تنظيم داعش اختطف والدتها واشقاءها
نينوى ـ خدر خلات:
انتهت معاناة الطفلة الايزيدية السنجارية منتهى، وعادت الى ما تبقى من عائلتها بعد ان اثبتت نتائج فحوصات الـ DNA صحة توقع الاب المنكوب عندما رأى صورتها وقال انها تشبه شقيقها.
يقول مصدر أمني في مدينة الموصل مقرب من الحدث ـ طلب عدم الكشف عن اسمه، لانه غير مخول بالتصريح ـ في حديث الى “الصباح الجديد” انه ” قبل عدة اسابيع اتى مواطن ايزيدي من اهالي سنجار الى دار ايتام الموصل الكائن في حي الزهور، وطالب برؤية طفلة تدعى (ريماس) وزعم انها ابنته (منتهى) التي فقدها في احداث 3 آب /اغسطس من عام 2014 عندما قام تنظيم داعش الارهابي باجتياح قضاء سنجار وارتكب اعمال قتل وخطف وسبي وغيرها من الجرائم البشعة بحق السكان”.
واضاف ” المسؤولون في دار الايتام سبق ان واجهوا هكذا مواقف، لهذا دعوا المواطن الذي زعم انها ابنته الى اجراء فحوصات DNA لمطابقة الجينات بينه وبين الطفلة المودعة في دار الايتام، علما انه قال ان صورتها وصلت اليه عن طريق احد المعارف في برنامج التواصل الاجتماعي فيس بوك، وعندما رأى صورتها قال مع نفسه انها ابنتي وهي تشبه شقيق لها بملامحها الواضحة بالنسبة له، وهو الذي لم يتوقف عن البحث عن عائلته منذ حينها”.
وأشار المصدر الى ان “الاب كان واثقا من انها ابنته، وخضع لفحوصات الـ DNA وبعد بضعة اسابيع اتت النتائج المطابقة لنتائج الـ DNA الخاصة بالطفلة وجرى تسليمها له، لانه طالب باستعادتها رسميا على وفق طلب قانوني”.
وتابع “لا احد يعلم كيف وصلت هذه الطفلة البالغة حاليا نحو 7 سنوات لدار الايتام، علما انه عند وصولها اليه كان عمرها نحو 3 سنوات ونيف، ووالدتها مفقودة و 4 من اشقائها وشقيقاتها ما زالوا في عداد المفقودين والاب يبحث عنهم لحد الان”.
ولفت المصدر الى ان “الطفلة منتهى، وهذا هو اسمها الحقيقي، و ليس “ريماس” كما كنا نعرفها، رفضت في البدء المغادرة مع والدها الحقيقي، حيث انها لا تفقه شيئا من لغتها الام اللغة السنجارية الكردية، بل انها تتحدث باللغة العربية، وبكت قليلا اثناء مغادرة دار الايتام، لكنها مرحلة قصيرة ستتجاوزها وستتربى مع ذويها واقرانها وما تبقى من عائلتها وستندمج معهم مع مرور الايام”.
واشاد المصدر بدور دار رعاية الايتام في الموصل، وبدور السيدة سكينة محمد مسؤولة المرأة والطفولة في ديوان محافظة نينوى والمشرفة العامة على دور الرعاية الاجتماعية، التي نجحت في اعادة عدد من الاطفال المفقودين لذويهم.
وكانت الحكومة العراقية قد استحدثت مختبرا لفحوصات الـ DNA في منطقة التاجي باطراف بغداد، بعد ان تكاثرت الدعاوى باستعادة الاطفال المفقودين الذين تم العثور عليهم مع العشرات من نساء الدواعش الاجنبيات بموقف تسفيرات في قضاء تلكيف، خاصة ان ملامح الكثير من الاطفال لا تتطابق وملامح تلك النسوة ذات السحنة الاسيوية، وبالتالي تم الزام كل من يزعم او يعتقد ان احد اولئك الاطفال يعود له باجراء تلك الفحوصات، علما ان هنالك قواعد بيانات بجميع الاطفال وبالنسوة الاجنبيات ايضا. وسبق ان تم اعادة بعض الاطفال لذويهم بعد ان اثبتت الفحوصات صلاة القربى بينهم.
ويطالب ناشطون ومسؤولون ايزيديون باجراء تدقيق امني واسع في شتى المخيمات التي يقطنها نازحون في جنوبي الموصل، ويتحدثون عن وجود عشرات وربما المئات من الاطفال الايزيديين الذين تم خطفهم مع عائلاتهم التي تفرقت فيما بعد، بسبب اعدام الذكور وبيع وشراء الامهات والفتيات في اسواق النخاسة التي اقامها التنظيم الارهابي ابان سيطرته على مناطق شاسعة من العراق وسوريا.
وعلى وفق احدث احصائية لمديرية شؤون الايزيديين في حكومة اقليم كردستان فان عدد المختطفين الايزيديين يبلغ 6417 ايزيديا، بواقع 3548 مختطفة من الاناث، و 2869 من الذكور، اما أعداد الناجيات والناجين من قبضة ارهابيي داعش يبلغ 3300 ناجي، منهم 1150 من النساء، و 337 من الرجال. اما الناجيات من الأطفال الإناث فبلغ 946 طفلة، وعدد الناجين من الأطفال الذكور هو 867 طفلا.
فيما عدد الاطفال الايتام من جهة الاب يبلغ 1759 طفلا يتيما، والايتام من جهة الام 407 اطفال يتامى، والايتام من الوالدين 359 طفلا، والاطفال الذين والداهم بيد داعش لحد الان يبلغ 220 طفلا، والمجموع الكلي للأيتام 2745 طفلا.
بينما يبلغ عدد الباقين بيد عصابات داعش 3117 ايزيديا بواقع 1452 من الاناث (اطفال وراشدات)، و 1665 من الذكور (اطفال وبالغين)، وهذا بحسب الاحصائية الصادرة نفسها في الثالث من حزيران الجاري.