سنة أخرى انقضت ونحن على اعتاب سنة جديدة وانت ما زلتِ تتربعين على عرش السنين بحبك وتضحيتكِ وتتصدرين الاحصائيات بكم الاحزان والمعاناة، فما بين امرأة فاقدة لشريك عمرها واخرى فاقدة لفلذات كبدها تتراوح السنوات في محلها.
لا تحمل معها أي جديد سوى الفقدان والمعاناة والحرمان المتجذر بتاريخ نساء هذا الوطن الذي انجب اولئك النسوة اللواتي نثرن احبابهن على امتداد خارطة بلاد الرافدين ليضربن اروع الامثلة ويسطرن الامجاد بخطى من ذهب ، اذ ماتزال تتربع على عرش النجاح والتفوق وعلى مدى السنوات الاربع الاخيرة كانت تحتل المراكز الاولى في النتائج النهائية لمرحلة الاعدادية لتأخذ ما تستحق من تقدير واعتزاز من كل محبيها ، وما زالت تتصدر كل مجالات العمل والدراسة حيث ما حلت وارتحلت لتكون آخر من استشهد في ساحات القتال وهي تنقل الخبر مواكبة لخطوات الحشد الشعبي والقوات الامنية لتنال الشهادة وجنات الخلد .
عام جديد سيحل وستحل معه تحديات جديدة تخوضينها وستجتازينها كسابقاتها لكونك البطلة التي لم تأبه بما مضى من السنوات العجاف ولن تنحني لما يأتي منها وان كانت أصعب.
سنة جديدة ستوقد شموعها بعدد دموعك التي ذرفتها وانت تنازعين ايامك من على جدران النسيان والحرمان، سنة جديدة وانت كما عهدناكِ شامخة كنخل بلادك لم يخضعه جفاف الصيف ولا نيرانه التي اكلت الاخضر قبل اليابس من عمرك ولا برد الشتاء وزمهرير أيامه.
عام جديد انتصرت دماء الشهداء ودموع الارامل والايتام على عصابات داعش الارهابية معلنة سنة جديدة خالية من الارهاب وأذنابه، فكل عام وانت منتصرة وتقفين جنباً الى جنب مع اخيك وزوجك في ساحات الوغى والجهاد والعمل وانت تناصرينه على كل من يحاول تدنيس تربة بلادك المقدسة، التي لولا ابناؤك الذين باعوا الدنيا واشتروا وطنهم الذي غرستِ حبه في اعماقهم وارواحهم الطاهرة.
عام بداية نصر وخاتمته فرحة وسرور تغمر كل النساء العراقيات المضحيات المناضلات على مدى سنوات عمرهن الثري بالعطاء والايثار والمحبة التي خيمت على سماء هذا الوطن الحبيب.
ما الذي نتمنى لك اذن في العام الجديد؟ اكبر ما يمكن ان نتمناه لك انت تبقي كما انت..معطاء وباسقة كما النخلة.
زينب الحسني
ختامها نصر
التعليقات مغلقة