مراسلون صحفيون: أعداد المراكز الانتخابية كبيرة وتغطيتها كلها مستحيلة

بغداد – وعد الشمري:
تحدّث مراسلون صحفيون من محافظات عدة، عن تحديات عملهم في تغطية الانتخابات المقررة يوم السبت المقبل، وبرغم تأكيدهم الحصول على بطاقات تعريفية لتسهيل مهمتهم، اشاروا إلى أن كثرة المراكز الانتخابية وبعض الاليات تمنعان المتابعة الشاملة للاقتراع، فيما انتقدوا دور قسم من وسائل الاعلام كونها لم تؤد دورها بتشجيع المواطن على المشاركة في الانتخابات، واكتفت بالترويج لقوائم ومرشحين معينين.
ويقول الصحفي عمار كريم مراسل وكالة (فرانس برس) في بغداد إلى “الصباح الجديد”، إن “الإعلاميين حصلوا على هويات تعريفية خاصة صادرة عن مفوضية الانتخابات من شأنها أن تسهل تغطية الاقتراع”.
وأضاف كريم الذي كانت له مشاركات في التغطية الاعلامية للانتخابات السابقة، أن “المفوضية وفي كل انتخابات تقوم بتحديد المراكز المسموح بتغطيتها على وجه الحصر، وتمنح المراسلين أسمائها وعناوينها بغية التوجه اليها”.
وبرغم تأكيده أن “بقية المراكز ستكون بعيدة عن الاعلام، وهذا ما يولد مخاوف من امكانية حصول تلاعب بالتزوير”، لكنه يعود ليوضح أن “عدد المراكز كبير للغاية وتغطيتها صحفياً تبدو مهمة مستحيلة على وسائل الاعلام”.
ولم يبتعد مراسل (قناة الشرقية) في بغداد يعرب قحطان عما ذهب اليه مراسل (فرانس برس)، بأن “المفوضية سوف تفرض على وسائل الاعلام تغطية الانتخابات في مراكز محددة”.
وتابع قحطان إلى “الصباح الجديد”، أن “المفوضية لن تفرض صعوبات على التغطية الاعلامية لتلك المراكز”، لافتاً إلى أن “الاعلام المستقل سوف يؤدي واجبه يوم الاقتراع برصد اي خرق قد يحصل”.
من جانبها، افادت الصحفية سؤدد الصالحي مراسلة صحيفة (Arab News) في بغداد إن “الاعلاميين لم يطّلعوا على خطط القوات العسكرية لتأمين الانتخابات”.
ولا تستبعد الصالحي في تعليقها إلى “الصباح الجديد”، أن “يفرض حظر غير معلن للتجوال يوم الاقتراع”، وترى ان “ذلك قد يؤثر سلبياً على حركة الصحفيين وممارسة عملهم”.
وتبدي الصالحي حيرتها ازاء “اجراءات مفوضية الانتخابات الخاصة بالصحفيين”، ووصفتها هي الاخرى بـ “غير الواضحة”، وأكدت أن ذلك الغموض قد يخلق “ترددا وقلقا لدى الصحفي من تغطية عملية للاقتراع”.
إلا ان الصحفي هيمن بابان مراسل وكالة (الاناضول) التركية في كردستان يعرب عن تطلعه بأن “ينجح الاعلام في تغطية الانتخابات في محافظات الاقليم بعيداً عن مظاهر التشنج والانتهاكات ضد الاعلاميين”.
وأضاف بابان أن “الاعلام في اقليم كردستان كما هو حال باقي محافظات العراق لا يستطيع الوصول إلى المراكز كافة انما محطات تم تحديدها سلفاً”، ويرى أن “هذا التوجه ينافي حرية الاعلام وحق الوصول إلى المعلومة”.
وينتقد بابان “الاعلام العراقي والكردي على وجه الخصوص، كونه لم “يمارس دوره بالشكل الكامل في تشجيع المواطن على المشاركة في الانتخابات واهمية تسلم البطاقة الالكترونية، انما انحصر دوره على الترويج لقوائم معينة”.
وعلى الصعيد ذاته، ذكر الصحفي من محافظة نينوى صالح الياس أن “الاعلام لم يؤد دوره بشكل فعال في اقناع سكان المناطق المحررة للمشاركة في الانتخابات”.
وأضاف الياس أن “الصحف والقنوات الفضائية وكذلك الوكالات لم تدعم الترويج الانتخابي على اساس المشاركة واهمية اختيار الممثلين في مجلس النواب”.
وبين أن “التجربة اثبتت أن لكل وسيلة اعلام اجندة سياسية تحاول من خلالها دعم شخصيات وقوائم معينة وغير مكترثة للمصلحة العامة”.
وتذهب مراسل موقع (نقاش) الالكتروني في محافظة الديوانية منار الزبيدي إلى أن “تأثير مواقع التواصل الاجتماعي في حث المواطنين على المشاركة في الانتخابات كان اكبر من وسائل الاعلام”.
وأضافت الزبيدي إلى “الصباح الجديد”، أن “القنوات الفضائية وبقية صنوف الاعلام لم تقم بتدريب طواقمها على كيفية تغطية الانتخابات، كما أن وقوع بعض المراكز في اطراف المدن سوف يصعب على الصحفي الوصول اليها”.
وتشكو الزبيدي انعدام التنسيق بين الجهات المسؤولة عن العمل الاعلامي ومفوضية الانتخابات في بعض المحافظات ويعد ذلك نقطة سلبية ايضاً في موضوع التغطية الصحفية لهذا الحدث”.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة