من المهد حتى العصر الحديث
متابعة الصباح الجديد:
«خاتم الخطوبة» هي الكلمة السحرية التي تتوق لها جميع الفتيات حتى وإن تمنعن يسردن الأحلام وينسجن الخيالات حولها آملين بغدٍ أفضل وحياة طويلة مفعمة بأنات الحب التي غالبًا ما تنكسر في النهاية مع أول شهور الزواج.
وجرت الأعراف على أن تلتف تلك القطعة الذهبية حول بنصر صاحبتها باليد اليمنى. ومن اليمنى لليسرى رحلة مفعمة بخليط من المشاعر المضطربة الساعية إلى النضج مع استقرار حياة الطرفين، ويوضع الخاتم الذي يسميه البعض دبلة وبعض آخر بالحلقة، في اليد اليمين عند الخطوبة لأنها هي التي نحلف بها العهد بمعنى أن كلا الطرفين قد ارتبطا للأبد.
فيما يوضع في ليلة الزواج في اليد اليسرى في الأصبع الرابع لأن هناك شريان يمتد من الإصبع ويصل مباشرة إلى القلب ويعرف بـ «شريان الحب»، ولكن متى بدأ انتهاج تلك العادة المتمثلة في الدائرة الذهبية وأي البلدان تبنت تلك الفكرة.
خاتم الخطوبة قبل الميلاد
يعود أصل عادة خاتم الخطوبة إلى عادة عرفها المصريون القدماء، إذ أن أول من اتبع ذلك التقليد هم الفراعنة، والسبب في ذلك أن النقود التي كانوا يتعاملون بها في ذلك الوقت كانت تسبك على هيئة حلقات ذهبية، وأن وضع إحدى هذه الحلقات في أصبع العروس يدل على أن العريس قد وضع كل أمواله، وكل ما يملك تحت تصرفها.
أما في عصر الرومان فكان العروسان يرتديان طوقًا من الزهور على رأسهما وهذا دليل على ارتباطهما ويتحول الطوق بعد ذلك إلى خيط ملون يلتف حول أصبع الخنصر، وعند الإغريق قيل إن أصلها مأخوذ من عادة قديمة حيث عند الخطوبة توضع يد الفتى في يد الفتاة ويضمهما قيد حديدي عند خروجهما من بيت أبيها ثم يركب هو جواده وهي سائرة خلفه ماشية مع هذا الرباط حتى يصلا إلى بيت الزوجية.
شكل الخاتم
يتغير شكل ودبلة الخطوبة او الحلقة مع كل زمن، ففي عهد الرومان كانت مصنوعة من الصلب لعدم توافر الذهب وكانت تدل على متانة العلاقة وصلابتها واتخذت الشكل الدائري لتدل على الاستمرار والثبات، وفي حضارات أخرى كان خاتم الزواج يتكون من نصفين أحدهما يقدمه العريس لخطيبته والثانية تحتفظ به حتى يتم الزواج.
كما أن قصة حفر الأسماء على خاتم الخطوبة يعود إلى القرن السادس عشر حيث كانت تكتب عبارات الحب على الخاتم مثل «أحبك» و»أنت عمري» إضافة إلى الحروف الأولى من أسماء العروسين.
وفي العصر الحديث أصبح بعض الفتيات يفضل الماس لأنه يرمز إلى الحب الأبدي بوصفه الحجر الذي لا يقهر.
خاتم الخطوبة في البلدان
وخاتم الخطوبة، عادة منتهجة في كل البلدان إلا أن تصميمها وشكلها يختلف مع مستوى الأفراد، ففي الولايات المتحدة مثلًا تلبس المرأة فقط خاتم الخطبة فإنها تختاره من الماس أو الأحجار الكريمة، أما في الدول الأخرى التي يلبس فيها الخطيبان معًا خواتم فالعادة أن تكون متماثلة من الذهب الأصفر أو الأبيض أو البلاتين وتكون سادة بلا نقوش ويراعى فيها التماثل في الشكل والذوق.
بعض العرائس يفضلن الخواتم غير التقليدية، فإذا كنت عروس غير تقليدية يمكنك اختيار ألوان مختلفة من الماس مثل الوردي، الأصفر، الأزرق، البنفسجي.
طقوس تقديم الخاتم
وهناك طقوس خاصة لتقديم خاتم الخطوبة تختلف باختلاف التقاليد والعادات، ومنها مثلًا أنه يمكن تحمل الخواتم على وسادة حريرية وتقدمها إلى العريس واحدة من وصيفات الشرف أو أعز صديقات العروس، وأعز صديق للعريس يقدم الخاتم للعروس، ففي بعض الدول العربية جرت العادة بين أفراد الطبقات المتوسطة على أن تقدم على صينية ممتلئة بالورود والحلوى، موضوعة داخل علبتها المصنوعة من قماش «القطيفة أو الشامواه «ذات اللونين الأحمر أو النبيتي في الغالب إلى جانب قطع أخرى ، إلا أنه من المتوقع أن تنحسر الأخيرة في خاتم الخطوبة فقط مع غلاء أسعار المعدن الأصفر، وتراجع المستوى المادي للشباب وتدهور الأحوال الاقتصادية.
يبقى ان نعرف ان الفراعنة جعلوا الخاتم مدورا ليس من اجل ان يوضع في الاصبع، ففي البداية كانوا يضعونه في سلسلة تعلق في الرقبة، وبما يعني انه كان بإمكانهم ان يجعلونه مستطيلا او مربعا او مثلثاً، ولكنهم جعلوا الخاتم مدورا، لأن الدائرة بلا بداية ولا نهاية ومن هنا فان الحلقة المفرغة ترمز الى الخلود لانها بلا بداية ولا نهاية كما اشرنا.