك.
ولاقى الأداء المشرّف للمنتخب المغربي صدى كبيرا في أوساط المونديال مما دفع العديد من نجوم كرة القدم العالمية للتأسف على خروج أسود الأطلس.