القضاء على داعش واستكمال عمليات التحرير لما تبقى من الاراضي العراقية سيضعان العراق في ميدان جديد يتطلع ملايين العراقيين والعالم من خلفهم من اجل ان يروا بلادهم في حلة جديدة ..
فالإرهاب يلفظ انفاسه الاخيرة وهاهم الارهابيون يدفنون في ارض العراق التي توهموا بانها ستكون ملاذهم الدائم ومثلما كانت الحرب ضد الارهاب معركة وطنية تكاتفت القوى الخيرة في سبيل انجازها وتتويجها بالنصر فان الاعمار والبناء معركة اخرى تنتظر من القادة المخلصين في شتى الميادين والعناوين ان يشمروا عن سواعدهم للنجاح فيها ولربما ستكون الشهور القليلة المقبلة والمتبقية من عمر حكومة رئيس الوزراء حيدر العبادي فرصة حقيقية لتثبيت معالم واسس هذه المرحلة الجديدة التي ستمهد لمرحلة اعظم واكبر في مهماتها ويدرك الجميع ان مهمة ومسؤولية اعمار العراق تصطدم بملف خطير اسمه ملف مواجهة الفساد والقضاء عليه .
ولطالما تحدث الكثيرون عن الترابط الكبير بين خلاص العراق دولة وشعبا وبين انجاز وحسم ملفات الفساد التي تكاثرت مع تكاثر الخناجر عليه وانشغاله بمواجهة الارهاب ولايختلف هذا الترابط عن ترابط البناء والاعمار بالنزاهة والشفافية فثمة معوقات تقف حائلا امام الانطلاق في عمليات اعادة بناء المدن العراقية منها مايتعلق بانخفاض اسعار النفط ونقص السيولة المالية ومنها الخشية من اعادة تدوير الفساد لتكون مشاريع الاعمار المقبلة في اياد غير امينة تنتمي الى فصيل المفسدين ومالم يتم اصدار قرارات حاسمة وحازمة وجريئة تقطع دابر نوازع الارهاب وتستأصل جذوره التي تعمقت طوال السنين الماضية.
لايمكن الاطمئنان بالشروع في تأهيل وترميم مرافق العمران وتشييد المشاريع وتأسيس البنى التحتية للمدن الجديدة وحسنا فعل رئيس الوزراء حيدر العبادي الذي اصدر خلال اليومين الماضيين قرارات مهمة اصابت عدد من مكامن الفساد في العراق بمقتل منها مايتعلق بمطار النجف ومنها القاء القبض على عدد من المسؤولين الامنيين البارزين الضالعين بالفساد وقد شكلت هذه القرارات والخطوات اعلانا واضحا لمعالم المرحلة المقبلة يريد لها العراقيون ان تتنامى وان تستمر من اجل ان تتعمق عندهم بوارق الامل بغد جديد افضل من سابقه .. ملف اعادة البناء والاعمار وملف القضاء على الفساد هما التحديان الاكبر امام الدولة العراقية في المرحلة المقبلة ومن المهم ان يستعد ويتكاتف الجميع للنجاح فيهما.
د.علي شمخي
تحديان !
التعليقات مغلقة