الجفاف يُهدد الأهوار بخروجها من لائحة التراث العالمي
بغداد ـ الصباح الجديد:
عدّ رئيس اكاديمية السياسات المائية التركي دورسون يلدز، أمس الاثنين، مقايضة النفط بالماء بين العراق وتركيا بات “واقعيا” في ظل نقص امدادات المياه وإمكانية تعرض العراق للجفاف، مشيرا إلى أن المشكلة الرئيسة لم تعد في السدود.
وقال يلدز في تصريحات اوردتها وكالة «سبونتيك» الروسية بنسختها الانكليزية إن “المشكلة الرئيسة ليست في أن السدود التركية تعوق تدفق المياه في المنطقة، ولكن الحقيقة أن هناك العديد من اللاعبين الجدد الذين ظهروا الآن في السياسة المائية في الشرق الأوسط، وأحد هؤلاء اللاعبين هو الإدارة الإقليمية الكردية للعراق (كردستان).
ورأى يلدز أن «إمكانية توفير العراق النفط لتركيا في مقابل الحصول على المياه هو نهج واقعي للغاية ما سينعكس إيجابا على السياسة المائية للبلدين وتطوير تبادل المنفعة بين انقرة وبغداد».
واشار إلى أن «تأجيل هذه العملية لن يؤدي إلا إلى تفاقم المشكلة، إذ أننا نمر بفترة لا يمكن فيها التوصل إلى حل لأزمة المياه، من دون الثقة والاحترام المتبادلين لمصالح كل طرف».
داخلياً، اطلقت الحكومة المحلية في محافظة ذي قار تحذيراً من جفاف الأهوار، بسبب شح المياه الواصلة للمحافظة، ما يهدد الثروة الزراعية والسمكية والحيوانية، والخشية من إخراج الأهوار من لائحة التراث العالمي بسبب تعذر الحكومة من المحافظة عليها.
وقال رئيس اللجنة الفنية في مجلس المحافظة حسن الأسدي، في تصريح صحافي، إن «هناك موجة جفاف قاسية تمر بالمحافظة وتؤثر بالدرجة الأساس على أهوار ذي قار وهو ما يؤدي إلى هجرة سكانها المتبقين بعد هجرة القسم الأكبر في العقود الماضية بسبب تجفيف الأهوار لدواعٍ أمنية أو لأسباب بيئية طبيعية».
وأضاف أن «مناشدات الحكومة المحلية لم تتوقف منذ سنوات، خصوصاً بعدما أدرجت أهوار المحافظة على لائحة التراث العالمي ما يتطلب عناية خاصة بتوفير كميات المياه اللازمة لإدامة الحياة فيها بل وزيادتها لغرض إنعاش المنطقة، ولكن لم نحصل على أي نتيجة إيجابية».
وزاد أن «الوضع الحالي في نسب وتصريف المياه مخيفة جداً لعموم المحافظة، خصوصاً مناطق الأهوار والتي تتسبب لها بالجفاف التام، الأمر الذي سينعكس على بيئة المياه المتوافرة في مسارب الأنهر ما يهددها بكارثة حقيقة للتنوع البيئي»، مشيراً إلى أن «المحافظة قد تتعرض في الفترة المقبلة إلى شح مياه حاد كونها تقع في ذنائب الأنهار على ضوء انخفاض المناسيب أخيراً».
من جهة أخرى، قال رئيس فرع اتحاد الجمعيات الفلاحية في ذي قار مقداد الياسري إن «الأهوار تجف منذ سنوات ولكنها في الفترة الماضية وصلت إلى حدود لا يمكن السكوت عنه، إذ أنها ستؤثر في حياة المواطنين هناك وليس فقط على مستوى الزراعة والثروة الحيوانية».
وأضاف أن «الجفاف بدأ بالفعل منذ أيام عدة وبدأت مناسيب المياه بالنفاد التدريجي، ويتوقع أن تجف الأهوار بشكل تام خلال فترة وجيزة، إذ إن مياه الأهوار الوسطى والتي تبدأ من نهاية سد الحفار في كرمة بني سعيد والتي تعد بداية الأهوار الوسطى في المحافظة بدأت بالرجوع عكسياً إلى نهر الفرات بعدما انخفضت مناسيب الأخير في نحو كبير».
ولفت إلى أن «استمرار الحال سيزيد الوضع سوءاً كون أيام الصيف ما زالت في بدايتها وهو ما يزيد من حجم المعاناة كلما انخفضت المناسيب، وقد يؤدي ذلك إلى تفريغ مياه الأهوار».