طرح معامل فوسفات الأنبار ومخزونها للاستثمار الأجنبي

36 % حجم احتياطي الكبريت العراقي من العالمي
الصباح الجديد ـ وكالات :

في وقت أكدت فيه مصادر مطلعة أن احتياطي العراق من الكبريت المنجمي يبلغ 36 في المئة من الاحتياطي العالمي الممكن استخراجه، أعلنت «هيئة استثمار محافظة الأنبار»، طرح مصنع الفوسفات للاستثمار بعد عجز وزارة الصناعة والمعادن والحكومة عن تأمين تكاليف إعادة إعماره نتيجة الأضرار الكبيرة التي لحقت به إثر المعارك الأخيرة مع عصابات «داعش».
وقال رئيس «هيئة استثمار الأنبار» مهدي صالح النومان في تصريح صحافي، إن «الحكومة المحلية في الأنبار وبالتنسيق مع الجهات المعنية طرحت مصنع الفوسفات للاستثمار، بقيمة 700 مليون دولار، ضمن خطة تهدف إلى إعادة تشغيل جميع المعامل المتضررة بنسب كبيرة جراء العمليات العسكرية والإرهابية».
وأضاف أن «طرح المصنع جاء على خلفية عدم قدرة الجهات المعنية على إعادته إلى الخدمة نتيجة الأزمة المالية التي تشهدها البلاد، والمحافظة ستشهد طرح الكثير من المعامل والمصانع الحكومية للاستثمار خلال الفترة المقبلة على الشركات المتخصصة، على أن يكون العمال من أهالي المحافظة لضمان معالجة ظاهرة البطالة».
وكانت الموارد الطبيعية في العراق، مثل الفوسفات والكبريت والسليكا، محكومة بقانون النفط الذي يحظر استثمارها من القطاع الخاص، وبعد مطالبات باستغلال هذه الثروات سمحت القوانين الجديدة باستغلالها لكن تحت ضوابط صارمة. ويمثل كبريت حقل المشراق في محافظة نينوى، أكبر ترسب كبريت طباقي في العالم، إذ بلغ احتياطي العراق من الكبريت الخام نحو 600 مليون طن، ويشكل هذا الاحتياطي المنجمي نحو 36 في المئة من الاحتياطي العالمي الممكن استخراجه، كما يمتلك العراق أكبر الاحتياط من مادة الفوسفات وبكميات تصل إلى 10.8 مليار طن، حالت الظروف الأمنية دون استثمارها بعد عام 2003 لوقوعها في نينوى والأنبار وهما من المناطق التي اتصفت بالسخونة طيلة السنوات الماضية،.
وكان المسؤول عن ملفات القطاع الاستثماري في مجلس النواب النائب فارس طه الفارس قال سابقاً لـ «الحياة» الدولية: «بعد تحرير الأنبار بنحو كامل، تم تحريك ملف الاستثمار وسيعلن عن إحالته إلى إحدى الشركات الأوروبية عبر نظام المشاركة في نسب الإنتاج».
وأضاف ان «قلة التمويل المخصص لوزارة الصناعة حالت دون إعادة تأهيل هذه الشركات والبدء بالإنتاج، برغم أن إنتاج العراق من مادة الكبريت كان يزيد على مليون طن سنوياً».
وأكد رئيس «هيئة المسح الجيولوجي» في وزارة الصناعة والمعادن صفاء الدين فخري أن «حجم احتياطي العراق من الفوسفات يتجاوز 10.8 مليار طن، في حين يحتل العراق المرتبة الثانية بعد الولايات المتحدة لجهة احتياطيات الكبريت الصخري».
وقال: «الهيئة مستمرة بتحديث خريطة المسح الجيولوجي، وقدمت خريطة استكشافية مفصلة لهيئة الاستثمار بهدف البدء باستغلال الموارد الطبيعية التي يحتويها العراق»، مشيراً إلى أن «جميع الثروات الطبيعية معروضة للاستثمار حالياً، بعد أن كانت القوانين السابقة تمنع ذلك».
ولفت فخري إلى «مشكلات تعيق عمليات الاكتشاف، تتعلق بقلة التخصيصات المالية، خصوصاً وأن الهيئة تفتقر إلى عائدات مالية في مقابل خدماتها الاستكشافية وغيرها».
وأوضح أن «احتياطيات الثروات الطبيعية متغيرة في العراق تشهد ارتفاعاً بسبب عدم استثمارها بالشكل الأمثل، ففي محافظة الأنبار فقط تتوافر مادة الفوسفات بكمية 1.3 مليار طن قابلة للزيادة، لكن لا توجد شركة قادرة على استثمار كميات كهذه، وهنا يمكن أن تعطى إلى 100 مستثمر، ولذلك هناك معارضة لتمليك الأرض للمستثمرين الأجانب ضمن قطاع التعدين، فقد تحوي مواد أخرى غير تلك المستثمرة».
وتوجد في العراق مادة السليكا أو الرمل الزجاجي وبنسبة نقاوة 95 في المئة وبعد غسله ترتفع إلى 99 في المئة، وهي أعلى نسبة تركيز ونقاوة في العالم، وهذه المادة تدخل في الصناعات السليكونية والزجاجية. وبحسب توقعات خبراء، فإن استثمار هذه المواد الطبيعية، أي الكبريت والفوسفات والسليكا عالية النقاوة، يمكن أن يعود على خزينة الدولة بمبالغ تتراوح بين 4 و6 مليارات دولار سنوياً.
وأكد رئيس الوزراء حيدر العبادي في كلمة خلال حضوره مؤتمر طوكيو بشأن دعم خلق فرص العمل والتدريب المهني وتقليل تداول الأسلحة في المجتمع العراقي، «وجود فرص استثمارية كبيرة في جميع المحافظات العراقية، والعراق يتطلع اليوم إلى المستقبل بثقة ويمتلك كل مقومات النهضة والتنمية واستثمار أغلى رأس مال المتمثل بالإنسان العراقي وتضافر طاقات رجاله ونسائه وشبابه بعد أن طوينا حقب الدكتاتورية والحروب العبثية التي هدرت الطاقات والأرواح وهجَرت العقول وخلفت الدمار وأعاقت التنمية وعرقلت البناء».

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة