بدء الحملات الدعائية والقوى السياسية تبحث عن شعارات جديدة
السليمانية – عباس كاريزي:
تزامنا مع بدء حملات الدعاية الانتخابية لمجلس النواب العراقي في الاقليم حذر حزبا السلطة قوى المعارضة من استعمال الدعاية المغرضة والتسقيط السياسي مهددين بالرد، على اية محاولات لا تنسجم مع الاساليب المتحضرة والاعراف المتبعة للدعاية الانتخابية.
وبينما أكد الاتحاد الوطني الكردستاني انه لن يتوانَ في الرد على الجهات التي تشيع الدعايات التي من شأنها ان تؤثر على انخفاض أصواته، حذرت أوساط سياسية وحزبية في المناطق المتنازع عليها بمحافظة الموصل من احتمال حصول تزوير وتلاعب باصوات النازحين من قبل الحزب الديمقراطي الكردستاني.
وقال مسؤول لجنة تنظيمات الاتحاد الوطني في ناحية الكوير التابعة لقضاء مخمور بمحافظة الموصل، احمد زاكة في تصريح للصباح الجديد، ان مكاتب المفوضية العليا للانتخابات اصدرت بطاقات مؤقتة للنازحين الذين يعودون الى قراهم في المناطق المتنازع عليها بمحافظة الموصل وصلاح الدين، مضيفاً ان الحزب الديمقراطي الكردستاني الذي يتحكم ويسيطر على الحكومات المحلية في تلك المناطق مارس ضغوطا على مكتب المفوضية في ناحية كوير وتمكن من مصادرة اغلب البطاقات الانتخابية المؤقتة للعائلات النازحة، وابلغ اصحابها بان عليهم مراجعة مكتبه التنظيمي في ناحية الكوير للحصول عليها.
واضاف زاكة ان الحزب الديمقراطي اسهم في عودة عائلات وذوي ارهابيي داعش الى المنطقة وقدم لهم الكثير من التسهيلات للاستفادة من اصواتهم في الانتخابات المقبلة، مشيرا الى ان جميع الادارات في ناحية كوير والمناطق المتنازع عليها بمحافظة الموصل تقع تحت سيطرة وادارة الحزب الديمقراطي وليس للاحزاب الكردية الاخرى اية سلطة عليها، فضلاً عن عدم وجود اية سلطة للحكومة الاتحادية في تلك المناطق، مشيرا الى ان استمرار الوضع على ما هو عليه واعتماد المفوضية بطاقات مؤقتة للتصويت سيتيح امام الحزب الديمقراطي الفرصة للتزوير والتلاعب باصوات الناخبين وخصوصا النازحين منهم واستعمالها لصالحة في تلك المناطق.
وعلى صعيد ذي صلة ومع بدء الحملات الدعائية للانتخابات في اقليم كردستان، دعا الاتحاد الوطني الكردستاني الى التهدئة وعدم استعمال التسقيط السياسي كلغة للدعاية الانتخابية،
واضاف المتحدث باسم الاتحاد الوطني سعدي بيرة في مؤتمر صحفي عقده عقب اجتماع لجنته العليا للانتخابات في السليمانية، حضرته الصباح الجديد ان الاتحاد يأمل في ان تتحلى الاحزاب السياسية بالمسؤولية خلال حملات الدعاية الانتخابية، واردف «ولكن اذا تعرض الاتحاد للتشهير وكيل الاتهامات بالفشل والاخفاق فانه سيضطر الى الرد بما ينسجم مع حجم ونوع التهم التي ستكال له». وبشأن المناطق المتنازع عليها عبر عن اسفه من عدم تمكن القوى الكردية من تشكيل تحالف موحد للمشاركة في الانتخابات في المناطق المتنازع عليها، وهو ما توقع ان ينعكس سلبا على اصوات الكرد ودورهم في تلك المناطق.
واكد بيرة ان الاتحاد بدأ بحملة لطرد اي عضو في اي منصب كان فيما لو ثبت انه يعمل او يروج لقائمة او مرشح اخر من غير مرشحي الاتحاد الوطني، في اشارة الى اعضاء في المجلس القيادي الذين يقومون بالترويج لقائمة برهم صالح، الذي كان يشغل منصب النائب الثاني للامين العام قبل ان يستقيل ويعلن عن تشكيل تحالف الديمقراطية والعدالة، ليشكل لاحقا تحالف الوطنية مع حركة التغيير والجماعة الاسلامية لخوض الانتخابات في المناطق المتنازع عليها.
هذا وتتنافس 25 كتلة و19 حزبا سياسيا واربعة تحالفات، عبر 503 مرشحين لحصد مقاعد محافظات اقليم كردستان الثلاث البالغة 46 مقعدا.
ويقول رئيس هيئة المفوضية العليا المستقلة للانتخابات في اقليم كردستان مازن عبد القادر، ان ثلاثة ملايين و144 الفا و730 شخصاً يحق لهم التصويت في اقليم كردستان لاختيار المرشحين لانتخابات مجلس النواب العراقي المقرر إجراؤها في 12 من ايار المقبل.
واضاف ان 25 كتلة تمثل 19 حزباً اضافة الى اربعة تحالفات ومرشحين مستقلين يشاركون في الانتخابات المقبلة بالاقليم، عبر 503 اشخاص منهم 357 من الذكور و 146 مرشحا آخر من الاناث، يتنافسون على مقاعد الاقليم 46 الموزعة على محافظات الاقليم الثلاث على النحو التالي: (السليمانية 18 مقعدا، اربيل 16 مقعداً، دهوك 12 مقعدا).
بدورها حذرت حركة التغيير من انها لن تتهاون مع استحقاقها الانتخابي وستعمل على استرداد السلطة بالقوة من الحزبين الحاكمين، اذا ما حصلت على الأصوات التي تؤهلها لذلك.
وقال القياي في حركة التغيير قادر حاجي علي في تصريح، ان حزبه سيسترد السلطة من الاتحاد الوطني والحزب الديمقراطي الكردستاني، ولن يتنازل عن حقه فيما لو تمكن من الحصول على ثقة الناخبين في الاقليم مجددا.
وبينما تأجلت الانتخابات في الاقليم لمدة 24 ساعة نظرا لتزامنها مع احياء ذكرى حملات الانفال سيئة الصيت التي قام بها النظام المباد، دعا مواطنون الى عدم تكرار اخطاء الماضي عبر التصويت للاحزاب الحاكمة التي قالوا انها اساءت التصرف بثقة الشعب واهدرت ثروات الاقليم وجرت الازمات والكوارث على المواطنين.
ويقول المواطن محمد سوران وهو من سكنة محافظة السليمانية للصباح الجديد، اننا جربنا هذه الاحزاب بشتى تنوعاتها وتوجهاتها ولم نحصد سوى الازمات والمشكلات والتردي الخدمي والمعاشي، لذا اعتقد بان علينا ان نقاطع الانتخابات كي نمنع من وصول الفاسدين مجددا الى السلطة.