ترجمة نزار آغري
ريح الجنوب
يستبيح الصقيع الساحة مع أسراب الطيور والنمل
ينقضّ الإعصار بأسنانه على السهول،
هناك حيث يطأطئ الناس رؤوسهم وهم يرون الموت يعبُر بينهم.
أيتها الآلة العابرة في البراري
كيف تفلح أشواكك في تبديل السرعة فوق الجفون، تباً يا خطاطيف الثوم السكران،
يا الهندباء المسحوقة ذات المذاق المر.
القطيع الحذر يسد درب الريح.
والمطحنة تحشر صورتها بين أفقين غافلين، وتضحك مثل رجل مشنوق.
وأشجار الحور تتسلق العواميد الذهبية، ولكن الصفصاف يعرف البلد أكثر
تتراجع أغصانه الخضر بصمت كي تعانق ظل الأطراف.
هاهنا تمدد الرجل على فراغ الأيام
وأخذ يرتشف المته من أعماق الثعابين وهو ينسب بشائر النهار إلى حظ خفي.
بيته البني الداكن ينهض على السوط الذي يزرع الرغوة على فم المهر.
يتحدى الإشارات بطعنة طويلة سريعة
ويتعرف إلى النجوم بالضوء الراقد في البئر.
الولد الطيب
لن أتعلم أن أخلع حذائي وأترك المدينة تعض قدميّ.
لن أسكر تحت الجسور، لن أرتكب أخطاء في الأسلوب.
أرضى بهذا المصير اللائق بالقمصان المكوية
أذهب إلى السينما في الوقت المحدد، أتخلى عن مقعدي للسيدات.
العطل الكبير في الحواس يقلقني،
أفضّل معجون الأسنان والمناشف. آخذ اللقاحات.
أنظر إلى هذا العاشق البائس،
العاجز عن القفز إلى نافورة،
كي يجلب لك سمكة صغيرة حمراء،
تحت الأنظار الساخطة للبوليس والمربيات.