المجلس التنسيقي بصدد إحداث حركة لتبادل الخبرات والبضائع بين البلدين
بغداد – وعد الشمري:
عدّت الحكومة العراقية ، أمس الاثنين، أن المجلس التنسيقي مع السعودية سيمثل بداية دخول رؤوس الاموال الخليجية إلى البلاد، فيما أشارت إلى أن حركة تبادل خبرات والبضائع سيشهدها البلدين قريبا بموجب الاتفاقات الموقعة بينهما.
يأتي ذلك في وقت اشاد التحالف الوطني بدور طاقم السفارة السعودية، لافتاً إلى أن دوره اسهم ايجابياً في ترطيب الاجواء بين بغداد واربيل.
وقال المستشار المالي في مجلس الوزراء مظهر محمد صالح في حديث مع “الصباح الجديد”، إن “العلاقات بين العراق والسعودية شهدت الآن طفرة كبيرة بما تحقق المنفعة لشعب البلدين، والزيارات المتبادلة بين المسؤولين خير دليل على ذلك”.
وأضاف صالح أن “العراق يستطيع أن يحصل على فوائد كبيرة من الكثافة الاقتصادية والتماثل الاقتصادي مع السعودية لاسيما بعد الانفتاح الاخير”.
وأشار إلى أن “التماثل بين الرياض وبغداد يكون ايضاً على المستوى الاسلامي فكليهما يتمتع بخصوصية مع وجود مكة المكرمة والمدينة المنورة في السعودية وكربلاء المقدسة والنجف الاشرف والعتبات المقدسة في العراق وهذه لها مردودات كبيرة على جميع الاصعدة”.
وأوضح صالح ان “لكل بلد اهمية كبيرة على صعيد انتاج النفط، فهما يمثلان القوة الاكبر على صعيد الاحتياطي في العالم”.
وأكد المستشار المالي للحكومة أن “المجلس التنسيقي العراقي السعودي سيكون بداية لدخول رأس المال الخليجي برمته إلى العراق”.
وبين صالح أن “الاموال الخليجية تواجه صعوبة في التحرك داخل الدول اللاتينية والاوروبية لكنها ستجد مجالاً كبيراً في العراق بنحو سهل وانسيابية اوسع”.
ولفت إلى أن “الاتفاقات مع السعودية ستثمر عن تبادل في الخبرات وكذلك على صعيد الاستثمار والقيام بمشاريع ومد جسور الثقة مع العراق”.
وانتهى صالح إلى القول أن “المجلس سيكون الذراع الاقتصادي القوي للعراق والسعودية على صعيد حركة الاموال والبضائع والخدمات وكذلك التنسيق الدبلوماسي”.
وبحسب وزارة التجارة السعودية فأن “حجم التبادل التجاري مع العراق بلغ خلال السنوات العشرة الماضية 6 مليار و100 مليون دولار”.
ونقلت وسائل اعلام خليجية عن مصدر في الوزارة قوله إن “زيوت النفط الخام ومنتجاتها، ومخاليط العصائر والفواكه أو الخضار، والأجبان تصدرت قائمة أهم السلع السعودية المصدرة إلى العراق، فيما جاء في قائمة السلع المستوردة خرائط الألمنيوم، الصموغ والانتاجات، إضافة إلى حاويات النقل”.
من جانبه، ذكر النائب عن التحالف الوطني صادق المحنا في تصريح إلى “الصباح الجديد”، أن “حالة الصحة والتعافي التي مر بها العراق بعد انتصاره على تنظيم داعش الارهابي ساعدته على العودة إلى الحاضنة العربية بعد أن انتهت اوهام الاخرين بأن البلاد تقاد بنحو طائفي أو قومي”.
وتابع المحنا ان “الحكومة اثبتت من خلال سياسيتها بأنها بعيدة عن التجاذبات وتوجت جهودها بتأسيس المجلس التنسيقي مع الجانب السعودي الذي كان من المفترض ان ينعقد في وقت سابق”.
واعرب عن اسفه كون “الاعلام العربي ساعد في تضليل صورة العراق واعطاء مواقف غير صحيحة وبالتالي حصل فتور في العلاقة”.
وأكد المحنا ان “رئيس الوزراء حيدر العبادي وبعد أن نجح في الجانب الميداني بتحرير الاراضي واعادة تلك التي استولى عليها اقليم كردستان توجه إلى العرب من أجل مد جسور التواصل”.
ومضى المحنا إلى ان ” طاقم السفارة السعودية في بغداد وعلى رأسهم السفير عبد العزيز الشمري كان لهم دور ايجابي في التمهيد لهذا التطور في العلاقة بين بغداد والرياض”.
وتعمل قيادات البلدين على تأسيس مرحلة طموحة من العمل التجاري والاقتصادي والاستثماري غير المحدود خصوصاً مع الاعلان عن تأسيس مجلس التنسيق السعودي العراقي الذي يشكل حجر الأساس في العمل والتخطيط متوسط وبعيد المدى.
الاتفاق مع السعودية يمهّد الطريق أمام دخول الأموال الخليجية إلى العراق
التعليقات مغلقة