ممثلون عن مجتمعات سهل نينوى يوقّعون وثيقة من 9 نقاط
نينوى ـ الصباح الجديد:
بمشاركة شخصيات أجنبية وعربية وعراقية فاعلة في بناء السلام والتماسك المجتمعي والعيش المشترك أقامت منظمة UN PONTE PER الإيطالية المؤتمر الختامي لمشروع مدّ الجسور بين مجتمعات سهل نينوى المموّل من الحكومة الألمانية وتنفيذ منظمة UPP وشراكة كلّ من منظمة الرسل الصغار والمنظمة الأيزيدية للتوثيق ومنظمة داك لتنمية المرأة, في دار ماربولس للخدمات الكنسية – قضاء الحمدانية – قره قوش، تحت شعار “معاً من أجل التغيير السلمي ” وبمشاركة لوحة كبيرة تضّم جميع ثقافات مجتمعات سهل نينوى إنطلقت فعاليات المؤتمر الختامي لمشروع مدّ الجسور بين مجتمعات سهل نينوى.
بدأ المؤتمر بالترحيب بالحضور وبعدها الوقوف دقيقة صمت على أرواح شهداء الإنسانية والعراق مع عزف للنشيد الوطني العراقي, إستمرت الفعاليات في كلمة للدكتورة مارتينا بينكاتي رئيسة منظمة UPP في العالم ومن ثمّ تلتها كلمة المنظمة المانحة GIZ التي قرأتها ممثّلة المنظمة السيدة كلارا وبعدها عزف لفريق موسيقي من بغديدى ، وبعد ذلك عرض رؤية وتجربة الخبير الدولي في مجال تعزيز بناء السلام فادي أبي العلاّم ومن ثم تلتها فترة إستراحة مع إفتتاح معرض “ربوع نينوى … سلام دائم ” الذي ضمّ ثلاثة مكونات من المسيحيين والأيزيديين والعرب المسلمين ومنهم الفنان والنحات ثابت ميخائيل بتق والفنان حاجي خدر البعشيقي والفنان د.خلف محمود.
إستأنف المؤتمر أعماله بعد الإستراحة بعرض فيديوهات حول المشروع منذ بدايته وحتى إنتهاء فعالياته وفيديو آخر حول المستفيدين من المشروع وبعدها تم توزيع جوائز مسابقة أفضل قصة ومقال واقعيين عن التعايش في نينوى للفائزين في المراتب الأولى وقد طبع هذا الكتاب تحت إسم “السلام أوسع من الحرب” وبعد ذلك تم عرض أغنية مدّ لي يداً من إنتاج منظمة الرسل الصغار ومن ثمّ قراءة قصيدة عن السلام للشاعر زهير بردى.
بعد فترة الغداء تقسّم المؤتمرون إلى خمس قاعات لحضور خمس محاضرات منها “المرأة والسلام – سوزان سفر , التغيير الديموغرافي – خالص إيشوع , دور الشباب في تعزيز السلام – د.خليل شكري هيّاس , دور الإعلام في تعزيز السلام – خضر دوملي , دور الأمن والإستقرار في بناء السلام – حسام عبدالله ) وناقش المؤتمرون ملخّصا يضمّ جميع الطروحات والتحديات التي تواجه ديناميكية التعايش في سهل نينوى ، وأُختتم المؤتمر من قبل السيد رائد ميخائيل شابه مدير مشروع مد الجسور بين مجتمعات سهل نينوى والممثل القطري لمنظمة UPP الإيطالية بقراءة وثيقة العيش المشترك التي سيتم إرسالها لجميع المؤتمرين لتوقيعها ونصّت هذه الوثيقة على ما يلي:
نحن مجموعة من الناشطين الاجتماعيين والمؤسسات الحكومية وغير الحكومية ومن شتى اطياف سهل نينوى, انطلاقا من قناعتنا بأن تعزيز العيش المشترك فيما بيننا هو السبيل الوحيد لمواجهة المشكلات الاجتماعية والثقافية والدينية التي باتت تشكل تهديدا للنسيج المجتمعي المترابط منذ مئات السنين في هذه البقعة من العراق الحبيب. والذي تصدع اثر الهجوم الدموي الذي قام به ما يسمى بداعش وارتكابه لأفظع الجرائم بحق المواطنين الابرياء, نعلن للجميع اننا نلتزم بالتالي:
1_العمل الدؤوب على هدم جدران الاساءة والخلاف واليأس والحقد والكراهية ومد جسور الوفاق والمغفرة والتسامح والرجاء والمحبة والسلام بين شتى اطياف ومكونات سهل نينوى.
