يان ارندس
ترجمة محمد الأمين الكرخي
يان آرندس (1974-1925) شاعر هولندي استطاع أن يقول الكثير بكلمات قليلة.
ولد في مدينة لاهاي من أم مشردة كانت تبلغ من العمر حين ولادته عشرين عاما، تلقى التعليم في مدرسة ليلية بسبب تدهور صحة والدته. تتسم قصائده بنزعة عدمية مع اهتمام إنساني بالغ بحياة المهمشين.
انتحر في يوم صدور مجموعته الشعرية: «قصائد استراحة الغداء» إذ قام بقفزة مميتة من نافذة شقته في أمستردام في الطابق الخامس. هو الذي كتب في قصيدة «سرطان»: «الموت سقوطا / هو موت جيد».
أنتَ
تستلقي على السرير
هناك حبل حول عنقك.
الحياة جيدة.
الخبز طازج.
تلقي تحية ودية على امرأة.
ترتشف القهوة في المنزل.
تتناول السندويشات.
تقرأ الصحيفة.
الحياة جيدة.
تذهب إلى السرير.
ثمة حبل حول عنقك.
السرطان
السرطان موت جيد.
الموت حُباً موت مناسب
الموت سقوطاً هو موت جيد.
الموت غرقاً موت مناسب.
الانتحار موتٌ مناسب
كُلّ موت هو موت جيد
إلا هذا الموت الذي تنتظره
هو أسوأ موت دائماً.
لَدَيَّ منزل
لَدَيَّ منزلٌ.
المنزل الذي أملكه هو عالمي.
هو خلاصة أفعالي وكينونتي.
لا أدعو أحداً إلى منزلي
إذ أدرك جيداً أن من يرتشف القهوة في منزلي
سيشنق نفسه لاحقاً.
أنا – هو
إنه لم يعد يتقاسم السرير معي
إذ إن وسائده اهترأت
وكل أغراضه صدأت
مؤسف أن جميع الأشياء الجيدة تتلاشى
أن شمساً جديدة تشرق على الدوام وتخطف الضوء من عيني
حين تتوهج ألسنة نيران الأسى ولم يعد بمقدوري الاختباء
لم يعد تقتسم السرير معي
عليّ أن أهب جسدي للريح
أو أن أتلاشى في الطاعون والجرح
مؤلم جداً أن كل شيء جيد في مهب التلاشي