تدوير الفشل !

اثبتت التجارب الانتخابية في العراق ان الممارسة الديمقراطية تحتاج الى وعي وثقافة حية تحيط بالمشهد الانتخابي وتتكامل مع كل تفاصيله ولربما كان الناخب فيها هو الحلقة الاهم والمحور الذي تدور حوله جميع مفاصل العملية الانتخابية وهناك اليوم ثمة استغلال وتوظيف لمساحة الوعي التي يتواجد فيها الناخب العراقي وحين يزداد او يتعمق هذا الوعي يصعب على مرشح فاشل او فاسد تمرير رسائله المشبوهة او تسويق شعارات خادعة وكاذبة وحين ينحدر وعي الناخب او يعيش حالة اللاوعي في محيط الجهل والتخلف يتكالب الفاشلون والفاسدون ويتزاحمون في الاقتراب منه ولايجدون صعوبة او يبذلون جهدا في الفوز بتأييده ومن هنا يمكن القول ان اغلب المرشحين الفاشلين والفاسدين الذين تواجدوا داخل قبة البرلمان او شغلوا مناصب تنفيذية في مؤسسات الدولة واسهموا في شيوع مظاهر الفساد والفشل في العراق يقف وراءهم ناخبون جاهلون ومتخلفون دفعوا بهم الى مقاعد البرلمان بممارسة ديمقراطية مشوهة ومريبة كانت نتيجتها تدوير للفشل ومن المهم جدا التثقيف والتأكيد باستمرار على الناخب العراقي وتحذيره بعدم تكرار هذا التدوير وهذا الفشل ولطالما حذرت المرجعية الدينية في بياناتها وخطبها من الوقوع في دائرة الاخفاق مجددا ووجهت خطابها الى الناخب العراقي اولا ورفعت شعار ( المجرب لايجرب ) اي ان من ثبت عليه بالدليل والبرهان والتجربة انه لم ينجح ولم يؤتمن في توليه المنصب لايمكن القبول باعادته وتجربته من جديد اما الذين شهد لهم الناس بالامانة والنجاح فمن الممكن اختيارهم او اناطة المسؤولية بهم من اجل تقديم الخدمات الى شعبهم وفي كل الاحوال فان الانتخابات المقبلة تؤسس لمرحلة جديدة هي بالتأكيد مرحلة الوعي التي سيصعب فيها على المرشحين تكرار الوعود الزائفة او الشعارات الكاذبة وفي الوقت نفسه فان هؤلاء الناخبين حازوا الكثير من النضج من خلال التجارب السابقة مما سيمكنهم من فرز خطاب الحق عن خطاب التضليل اذا ماتوفرت لهم الفرصة في الاختيار من دون ضغوطات او تأثيرات دينية او قومية او مذهبية ولابد ان يدرك كل ناخب عراقي بان صوته وحسن اختياره في الانتخابات المقبلة هو امانة ومسؤولية يتطلع اليه ملايين العراقيين لقطع الطريق امام الفاشلين وحضورهم بيننا لاربع سنوات مقبلة .

(اقوى مباديء النمو تتواجد في الاختيار )
جورج اليوت
د.علي شمخي

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة