(مواجهة المقاتلين الأجانب والدعاية الجهادية)
يتناول هذا الكتاب تعريف الإرهاب وقضية المقاتلين الأجانب، وتنقلهم ما بين دول أوروبا ـ وسوريا والعراق، لغرض القتال إلى جانب داعش هناك أو تنفيذ عمليات إرهابية في دول أوروبا والغرب.
وناقش الكاتب درجة تهديد المقاتلين الأجانب إلى الأمن القومي لدول أوروبا بشتى درجات خطورة المقاتلين العائدين، مع تفصيلات وإحصائيات عن أعدادهم وخلفياتهم وطرائق التجنيد وأسباب التجنيد ودول تواجدهم بنحو بيانات واستقصاء وبوابات العبور إلى سوريا والعراق عبر تركيا.
ولأهمية الكتاب تنشر ” الصباح الجديد” فصولاً منه.
الحلقة 46
جاسم محمد*
داعشي منشق يروي كيف جندت مجموعته الاجانب في صفوفها
كشف منشق عن “الدولة الإسلامية” بـ”داعش” مطلع عام 2015 الطريقة التي يتم فيها تجنيد العناصر الجديد للانضمام للمقاتلين وخصوصا من الأجانب الغربيين. بين المنشق الذي فضل عدم ذكر اسمه أو إظهار صورته ولا حتى صوته الحقيقي في مقابلة مع CNN أن المراحل الأولية للتجنيد تتم من خلال وسائل التواصل الاجتماعي، مثل تويتر والدردشة عبر نظام غوغل، حيث يتم استقبال العديد من الرسائل عبر صندوق الرسائل الخاصة أو القيام بإرسال هذه الرسائل إلى أشخاص يظهر ميلهم للمشاركة بـ”الجهاد” في سوريا.
وأشار المنشق إلى أن الغربيين يعاملون معاملة خاصة، ففي إحدى المراسلات طلب شاب بريطاني من مديتة “مانشستر” البرييطانية بسؤال “أمير” المنشق إذا كان ينبغي عليه القدوم إلى سوريا أو القتال في بلده، ليرد عليه الأمير: “اذا لم يكتب لك الله الشهادة في سوريا، فيمكنه شن الحرب في بلده.”وألقى المنشق الضوء على أن حسابات “الدولة الإسلامية” تتلقى العديد من مختلف أنواع الأسئلة عبر مواقعها ذاكرا أسئلة لأشخاص يريدون رؤية مقاطع فيديو لعمليات إعدام على يد “الدولة” وأسئلة أخرى حول الزواج من فتيات سوريات وغيرها.
12 ـ صحيفة ام القرى
كشفت التحقيقات واعترافات المقاتلون الاجانب، بان اعداد منهم كانوا اصلا بعيدين عن الدين ولا صلة لهم، وهناك اعداد التحقت بتنظيم داعش لتحقيق حاجات غريزية ومادية منها ممارسة الجنس وتناول المخدرات والحصول على المكاسب المادية بالاضافة الى الزعامة. وفي مراجعة اسباب “غزوات” التنظيم الى الايزيدية وسبي النساء، ممكن ان يندرج هو لتوفير مايحتاجه مقاتلو داعش من منممارسة الجنس والمتعة من النساء في “دولة” فقدت موازاة النساء امام اعدا المقاتلين، فهو يعتقد ان استقطاب النساء ووجودهن في “خلافته” امرا هاما ضمن منطلق ادارة وتنظيم امور “الولايات”.
