متابعة ـ الصباح الجديد:
أمهلت طهران الدول الأوروبية حتى آخر الشهر، لتقدّم لها «حلولاً عملية» وحوافز اقتصادية تعوّض انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي المُبرم بين ايران والدول الست.
وتحدث الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن «فرصة» سانحة لإنقاذ الاتفاق، معتبراً في الوقت ذاته أن نظيره الأميركي دونالد ترامب «أوفى وعوده الانتخابية». لكنه نبّه إلى أن استئناف طهران نشاطاتها النووية قد يشكّل خطراً على إسرائيل.
وفي فيينا عقدت لجنة متابعة تطبيق الاتفاق النووي أمس الاول الجمعة، اجتماعاً بطلب من إيران، لدرس سبل إنقاذه، علماً أن ترامب يطالب بتسوية لمرحلة ما بعد انتهاء العمل بالاتفاق، عام 2025، وبكبح البرنامج الصاروخي لطهران وتدخلاتها الإقليمية. وغابت الولايات المتحدة عن الاجتماع الذي شاركت فيه الصين وروسيا وفرنسا وبريطانيا وألمانيا، إضافة إلى المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية يوكيا امانو.
واستبق وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو الاجتماع، منتقداً الأوروبيين الذين «قالوا لنا انهم مستعدون لفعل شيء في ملف الصواريخ، وخلال ثلاث سنوات، لم يفعلوا شيئاً».
وأضاف: «تحدثوا عن إيجاد حلول للإرهاب». ونفى إعلان ديبلوماسيين أوروبيين أن المفاوضات بين بروكسيل وواشنطن قبل إعلان ترامب انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي، أتاحت إحراز تقدم واسع، قائلاً: «لم نتمكن أبداً من التوصل إلى اتفاق. ليس هناك أي مؤشر إلى أن الأوروبيين ينوون فعلاً الموافقة» على النقاط التي حددها ترامب.
إلى ذلك اعلن عباس عراقجي، نائب وزير الخارجية الإيراني، أن محادثات فيينا ستستمر، علماً أن مسؤولاً إيرانياً بارزاً كان حذر قبل الاجتماع من أن أي محاولة لربط الاتفاق النووي بملفات أخرى ستعني «خسارة الاتفاق، ويمكن أن تجعل الملفات الأخرى أكثر تعقيداً».
ورأى أن سعي الأوروبيين إلى «استرضاء» ترامب ليس مجدياً، وتابع: «لدينا اتفاق في غرفة العناية المركزة، إنه يحتضر». وزاد أن الأوروبيين وعدوا ايران بـ»صفقة اقتصادية» لحفظ مزايا الاتفاق بالنسبة إليها، على رغم إعادة تطبيق العقوبات الأميركية.
وأضاف: «لسنا واثقين. نتوقع تلقي الحزمة (الاقتصادية) بحلول نهاية أيار ،يؤسفني القول إننا لم نرَ الخطة البديلة بعد. الخطة البديلة بدأت تظهر الآن».
لكن المندوب الروسي ميخائيل أوليانوف أبدى تفاؤلاً بعد الاجتماع، قائلاً: «لدينا كل الفرص للنجاح، شرط أن تكون لدينا الإرادة السياسية. الاتفاق النووي مكسب دولي كبير. ليس ملكاً للولايات المتحدة، بل للمجتمع الدولي». وعلّق ديبلوماسي أوروبي قائلاً: «يبدو أن بومبيو ليس متحمساً. سنحاول التمسك بالاتفاق، لكننا واقعيون».
في سان بطرسبورغ، حذر بوتين من مأزق بعد انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق، مشدداً على أن بلاده لن تشارك في فرض عقوبات أحادية على إيران. وحضّ على الحوار لحلّ الأزمات الدولية، من أجل تجنّب «اشتعال المنطقة». واعتبر أن «إيران قدّمت تنازلات واسعة وتنفذ التزاماتها، وليس واضحاً لماذا تُعاقَب، والعقوبات هدّامة دوماً».
وأضاف أن ليس مقبولاً «مراجعة الاتفاقات مع كل انتخابات أميركية كل أربع سنوات. هذا يؤدي إلى عالم خال من الثقة».
ونبّه بوتين إلى أن استئناف ايران نشاطاتها النووية قد يشكّل خطراً على إسرائيل، واستدرك: «الرئيس الأميركي لا يغلق الباب أمام المفاوضات، إنه يقول إن هناك أموراً كثيرة لا تروق له في هذه الوثيقة (الاتفاق)، لكنه لا يستبعد التوصل إلى اتفاق مع إيران. يبدو أن الفرصة لا تزال قائمة. أعتقد بأن ترامب لم يخسر. هو يفي وعوده الانتخابية. ومن منطلق السياسة الداخلية، كسب بطريقة ما».
أما الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون فاعتبر أن من واجبه مواصلة العمل مع ترامب، لافتاً إلى انه أقنع بوتين بضرورة استكمال الاتفاق النووي، من خلال التفاوض على البرنامج الصاروخي لإيران وتدخلاتها الإقليمية وبرنامجها النووي بعد عام 2025.