يقف الشعب العراقي على اعتاب مرحلة جديدة من تاريخه الوطني وهو لايملك سوى تاريخه المثخن بالحروب والازمات والتحدي من اجل الوصول الى مكانة يستحقها بين الامم في ظل هذه المسيرة الطويلة للبحث عن مرافيء الامان والاستقرار والازدهار..وتتباين تطلعات هذا الشعب من الانتخابات التشريعية المقبلة بين من يبحث عن طوق نجاة لهذا الوطن بعد هذا السيل الجارف من الفوضى التي تشارك في احلالها بيننا الارهابيون والفاسدون وبين محبط دب فيه اليأس والانقطاع في حصول اي تغيير يمكن ان يقود البلاد والعباد الى مرحلة الاصلاح التي طال انتظارها وتزاحمت الوعود حولها وافضل توصيف يمكن اطلاقه لحال الشعب العراقي اليوم هو انه شعب مخذول كان يمني النفس بعهد جديد ينسيه فظائع الديكتاتورية ويرسم له معالم مرحلة جديدة يمكن للعراقي من خلالها الاطمئنان على حاضره ومستقبله ويمكن له ان يحصل فيها على الحد الادنى من متطلبات الحياة الكريمة وخلافا لبقية الشعوب والامم التي تتخذ من مناسبة الانتخابات والاقتراع للمرشحين فرصة للتعبير عن زهوها وفرحها بممارستها لهذا الحق الدستوري والتعبير عن قدرتها على التعاطي مع حرية الاختيار يتعاظم الاحساس بالسخط والقلق والنقمة من تكرار ترشح اسماء فاشلة وفاسدة خبرها العراقيون في تجارب انتخابية سابقة وتحوم حول الانتخابات العراقية هواجس الظن والمخاوف من وقوع تحايل وخداع وتزييف يمكن ان تضطلع به مجموعات حزبية او جهات نافذة تستهدف التأثير في نتائج الانتخابات وتعكير الاجواء بالمزيد من الممارسات غير الشرعية وعلى الرغم من الوعود الكثيرة التي اطلقها رئيس الوزراء وتأكيده بان الحكومة العراقية الحالية لديها القدرة على تنظيم انتخابات نزيهة وفي اجواء امنة ومستقرة فهناك من يعمل بالضد من هذه الوعود ومايزال الكثير من العراقيين ينتظرون بارقة امل يمكنهم من خلالها التعبير عن موقفهم الرافض لتشبث الكثير من المتهمين بجرائم الارهاب والفاسدين واصرارهم على ان يكون لهم حضور في المشهد العراقي خلال المرحلة المقبلة فهناك اليوم ملايين العراقيين يفضلون مقاطعة الانتخابات والجلوس في بيوتهم خلال يوم التصويت منعا من توظيف اصواتهم واستغلالها من خلال حسابات رقمية اتاحها القانون الانتخابي الذي اجتهد في تنظيمه رموز السلطة وقادة الاحزاب بما يمنح هؤلاء افضلية في كسب اصوات الناخبين ويمكنهم من الجلوس على مقاعد البرلمان مرة اخرى مما يزيد من خذلان العراقيين ويعمق من مقاطعتهم للعملية السياسية برمتها ومن المهم جدا ان نحترم اولئك الذين عبروا عن عدم قناعتهم بما هو معروض في الحملات الانتخابية او افصحوا عن عدم استعدادهم للتوجه الى صناديق الاقتراع وسط هذا التشويش والضجيج والتلون ..وحتى تأتي المبادرة باستعادة الامل والتعويض عن هذا الخذلان فان العراقيين بحاجة الى معجزة ولطف الهي تنتهي عنده معالم الاخفاق والفشل التي احاطت بحياتهم خلال اكثر من اربعة عشر عاما .
د. علي شمخي
مخذولون !
التعليقات مغلقة