اعتقال ألماني مشتبه في انضمامه لداعش في مطار دوسلدورف
وفقا لتقرير “رويترز، د ب أ “اعتقلت السلطات الألمانية في مطار دوسلدورف شابا ألمانيا يشتبه في انضمامه لتنظيم “الدولة الإسلامية” في سوريا. المشتبه به واحد من مئات الألمان الذين انضموا إلى القتال في سوريا، وتشكل عودتهم مشكلة للسلطات الألمانية. اعتقلت الشرطة الالمانية خلال مارس 2015 رجلا (22 عاما) للاشتباه في انضمامه لتنظيم “الدولة الإسلامية” المعروف إعلاميا باسم “داعش” والقتال مع المتشددين في سوريا. وجرى اعتقال الرجل ويدعى “كريم مارك ب” في مطار دوسلدورف. ويشتبه في أنه تدرب على استخدام السلاح مع تنظيم “الدولة الإسلامية” والتخطيط لهجمات بعد السفر إلى سوريا عبر تركيا في مارس 2013، وانضمامه للتنظيم بحلول تشرين أكتوبر من نفس العام. وعاد “كريم مارك ب” إلى ألمانيا في بداية عام 2014 لكنه سافر مرة أخرى إلى سوريا في يوليو 2014. وذكرت وسائل إعلام أنه سعى للعلاج في ألمانيا لإزالة شظايا قنبلة يدوية استقرت في جسده لكنه تراجع عن ذلك وعاد إلى الشرق الأوسط.
خلية “فولفسبورغ”
وفي تقرير للكاتب الكاتب “ح.ع.ح، د.ب.أ ” يقول بانه مثل أمام محكمة في مدينة “سيله” الألمانية جهاديان يفترض أنهما قاتلا في صفوف تنظيم “الدولة الإسلامية”. أحدهما كشف عن الوسائل التي يجتذب بها المتطرفون الشباب في مدينة فولفسبورغ “للجهاد ” في سوريا. أيوب، أحد المتهمين، يحكي قصته.
وحسب التقارير، تبدأ عملية تطرف الشباب في لقاءات الصلاة. وحسب قول أيوب، فإن خطيبا يتمتع بكاريزما كبيرة يحمًس الشباب للالتحاق “بالدولة الإسلامية-الجديدة والعادلة” والمخصصة فقط للمسلمين، على حد تعبيره. وبهذه الطريقة أطلق الخطيب دعوة لسفر الشباب إلى سوريا، كما يقول أيوب في اعترافاته أمام المحكمة. ويضيف أيوب ” ويؤكد الخطيب أن هذا هو الإسلام الحقيقي، والجميع يذهب إلى هناك، إنه بلد حديث”. وبهذه الكلمات كان الخطيب يروج للسفر إلى مناطق تنظيم “الدولة الإسلامية”، حسب قول أيوب. وكان لسفر بعض الشباب من مجموعة فولفسبورغ إلى سوريا تأثيرا كبيرا دفع آخرين في المجموعة للالتحاق بهم.
قصة تائب مع داعش [ 14 ]
أُلغي عُرسُه فتحول إلى إرهابي- قصة تائب مع “داعش”
جهز كل شيء لإتمام عرسه لكنه لم يتم، فأراد الخروج من مدينته، فولفسبورغ، فتوجه إلى “الدولة الإسلامية” في سوريا. وبدلا من الحياة الوردية التي وعده بها أحد الخطباء، ملأ قلبه الرعب فعاد لألمانيا، حيث يشعر بالارتياح رغم سجنه.
[14] الكاتب غريتا هامان/ ص. ش DW
أمام محكمة الولاية العليا في مدينة “تسيله” بولاية سكسونيا السفلى تجري محاكمة المواطن الألماني، ذي الأصول التونسية إبراهيم . ب (26 عاما)، العائد من القتال في سوريا. وقال إبراهيم أمام قضاة المحكمة إنه كان يتخيل أنه بمجرد وصوله إلى مناطق “الدولة الإسلامية” (داعش) في سوريا سيكون في انتظاره كل ما هو جميل، الضحك ولعب الكرة وحفلات الشواء والنساء والسيارات الفخمة، لكن لم يحدث من ذلك أي شيء وإنما جرى سجنه بمجرد وصوله إلى معسكر استقبال المقاتلين في جرابلس السورية.
