أكبر مخزون حكومي في العالم يبلغ 665 مليون برميل
متابعة الصباح الجديد:
أظهرت رسائل بريد إلكتروني داخلية تخص وزارة الطاقة ووثائق شحن، اطلعت عليها وكالة «رويترز»، أن ثلاث شركات كانت اشترت النفط الخام العام الماضي من مخزونات الطوارئ الأميركية، أثارت مخاوف في شأن مستويات خطيرة من الكيماويات السامة في تلك الشحنات.
ومن شأن وجود مشكلات في جودة الخام أن يجعل الاحتياطي البترولي الستراتيجي الأميركي أقل فائدة في حالات الطوارئ، نظراً إلى أن شركات التكرير ستكون في حاجة إلى إنفاق مزيد من المال والوقت في إزالة التلوث قبل إنتاج الوقود. والاحتياطي الأميركي يمثل أكبر مخزون حكومي في العالم، ويبلغ حالياً 665 مليون برميل.
ويوجد عنصر كبريتيد الهيدروجين بشكل طبيعي في الخام والغاز الطبيعي، لكن منتجي النفط عادة ما يقومون بتنقية مثل تلك المنتجات قبل تسليم الشحنات إلى المشترين. والمستويات المرتفعة من كبريتيد الهيدروجين، يمكن أن تؤدي إلى تآكل مكونات المصافي وخطوط الأنابيب، وقد يشكل مادة قاتلة للبشر في صورته الغازية.
وتُبقي السلطات في كل الدول الكبرى المستهلكة احتياطاً نفطياً من أجل ضمان عدم نفاد الخام اللازم للتكرير وإنتاج الوقود، إذا ما حدثت كارثة طبيعية أو اندلعت حرب وأدت إلى تعطل الإمدادات العالمية. وأسست الولايات المتحدة احتياطاتها النفطية عام 1975 بعد حظر نفطي عربي.
وتشرف وزارة الطاقة الأميركية على الاحتياطي وتبيع في شكل دوري، بعضاً من نفطها الاحتياطي عندما لا تكون هناك حالة طوارئ، كما فعلت في حالة تلك المبيعات التي أثارت مخاوف بشأن التلوث. وامتنعت الناطقة باسم الوزارة شايلين هاينز عن التعليق في شأن شكاوى التلوث التي كشفت «رويترز» النقاب عنها.
والشركات الثلاث التي أثارت المخاوف في شأن المستويات المرتفعة لكبريتيد الهيدروجين هي «رويال داتش شل» و«بنك ماكواري غروب» الأسترالي و«بتروتشاينا إنترناشيونال أميركا»، الذراع التجارية لشركة الطاقة الحكومية «بتروتشاينا»، وفقاً لوثائق شحن ورسائل بريد إلكتروني قدمتها وزارة الطاقة رداً على طلب للسجلات العامة ومسؤول في الوزارة طلب عدم نشر اسمه.
ووفقاً لمسؤول الوزارة، فإن الوزارة تحملت مسؤولية تنقية الشحنة الموردة إلى «بتروتشاينا» من خلال إضافة مواد لها، بعدما توصلت في أيار الماضي إلى أن مستويات كبريتيد الهيدروجين مرتفعة جداً. وقال المسؤول إن الوزارة «تجادل بشأن الاختبارات التي تظهر أن المستويات مرتفعة جداً في شحنتين أخريين.
والشركات الثلاث اشترت شحنات من النفط المخزن تحت الأرض، في مكمن في ولاية تكساس العام الماضي.
واشتكت «شل» لوزارة الطاقة بعدما وجدت مستويات مرتفعة من كبريتيد الهيدروجين في شحنة اشترتها الشركة ضمن صفقة حجمها 6.2 مليون برميل من الحكومة الأميركية في كانون الثاني الماضي، على وفق ما جاء في رسائل بريد إلكتروني قدمتها الوزارة رداً على طلب من «رويترز» للإطلاع على سجلات عامة. وامتنعت «شل» عن التعليق على شكواها للحكومة.
