صادق باخان
الا يؤلمكم مشهد الاطفال في غزة وهم يلقون مصرعهم في هذه الحرب المجنونة ؟
الكبار يرتكبون الخطايا والاطفال يدفعون الثمن تحت شعارات مزورة يرفعها سياسيون محترفون من الباحثين عن الثروة والمناصب قي سيرك التهريج السياسي .
سألني صديق ذات يوم – ما الذي يؤلمك في الحياة ؟ قلت – يؤلمني شيئان ، ظلم الاخر بكل عبث العابثين التافهين ورؤية طفل يبكي وهو ممسك بذيل عباءة امه فاقول
مع نفسي – امسحوا الدمعة عن عيني الطفولة ،
ديستويفسكي العظيم قال – كل الام البشرية لا تساوي دمعة طفل ، من زمان قال لي مخرج سينمائي عالمي – هل تعلم من يكتب افضل للاطفال ؟ قلت من ؟ قال – الشعراء لانهم مخلصون جدا لطفولتهم .
انطون تشيخوف كان يقول بشاعرية معطوبة – عشت طفولة بلا طفولة ، لان والده كان شديد القسوة معه ولا يكف عن ضربه ، اما ديستويفسكي برغم وحشة الروح التي لا شفاء منها فكان يعشق الطفولة والاطفال وكان يداعب اولاده ويقرأ لهم حتى في اواخر ايامه القصص الهزلية ويروي لهم نكات يضجون لها بالضحك لان الكاتب الكبير نفسه ظل طفلا في قلبه وفي مشاعره منذ ان رأى في طفولته ذئبا في الغابة فركض مرعوبا حتى التقى فلاحا زاده من كمية الرعب في نفسه .
ايها الاباء اعيدوا اكتشاف طفولتكم من خلال اطفالكم ولا تمارسوا القسوة ضدهم لان كاتبا كبيرا قال بان الاب الذي يمارس القسوة بحق اطفاله فانه ينتقم بطريقة لا شعورية من تعاسة طفولته ، امسحوا دمعة الحزن عن وجوه اطفالكم لان الحزن لا يليق بالطفولة .
الطفولة عبقرية ويمكن للمرء ان يتعلم منها كل يوم درسا جديدا وحكمة جديدة لان الطفولة قلب لا يعرف الكراهية ، الطفل شاعر بطريقته الخاصة وهذا القلب الصغير مستودع للبراءة وللحكمة الصافية وانا اتعلم من حفيدي كيف اضحك واحتقر كل من اساء الي من غير ذنب ارتكبته ، الم يقل شارل بودلير – الطفولة منبع العبقرية ولكن ليس ان يظل سجين المنزل ومتعلقا بامه مثلما ظل شاعر ديوان ازهار الشر les fleurs du mal