وعندما خرق أذنيه صوت باب الزنزانة وهو يوصد عليه بقوة حدث تحول في أفكاره، حسب ما حكى إبراهيم. “عند هذه النقطة أدركت أنني وقعت في مشاكل كبيرة”. إدراك تأخر كثيرا، فقد خرج من فولفسبورغ في ألمانيا متوجها إلى تركيا ومن هناك عبر الحدود مع سوريا، وانضم إلى تنظيم “الدولة الإسلامية” وكان عليه أن يختار إما أن يكون “مجاهدا” فيشارك في أعمال القتال أو أن يصير “استشهاديا”، فيقوم بعملية انتحارية.
“لا أعتقد حتى اليوم أنني في هذه اللحظة أجلس على مقاعد المتهمين. أنا سعيد جدا لأنني موجود هنا وأستطيع أن أتحدث معكم”، يقول إبراهيم، الذي يشعر بالارتياح رغم أنه يجلس خلف نافذة زجاجية عالية داخل قاعة المحكمة. وراء الجدران الألمانية يشعر بالأمان، ويجلس مرتديا الملابس الغربية العادية وبجانبه صديقه المتهم أيوب ب (27 عاما)، ويواجه الاثنان الاتهام بالانضمام إلى تنظيم إرهابي أجنبي. ويعترف إبراهيم أنه سجل نفسه كانتحاري لدى تنظيم “الدولة الإسلامية”، لكنه يقول، إنه فعل ذلك كحيلة فقط ليهرب من التنظيم خلالها.
“لم أكن ذاك الشخص المتدين”
“كنت في الوقت الخطأ وفي المكان الخطأ”، يقول إبراهيم ببساطة محاولا توضيح الأمر الذي لا يفهمه كثيرون. لم يستمر الأمر سوى أسبوعين أو ثلاثة منذ اللقاء الأول في أحد المساجد وحتى سفره متجها لسوريا: “كنت فقط أريد أن أبتعد عن هنا”، والسبب هو إلغاء حفل زفافه، ويضيف “لم أكن متدينا بنحو خاص وما زلت لا أستطيع تأدية الصلاة بنحو صحيح حتى اليوم ولم يسبق أن كانت لي علاقة بسلفيين أو إرهابيين”. ”
إبراهيم أول عائد من سوريا يحكي بالتفاصيل علنا عن تجربته كمقاتل مع داعش.
تفاصيل كثيرة تناولها إبراهيم في حديثه عن استعداده للزواج واستئجاره لقاعة الاحتفال وحتى اختياره لـ”تورتة” الفرح، ويقول: “أنا وخطيبي تناقشنا حول من يكتب اسمه أولا على التورتة، اخترنا اسما لأول طفل سنرزق به”. لكن بعد ذلك كان هناك جدال في الأسرة، وشعر أحد الأعمام أنه جرى خداعه، فسعى لمنع الزواج “الجميع يعلم أنني كنت أريد أن أتزوج، وكانت هذه هي الصدمة الكبرى بالنسبة لي”، يقول إبراهيم.
وجد إبراهيم لدى أصدقائه في المسجد دعما لم تستطع أن تقدمه له عائلته في ذلك الوقت: “كانوا مثل إخوة لي، تعثرت في حياتي فتلقفوني”. ويطلق الآن على هؤلاء الرجال، الذين كانوا يلتقون بانتظام في ذلك المسجد اسم “خلية فولفسبورغ”، وهي عبارة عن مجموعة من حوالي 20 من المسلمين من المدينة التي تقع في شمال ألمانيا، سافروا في 2013 و 2014 لسوريا من أجل الانضمام إلى تنظيم “الدولة الإسلامية”.
* باحث عراقي، مقيم في المانيا، متخصص في مكافحة الإرهاب والاستخبارات
و الكتاب صادر عن دار نشر وتوزيع المكتب العربي للمعارف – القاهرة