السعودية.. لحشد دعم منتجي النفط الخليجيين قبيل اجتماع فيينا
بغداد ـ الصباح الجديد:
انطلق، أمس الاربعاء، المؤتمر السابع للمنتجين في منظمة اوبك، في وقت أكد فيه العراق موقفه مع الإبقاء على الانتاج الحالي.
وقالت وزارة النفط، إن «المؤتمر السابع لوزراء النفط في اوبك وخارجها انطلق على هامش الاجتماع الوزاري السابع للمنتجين في اوبك والمنتجين خارج المنظمة تحت شعار النفط – التعاون من أجل مستقبل مستدام».
وأكد المتحدث باسم الوزارة عاصم جهاد في حديث صحافي، ان «العراق مع الابقاء على الانتاج الحالي للنفط من دون زيادة الانتاج للحفاظ على الاسعار في السوق العالمية».
وأضاف جهاد أن «العراق سيقدم ورقة عمل يؤكد فيها على نجاح منظمة اوبك بالحفاظ على اسعار النفط في السوق العالمية وان اتفاق عام ٢٠١٦ في اوبك أسهم بعودة الاستقرار ودعم اسعار النفط في السوق العالمية»، مبيناً أن « العراق يعمل على ان يكون موقفه داعم لجميع الاعضاء».
واشار جهاد الى ان» وزير النفط جبار علي اللعيبي سيعقد اجتماعات مع وزراء النفط السعودي والايراني والجزائري ورئيس منظمة اوبك وباقي الوزراء لمناقشة مواضيع الانتاج والاسعار والعراق معروف عنه موقفه التوافقي الداعم لجميع الاعضاء في المنظمة».
وبين ان «اللعيبي بين اهمية ودور منظمة اوبك والمنتجين خارجه على اعادة الاستقرار الى السوق النفطية العالمية بعد تدهور الاسعار».
في السياق، قالت مصادر مطلعة على نقاشات منتجي النفط الخليجيين أمس الأربعاء إن السعودية تواجه صعوبات في إقناع رفاقها الخليجيين بالحاجة إلى زيادة إنتاج النفط، وهو ما يضيف المزيد من التعقيدات قبيل اجتماع منظمة أوبك هذا الأسبوع.
وتجتمع منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) يوم الجمعة للبت في سياسة الإنتاج وسط دعوات من كبار المستهلكين مثل الولايات المتحدة والصين لتهدئة أسعار النفط ومن ثم دعم الاقتصاد العالمي عن طريق إنتاج المزيد من الخام.
وقالت إيران يوم الثلاثاء إن من غير المرجح أن تتوصل أوبك إلى اتفاق بشأن إنتاج النفط هذا الأسبوع، لتفتح بذلك الباب أمام صدام مع السعودية وروسيا اللتين تدفعان باتجاه زيادة كبيرة في الإنتاج اعتبارا من تموز لتغطية الطلب العالمي المتنامي.
وقال مصدران مطلعان إن غياب توافق بين منتجي النفط الخليجيين الذين عادة ما يكون موقفهم موحدا يضيف المزيد من التعقيدات قبيل اجتماع الجمعة.
وقالت مصادر إن الحلفاء التقليديين للسعودية، الإمارات والكويت وسلطنة عمان والبحرين، يرون أن المملكة تسرعت جدا في الاستجابة لدعوات أميركية طالبت بزيادة الإنتاج. كما أثار التنسيق الوثيق بين الرياض وروسيا غير العضو في أوبك حفيظتهم.
وقال مصدر بعد اجتماع لوزراء النفط الخليجيين مساء الثلاثاء إن هناك آراء متباينة بشأن حجم زيادة الإنتاج وما إذا كان مثل هذا الإجراء يجب أن يكون تدريجيا.
وكانت روسيا اقترحت زيادة الإنتاج من أوبك ومن خارجها بمقدار 1.5 مليون برميل يوميا، وهو ما ينهي من الناحية العملية تخفيضات الإنتاج الراهنة التي تصل إلى 1.8 مليون برميل يوميا وساهمت في إعادة التوازن للسوق على مدى الثمانية عشرة شهرا الماضية ورفعت أسعار النفط إلى 75 دولارا للبرميل. وكان سعر النفط انخفض إلى 27 دولارا للبرميل في عام 2016.
وتعارض إيران وفنزويلا والجزائر والعراق الأعضاء في أوبك أي تخفيف في تخفيضات الإنتاج خشية أن يؤدي ذلك لتعثر الأسعار.
غير أن أوبك ربما تتوصل لاتفاق في اللحظة الأخيرة يوم الجمعة بشأن توافق على خفض زيادة الإنتاج لأقل من مليون برميل يوميا حسبما ذكرت مصادر في المنظمة.
وقد يجري اتخاذ قرار بشأن زيادة الإنتاج على الرغم من رفض إيران المشاركة فيه مثلما حدث من قبل في أوبك.
وظلت إيران العقبة الرئيسة التي تواجه الاتفاق، إذ قال وزير النفط الإيراني بيجن زنغنه يوم الثلاثاء إن أوبك لا ينبغي أن ترضخ لضغط من الرئيس الأميركي دونالد ترامب لزيادة الإنتاج.
وأضاف أن ترامب أسهم في زيادة الأسعار عن طريق فرض عقوبات على إيران وفنزويلا العضوين في أوبك، وهو ما سيؤدي على الأرجح لخفض الصادرات.
ويغادر زنغنه فيينا يوم الجمعة قبل أن تعقد أوبك محادثات مع المنتجين من خارجها في اليوم التالي، لكن الجهود مستمرة لإقناع إيران بالمشاركة في اتفاق.
وقالت المصادر إن السعودية لا تريد أن يُنظر إليها على أنها تمارس الكثير من الضغط على إيران، بينما يُنظر إلى روسيا غير العضو في المنظمة على أنها قد تكون قادرة على إقناع طهران.
وقال مصدران إن من المنتظر أن يحضر زنغنه لجنة وزارية يوم الخميس. ولا تشارك إيران عادة في هذه اللجنة التي تشمل روسيا والسعودية والإمارات وسلطنة عمان والكويت والجزائر وفنزويلا.