القضية الفلسطينية على رأس اولوياتها
متابعة ـ الصباح الجديد:
انطلقت امس الأحد في مدينة الظهران السعودية أعمال القمة العربية الـ29، وسلم الملك الأردني عبد الله الثاني، رئاسة القمة الى الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز. وتزامن انعقاد القمة مع تطورات متسارعة في عدد من الملفات الشائكة في الدول العربية، ما يكسبها أهمية إضافية فضلاً عن ملفات ثقيلة أخرى مطروحة.
شارك في القمة 17 زعيما ورئيس حكومة، وثلاثة مسؤولين آخرين يمثلون الجزائر والمغرب وسلطنة عمان، بينما مثل قطر التي قطعت السعودية علاقاتها معها في حزيران الماضي بمندوبها الدائم في جامعة الدول العربية.
وبحثت القمة 18 بندا تم رفعها من وزراء الخارجية العرب في ختام اجتماعهم التحضيري برئاسة وزير الخارجية السعودي عادل الجبير تتناول مجمل الملفات والقضايا العربية في المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية وغيرها.
ورفض العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز، امس الأحد، في افتتاح القمة العربية، قرار الولايات المتحدة نقل سفارتها الى القدس، المقرر الشهر المقبل.
وقال الملك سلمان، في كلمته في افتتاح الدورة الـ29 من القمة، «إن القضية الفلسطينية هي قضيتنا الأولى، وستظل كذلك حتى حصول الشعب الفلسطيني الشقيق على حقوقه المشروعة وإقامة دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشرقية».
وذكر الملك عبد الله الثاني، ملك المملكة الأردنية الهاشمية، امس الأحد، إنه لا بد من إعادة التأكيـد على الـحق الأبدي الخالد للفلسطينيين والعرب والمسلمين والمسيحيين في القدس التي هي مفتاح السلام في المنطقة، ولا بد أن تكون حجر الأساس لتحقيق الـحل الشامل الذى يضمن إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود الرابع من يونيو عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، استنـادا إلى حل الدولتين ومبادرة السلام العربية.
وأوضح أنه لا بد من الإشادة بالتطورات الإيجابية والنصر الذى حققه الأشقاء في العراق على تنظيم داعش الإرهابي، حيث نبارك لهم ونؤكد وقوفنا إلى جانبهم لدحر الخوارج، ونؤكد على ضرورة استكمال الانتصار العسكري، بعملية سياسية تشمل جميع مكونات الشعب العراقي الشقيق.
وأشار فيما يخص الأزمة السورية، الى السعي المستمر للتوصل إلى حل سياسي يشمل جميع مكونات الشعب السوري الشقيق، ويحفظ وحدة سوريا أرضا وشعبا، ويساهم في عودة اللاجئين، مردفا:» قمنا بدعم جميع المبادرات التي سعت لدفع العملية السياسية وخفض التصعيد على الأرض، كمحادثات أستانا وفيينا وسوتشى، مع التأكيد على أن جميع هذه الجهود تأتى في إطار دعم مسار جنيف وليس بديلا عنه «.
وبين الامين العام لجامعة الدولة العربية أحمد أبو الغيط، أن الأزمات المشتعلة في بعض أركان العالم العربي اليوم تزعج كل عربي أياً كان بلده، وتُلقى بظلال من انعدام الاستقرار على المنطقة بأسرها.
تابع أبو الغيط، أن هذه الأزمات، سواء في سوريا أو اليمن أو ليبيا، فضلاً عن قضيتنا الرئيسية؛ فلسطين، تخصم من رصيد أمننا القومي الجماعي. وإن استمرارها من دون حل دائم أو تسوية نهائية يُضعفنا جميعاً ويُعرقل جهوداً مخلصة تُبذل في سبيل النهضة والاستقرار والأمن.
واستعدت السعودية للقمة منذ أعلنت استضافتها بطلب من دولة الإمارات خلال قمة البحر الميت في عمان العام الماضي، وأجّلت عقدها إلى منتصف نيسان نظرًا إلى ارتباطات وظروف قادة عرب، كانت بينها الانتخابات الرئاسية المصرية.
ولاحظ مراقبون في الظهران (جنوب الدمام)، حيث تعقد القمة في «مركز الملك عبد العزيز للثقافة»، أن الملف السوري يضغط بشدة في أروقة القمة، خصوصاً بعد الضربات الأميركية- البريطانية- الفرنسية لأهداف في سورية.
وتتباين المواقف من الضربات، فقد حمّلت السعودية النظام السوري المسؤولية لأن الضربات «جاءت رداً على استمرار النظام السوري في استخدام الأسلحة الكيماوية المحرّمة دولياً ضد المدنيين الأبرياء بمن فيهم الأطفال والنساء، استمراراً لجرائمه البشعة التي يرتكبها منذ سنوات ضد الشعب السوري الشقيق».
وقالت مصادر مطلعة إن القضية الفلسطينية كانت على رأس أولويات القمة كما هو مقرر، حيث أكدت القمة على السلام كخيار إستراتيجي وعلى مبادرة السلام العربية كإحدى أهم المرجعيات، وجددت الرفض القاطع لنقل السفارة الأميركية إلى القدس، وشدّدت على دعم المقدسيين ونددت بالتصرفات الإسرائيلية ضد «مسيرة العودة» السلمية.
كما بحثت القمة سيطرة طهران على الجزر العربية الثلاث «طنب الكبرى – طنب الصغرى – أبوموسى» التابعة لدولة الإمارات العربية المتحدة في الخليج العربي، والتدخلات الإيرانية في الشؤون الداخلية للدول العربية واتخاذ موقف عربي إزائها، وانتهاك القوات التركية للسيادة العراقية، وصيانة الأمن القومي العربي ومكافحة الإرهاب، وتطوير المنظومة العربية لمكافحة الإرهاب.
وشهدت القمة مشاركات من رؤساء منظمات دولية على رأسهم الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، والممثلة العليا للسياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني، ورئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي موسى فكي ومبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سورية ستيفان دي ميستورا.
وبدأت جلسة العمل الأولى، وهى جلسة علنية، واصل فيها القادة العرب كلماتهم حسب أولوية الطلب ثم تحولت بعدها الجلسة إلى جلسة مغلقة .
وهذا وعقد في ختام القمة مؤتمر صحفي لوزير الخارجية السعودي عادل الجبير والأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط.