الف العراقيون المشهد الانتخابي منذ سنوات التغيير التي اعقبت 2003 وتعرفوا على السلوك والنهج الذي مارسته التحالفات من الكتل والاحزاب في اربع تجارب انتخابية عامة مارسوا فيها حقهم الشرعي الذي كفله الدستور والقوانين المرعية ومن خلال هذه التجارب والممارسات يمكن القول ان الاحزاب والكتل السياسية تسببت في شيوع مظاهر الاحباط ووأد تطلعات ملايين العراقيين نحو قطف ثمار الاستحقاق الانتخابي والافادة من الحق في الحريات العامة التي تنادي به الممارسة الديمقراطية فحق الانتخاب وحق تاسيس الاحزاب وحق التظاهر والاعتصام وحق التعبير عن الراي وغيرها من الحقوق تعرضت في العراق الى سلسلة من الانتهاكات تمثلت بممارسات مشوهة من قبل بعض السياسيين والقادة وتسببت في افراغ مضامين هذه الحقوق من محتواها حيث شهدنا على مدى اربعة عشر عاما تسطيحا للكثير من المبادي الديمقراطية والتفافا على قواعد الانتخاب واختلافا بين شكل وجوهر او مضمون مانص عليه الدستور وماتم تسطيره من قوانين وبات المواطن العراقي يشكك بصدقية الكثير من الشعارات والتصريحات التي تنادي بها احزاب وكتل مع اقتراب اي موسم انتخابي واذا كانت المحاصصة قد نالت كثيرا من محاسن العملية الديمقراطية وتسببت في تشويه النظام الديمقراطي برمته فان الانتخابات المقبلة ستشكل فرصة كبيرة لمن ينادون بالمشاريع الوطنية من اجل ان تتحقق تطلعات العراقيين لمغادرة حقبة مريضة وسوداء تمثلت بالركون الى الطائفية في تشكيل التحالفات وتغذية النهج الطائفي للتأثير بالرأي العام والتلويح بالمخاطر والتهديدات التي تقف ورائها احزاب وكتل وجهات ودول تعتمد اجندات قومية ودينية وقومية في تقييمها للمرشحين وفي تصميمها لخارطة الطريق في الاداء السياسي داخل المجال التشريعي والتنفيذي مما تسبب في اختراق النهج الديمقراطي وتحطيم اية مكتسبات تطلع اليها العراقيون وغابت في العراق المظاهر الصحية التي يمكن ان نراها في الدول الديمقراطية الحقة..
المختلف في الانتخابات المقبلة هو تحقق مشاريع واهداف من ينادون بالكتل العابرة للطوائف والمتشابه هو اختيار الوجوه نفسها وتكرار الاساليب نفسها في ادارة العملية السياسية بمفاصلها المتعددة.
د. علي شمخي
المختلف والمتشابه في التحالف الانتخابي !
التعليقات مغلقة