حيدر ناشي آل دبس
فنان قدم العديد من الادوار المهمة في المسرح والسينما والتلفزيون، شغل منصب رئيس البيت الفني للمسرح في مصر، اضافة الى مناصب ادارية عدة في المجال الفني، انه الممثل المصري فتوح احمد الذي القاهرة سألناه أولا عن السبب وراء قلة الاعمال التلفزيونية واتجاهه الى المسرح:
– انا لم اغب طويلاً، لكن بسبب رئاستي في المدة الماضية للبيت الفني للمسرح، لم اجد الوقت الكافي لتقديم أعمال فنية بغزارة كما في السابق، إلا انني كنت اقدم عملاً في اقل تقدير خلال السنة. اما المسرح فهو العشق الاول والاخير، خصوصاً لمن وقف على خشبته، لان المتعة والاغراء الذي يحمله في مواجهة الجمهور يومياً لا تضاهى، انه اعادة لحيوية الفنان وشبابه، وادمان جميل صعب التخلص منه.
* في مسرحية (فرصة سعيدة) الى من توجهتم بخطابكم من خلالها؟
– اجد ان المسرحية تصلح لكل زمان ومكان، اذ تناقش نزعات الانسان وتصوراته ومشاعره تجاه الحياة الافتراضية التي يطمح اليها، فلا ترتبط بحدث او زمن معين. خلق العمل متعة للمشاهد من خلال الكوميديا التي احتواها. وفي النية ايضاً عرضها في عدد من محافظات مصر، وبعض البلدان العربية، واتمنى عرضها في العراق، البلد الجميل الذي أجد ان من واجب كل الفنانين اعادة البسمة اليه ولكل الشعوب العربية.
* هل تعتقد ان توجه العديد من الفنانين الى المسرح لمناقشة القضايا المصيرية بسبب اخفاق السينما والتلفزيون بمعالجة مثل تلك المواضيع؟
– ان المتحكم بالإنتاج التلفزيوني والسينمائي رأس المال، الذي يبغي الربح على حساب الرسالة الفنية احياناً، اما مسرح الدولة فيهدف الى التثقيف واشاعة الوعي، وعندما كنت مديراً للبيت الفني للمسرح، حرصت على اعادة النجوم والجمهور الى المسرح، فاتفقت مع (يحيى الفخراني، واحمد بدير، ومحمد رمضان، وغيرهم) وقدموا اعمالاً مسرحية يشار لها بالبنان، وتواجد اسماء كبيرة عنصر جذب للجمهور كي يشاهد المسرح ويتعرف عليه خصوصاً الاجيال الجديدة، ليدركوا اهميته وطريقة مناقشته للقضايا التي تطفوا على السطح، واعطاء نوافذ للتفكير بنحو اكثر دقة وموضوعية.
*بوصفك اداري ما الحلول التي تقترحها للخروج من ازمة السينما بعد الاحداث التي مرت بها البلد؟
– سابقاً كان المنتج الفنان يهمه جودة العمل، على خلاف ما يحصل الان من هيمنة اصحاب رؤوس الأموال، الباحثين عن الربح السريع، لذلك فالحل الوحيد عودة المؤسسات الفنية التابعة للدولة للإنتاج. وعلى الحكومات العربية ادراك اهمية القوى الناعمة المتمثلة بالكتّاب، والفنانين، في تغيير المسارات الحياتية للإنسان، فلا تستطيع القضاء على الارهاب من خلال الشعارات، او الجيش والشرطة فقط. لان الإرهاب فكر، يجب مواجهته بفكر مضاد، متمثل بالقوى الناعمة صاحبة الفكر والرسالة الانسانية.
* ما هي أعمالك الفنية المقبلة؟
– حالياً أقوم بتصوير مشاهدي في ثلاث مسلسلات تحضيراً للموسم الرمضاني وهم (ارض النفاق، وقانون عمر، وبركة).
وختم حديثه قائلا:
– زرت العراق مرتين مؤخراً، وتم تكريمي في مهرجان (النجف السينمائي)، وكنت مندهشاً إذ لم اتوقع تنظيم مهرجان سينمائياً في هذه المدينة ذات النزعة الدينية. ان العراق درع الامة العربية وحائط الصد على مدار التاريخ، ووجود العراق وجيشه حماية لنا كعرب، وأي هزة تحصل في هذا البلد يهتز الوطن العربي كله، وقد وضحت السنوات الاخيرة اهمية تكاتف العرب فيما بينهم بعد التشتت الذي حصل، وأي رهان على دولة اخرى غربية او شرقية رهان خاسر، ومن يفكر خلاف ذلك عليه اعادة حساباته.