آثاري يرفض نقله الى الخارج أو إعادة طمره
نينوى ـ خدر خلات:
أثار اكتشاف ثور مجنح جديد تحت تلة النبي يونس شرقي مدينة الموصل موجة من التكهنات والمخاوف في الوسط الموصلي، بين خشية من عبث العابثين وبين آثاري متخصص دعا الجهات المعنية ببغداد الى التدخل الفوري مبينا أنه يثق بقدرة الآثاريين العراقيين في التعامل مع الاكتشاف الجديد على أحسن ما يكون.
وكان نشطاء موصليون قد اعلنوا عن اكتشاف اثري تحت تلة النبي يونس بايسر المدينة، يضم ثورا مجنحا وبعض اللقى الاثرية الاخرى، الامر الذي اعاد الامال بالحفاظ على جانب من الارث الرافديني القديم، بعدما اقدمت عصابات داعش الارهابية على تدمير الكثير من المعالم الاثرية بالمدينة والتي لا تقدّر بثمن، ابان سيطرتها على المدينة في صيف 2014.
وبحسب الأستاذ الدكتور عامر عبدالله الجميلي/ كلية الآثار بجامعة الموصل، فان محتوى النص المسماري المنقوش على جسم اللاماسو ( الثور المجنح ) المكتشف يوم امس تحت جامع النبي يونس شرقي الموصل بحسب ما سمحت ملامح الصورة : ” Ekal )m ilu}Aššur-aḫi-iddina(na) šarru rabû(u) šarru dan-nu (2) šar kiš-ša-ti šar (m â tu}Aššur{ki} aplu sar m ilu su en ahhi eriba … ”
وترجمتها من اللغة الأكدية بلهجتها الآشورية تكون على النحو التالي: من ممتلكات قصر (هيكل) الملك أسرحدون، الملك العظيم، الملك القوي، ملك العالم، ملك بلاد آشور بن الملك سنحاريب”.
واثار نشطاء موصليون مخاوف من عبث بعض العابثين بالاكتشاف الاثري الاخير، محذرين من عمليات سطو محتملة ونبش فوضوي لمكان الاكتشاف الجديد، فيما تقول مصادر موصلية ان “مركز كلكامش لحماية التراث والاثار قام بغلق طريق الانفاق المؤدي الى قصر اسرحدون الاثري بباب حديدي، ومفتشية اثار نينوى تتكتم على موضوع اكتشاف ثور مجنح ، والوسط الصحفي يطالبها بتقديم المعلومات والتسهيلات المطلوبة بهذا الموضوع”.
من جانبه، قال الاثاري رستم سنجاري، مدير اثار غرب دجلة بقضاء سنجار (يتبع مديرية اثار محافظة دهوك) في حديث الى “الصباح الجديد” ان “اكتشاف ثور مجنح جديد تحت تلة النبي يونس يؤكد ان اغلب محافظة نينوى تحوي في باطن ارضها وتحت تلالها كنوزا ثمينة جدا من الاثار، والتي تمثل شتى العهود والفترات التاريخية”.
واضاف “ليس من الغريب اكتشاف ثور مجنح جديد، ونحن نتوقع المزيد من الاكتشافات بهذا الشأن وفي هذا الموقع تحديدا”.
ويرى سنجاري ان “المديرية العامة للاثار العراقية معنية جدا بهذا الاكتشاف، وعليها ان تتحرك فورا، الى جانب الجهات المختصة في وزارة الثقافة، لحماية الاكتشاف الجديد وتشديد الحراسات الامنية حول الموقع، لان الوضع الامني في الموصل ليس بالشكل المطلوب بالرغم من الاستقرار النسبي، لانه نخشى ان تكون حماية المواقع الاثارية في موقع ادنى بالنسبة للقيادات الامنية”.
وتابع “نحن نثق بامكانيات الاثاريين والفنيين العراقيين بهذا الشأن، ولديهم الامكانيات في التعامل مع الاكتشاف الجديد والحفاظ عليه من اية تأثيرات موقعية او عند اظهاره الى السطح، ونرفض الراي الذي يقول انه ينبغي طمره مجددا، او يطالب بنقله الى دولة اجنبية للحفاظ عليه”.
ولم يستبعد سنجاري وجود “عصابات منظمة مختصة بسرقة وتهريب الاثار، التي قد يسيل لعابها للاعتداء على الموقع الجديد، وهذه العصابات تركض وراء الربح المادي السريع من دون الاهتمام بهذه الكنوز الاثرية الوطنية التي ليست ملكا لحكومة او نظام او مكون محدد، بل هي بمنزلة تاريخ تشترك به الانسانية جمعاء، وبضمنهم سكان بلاد وادي الرافدين القدامى منهم والجدد”.
ونوه سنجاري الى “ضرورة تقديم الدعم المالي المطلوب لاعادة التنقيبات الاثرية في عموم نينوى، ونشر قوات امنية مختصة بحماية المواقع الاثرية المحتملة والمؤكدة” عادا ان “اكتشاف الثور المجنح الجديد سيسلط الاضواء على بقية المواقع الاثرية، الامر الذي قد يشجع لصوص اللقى الاثرية بمعاودة نشاطاتهم المخالفة للقانون والبدء بالتنقيب الفوضوي وتخريب اثار تحتاج الى رعاية واهتمام في اثناء النبش والتنقيب، فضلا عن الخبرة المطلوبة في هذا الشان”.