وذكرت رسائل البريد الإلكتروني الصادرة عن شركة النفط أن عينة الاختبار الأولية أظهرت مستويات من غاز كبريتيد الهيدروجين أقل من 5 أجزاء من المليون، لكن اختباراً في وقت لاحق أجرته «شل»، بعدما شحنت الخام بحراً إلى مكان آخر في الولايات المتحدة، أظهر أن مستوى لكبريتيد الهيدروجين يصل إلى 600 جزء في المليون، وذلك وفقاً لرسائل شل عبر البريد الإلكتروني إلى الوزارة.
وعلى وفق إدارة الصحة والسلامة المهنية الأميركية، قد يتسبب التعرض لأبخرة تحتوي على ما يتراوح بين 500 و700 جزء في المليون من كبريتيد الهيدروجين في دخول الشخص في إغماءة خلال 5 دقائق ووفاته خلال ساعة.
وفي تشرين الثاني الماضي، اشترى بنك «ماكواري غروب» الشحنة الثالثة من احتياط البترول الاستراتيجي الأميركي وباعها إلى «بتروتشاينا». واختبرت شركة متخصصة في الاختبارات اسمها انسبكتوريت عينة من الشحنة التي اشترتها ماكواري ووجدت مستويات من كبريتيد الهيدروجين تصل إلى 9 آلاف جزء في المليون. وامتنعت «انسبكتوريت» عن التعقيب وأحالت أسئلة إلى وزارة الطاقة، في حين امتنع ماكواري عن التعليق.
ووفقاً لوثائق الشحن، فإن بعد الاختبار الذي أجرته «انسبكتوريت» رفضت الشركة المشغلة لمرفأ الشحن السماح للعاملين بإجراء مزيد من الاختبارات خشية مخالفة تعليمات الأمان. ولم يتضح ما إذا كانت «بتروتشاينا» أو «ماكواري» قد أزالا ما بالشحنة من تلوث. في حين ذكرت بيانات الشحن لدى «تومسون رويترز»، إن «بتروتشاينا» نقلت الشحنة إلى الصين ووصلت في 18 كانون الثاني الماضي.
وقالت إدارة معلومات الطاقة في تقريرها الشهري إن «إنتاج الولايات المتحدة من النفط الخام ارتفع بمقدار ستة آلاف برميل يوميا في كانون الثاني إلى 9.964 مليون برميل يوميا».
وعدلت الوكالة تقرير كانون الأول بالرفع بمقدار تسعة آلاف برميل إلى 9.958 مليون برميل يوميا. وجاءت هذه المكاسب بفعل زيادة في إنتاج الحقول البحرية، الذي ارتفع 5 بالمئة إلى 1.62 مليون برميل يوميا من 1.55 مليون برميل يوميا.
وأضافت الإدارة إن «الإنتاج انخفض قليلا في ولايات رئيسة منتجة للنفط مثل تكساس وآلاسكا، بينما ارتفع إنتاج نورث داكوتا قليلا إلى 1.16 مليون برميل يوميا».
وبحسب تقرير الإنتاج الشهري للإدارة فإن إنتاج الغاز الطبيعي في الولايات الأميركية الثماني والأربعين المتجاورة انخفض بنسبة 1.4 بالمئة إلى 86 مليار قدم مكعبة يوميا في كانون الثاني، برغم أنه ما زال يمثل زيادة قدرها 9.9 بالمئة على أساس سنوي.
وانخفض الإنتاج 2.8 بالمئة في تكساس، أكبر ولاية أميركية منتجة للغاز الطبيعي، ليصل إلى 22 مليار قدم مكعبة يوميا، كما تراجع الإنتاج في بنسلفانيا ولويزيانا.
وارتفع الإنتاج في أوكلاهوما بمقدار 7.51 مليار قدم مكعبة يوميا، وهو رقم قياسي مرتفع جديد لتلك الولاية وهي ثالث أكبر منتج بين الولايات الثماني والأربعين المتجاورة.