2_ احترام جميع الحقوق الاجتماعية والثقافية والدينية الفردية والجماعية ولجميع الشرائح الاجتماعية في هذه المنطقة
3_ نبذ العنف بجميع اشكاله والافكار والمواقف القائمة على التمييز والعنصرية والحث على الكراهية ونشر ثقافة التسامح وقبول الاخر.
4_ اعتماد الحوار العقلاني لحل جميع النزاعات التي تواجه مجتمعنا ولتنظيم العلاقة بين شتى المكونات الاجتماعية وتطويرها وحمايتها.
5_ حض الدولة من خلال مؤسساتها المختلفة على تطبيق قوانينها ورعاية ابنائها بشكل متساوٍ من دون اي تمييز. واعتماد مبدأ تكافؤ الفرص في الوظيفة العامة.
6_مطالبة الدولة بالتعويض على المتضررين والعمل على اعادة المختطفات والمختطفين وكشف مصير المفقودين وأعادة جميع المهجرين ورعاية معوقي الحرب.
7_ العمل على تفعيل دور المرأة والشباب في شتى مسارات بناء السلام وتعزيز التماسك الاجتماعي, وبالتالي التشديد على ضرورة توفير فرص العمل لهم وتقديم الحوافز المطلوبة لتأسيس المشاريع الانتاجية التي تتناسب واقتصادنا المحلي مما يعزز تجذرنا بهذه الارض ويحد من الهجرة.
8_ التأكيد على اهمية دور الاعلام ووسائل التواصل الاجتماعي في تكوين رأي عام حاضن لثقافة المواطنة وحقوق الانسان والتسامح والتعايش السلمي.
9_ اعتبار الاستقرار الامني هو شرط واجب تحقيقه للنجاح في مسيرة بناء السلام وهو مسؤولية مشتركة بين المواطن وشتى الجهات الامنية الساهرة على سلامة المواطن وامن الوطن.
نحن الموقعون ادناه نعلن التزامنا بالنقاط المشار اليها اعلاه, ونعمل بأرادة وطنية جامعة لتحفيز الاخرين على الالتزام بها, وان لا نحيد عنها مهما بلغت درجة الخلافات السياسية. ولن يكون سهل نينوى الا ذلك الانموذج العراقي الحضاري في التعايش السلمي بين شتى مكوناته, انموذجا حاضناً لكل ابنائه وحافظاً لعزتهم ولعيشهم الحر والكريم.
وبعدها تم توزيع ورود طبيعية وداخل كل وردة رسالة سلام يُشترط من المؤتمرين نشرها تحت هاشتاك #معا_نبني_السلام ” ليتم الترويج لمفاهيم السلام.
حضر المؤتمر شخصيات أجنبية ودينية وعسكرية وفاعلين في بناء السلام من داخل العراق وخارجه .
وجدير بالذكر بأنّ مشروع مدّ الجسور في مجتمعات سهل نينوى بتنفيذ وإشراف من المنظمة الإيطالية (جسر إلى UPP) بتمويل من الوكالة الألمانية للتعاون الدولي نيابة عن الوزارة الاتحادية للتعاون الاقتصادي والتنمية في ألمانيا (GIZ) وتنفيذ كلّ من المنظمة الأيزيدية للتوثيق ومنظمة الرسل الصغار للإغاثة والتنيمة ومنظمة داك للمرأة الأيزيدية.