قيادي في حشد جنوب الموصل يحذّر من مخاطر تأخير صرف الرواتب
نينوى ـ خدر خلات:
تمثل بعض مناطق جنوبي الموصل احد ابرز معاقل التنظيمات الارهابية منذ عام 2003 ولحد الان، وتمكنت القوات الامنية من فرض سيطرتها على مناطق لم يتمكن الاميركان من الوصول اليها” هذا ما يقوله قيادي في احد فصائل الحشد العشائري، محذرا من تأخير صرف رواتب المقاتلين لان داعش يراهن على فساد المسؤولين وتلكؤهم بالقيام بواجباتهم.
القيادي الذي يقطن باطراف مدينة الحضر، والذي طلب عدم الكشف عن اسمه، قال لـ “الصباح الجديد” ان “مناطق جنوب الموصل باتت آمنة بنسبة كبيرة، باستثناء اعماق منطقة الجزيرة (جنوب غرب الموصل) خاصة في الليالي المغبرة او التي تشهد عواصف ترابية، حيث يستغلها عناصر داعش الارهابي للتحرك والتنقل”.
واضاف “في ساعات النهار، وفي اشد الظروف المناخية لا يمكن لعناصر داعش ان يخرجوا رؤوسهم من الانفاق او الاوكار التي يختبئون بها كالجرذان تماما، ونحن هنا نقول انهم جرذان فعلا لانهم لا يعيشون الا بالانفاق وتحت الارض”.
ولفت القيادي الى ان “ابطال العشائر من المتطوعين في الحشود العشائرية (العربية السنية) يلقنون الدواعش درسا بعد اخر، واغلبهم يسعى للثأر والانتقام منهم لان الجرائم التي ارتكبوها بحق عشائرنا لا تعد ولا تحصى، من اعدامات وتدمير للبيوت ومصادرة الممتلكات، اضافة الى ان المئات من جثث شبابنا ما زالت مفقودة ولا نعرف مصيرها وفي أية مقبرة او حفرة تم رميها”.
وتابع “كما يقول المثل (نحن ولد قرية) فان نقاط التفتيش التي نمسكها لا يمكن لاي داعشي ان يعبر من خلالها مهما كان يحمل من مستمسكات رسمية مزورة، فنحن نعرفهم من وجوههم لكن المستمسكات مطلوبة للمواطنين الذي يعبرون من الموصل الى بغداد او بالعكس”.
ولفت القيادي العشائري الى ان “ما يحز في النفس هو تأخير صرف رواتب مقاتلينا الذين يقومون بواجباتهم في اصعب الظروف المناخية، ونحن نتلمس شيئا من الاحباط لديهم بسبب تأخر صرفها، علما ان بعض الدواعش الذين نقبض عليهم يقولون لنا انه سيتم قطـع رواتبنـا مثلمـا حصـل مع الصحـوات قبــل نحـو 10 اعوام وسنعود لتنظيماتهـم نادمين، علـى وفـق مزاعمهـم”.
وتابع “يبدو ان تنظيم داعش يراهن على فساد المسؤولين وتلكؤهم في القيام باعمالهم وواجباتهم تجاه المقاتلين الذين في مناطق جنوبي الموصل، علما اننا نطالب بان يكون صرف رواتبنا بشكل شهري وبموعد ثابت لا اكثر، وهذا حق من حقوقنا المشروعة”.
ولفت المتحدث الى ان “قوات الحشد العشائري هي السند القوي امنيا واستخباريا وعسكريا للقوات الامنية العراقية في مناطق جنوبي الموصل، والتنسيق عالٍ جدا بيننا، لان هذه المناطق مناطقنا ونعرفها شبرا شبرا، كما نعرف الدواعش والمبايعين والمناصرين لهم، بل اننا نساعد الاجهزة الامنية من الناحية الاستخبارية في اعتقال عناصر داعش المختبئين بمخيمات النزوح، حيث تردنا معلومات دقيقة جدا عنهم من مصادرنا المنتشرة فيها”.
وكانت قوة من لواء 90 حشد شعبي وبقيادة الشيخ عزيز سنجار الجبوري، في جنوب الموصل قد تمكنت من القاء القبض على عنصرين من داعش في سيطرة نصف تل، حيث اعترف الأول ان لديه بيعة رسمية والثاني كذلك والمدعو سلمان شعلان كان والده قيادي قاتل في الرمادي وفي تكريت واخرها الموصل، و احدهم كان ينوي الذهاب الى كركوك والاخر كان ينوي الذهاب الى ناحية القيارة.
كما تمكنت قوة من الجيش العراقي، وبالتنسيق مع قوات الحشد العشائري من مطاردة ومحاصرة زمرة من عناصر داعش، احرقت منزلا بقرية اصلبي بقضاء الحضر وحاولت الفرار للصحراء بالجزيرة، وتم ابادتهم بالكامل عند محاولتهم الافلات من الطوق المحكم