أغلبهم من النساء والأطفال وكبار السن
متابعة الصباح الجديد:
في أعقاب اعلان الحكومة العراقية في 5 تشرين الأول استعادتها لمدينة الحويجة والمناطق المحيطة بها، أفادت مصفوفة المنظمة الدولية للهجرة لتتبع النزوح بأن أكثر من 33 الف شخص قد نزح منذ إطلاق الهجوم قبل اسبوعين ، ومازال أكثر من 15 الفا و200 في حالة نزوح وأَنَ 17 الفا و700 منهم عادوا الى ديارهم.
فبعدما بدأت القوات العراقية في 21 أيلول الماضي عمليات عسكرية ضد معاقل داعش الاخيرة في وسط العراق – في قضاء الحويجة بمحافظة كركوك والشرقاط في صلاح الدين – التي كانت عصابات داعش الارهابية قد استولت عليها في عام 2014.
ووفقاً لأحدث البيانات الصادرة عن إدارة مصفوفة تتبع النزوح تم نقل معظم النازحين حديثاً من الحويجة والشرقاط الى المخيمات ومواقع الطوارئ الموجودة في المحافظات الثلاث في كركوك ونينوى وصلاح الدين.
وقد أشرف زياد خالص مسؤول إدارة المعلومات في المنظمة الدولية للهجرة في موقع حاج علي للطوارئ خلال الأسبوعين الماضيين على تسجيل أكثر من 6,700 فرد ( أكثر من 1,300 عائلة).
وقال مسؤول ادارة المعلومات تحسباً لتدفق أعداد جديدة من النازحين داخلياً من الحويجة والشرقاط الى موقعنا قمنا باعداد وتحضير مئات القطع من الخيام وتأمين الامدادات الطبية ، مضيفا أَنَه في ظل هذا السياق لحالات الطوارئ الإنسانية لابد من وجود تحديات كثيرة “حيث أًنَ العديد من النازحين ولاسيما النساء والاطفال يعانون من سوء التغذية وبحاجة الى رعاية خاصة منذ اللحظة الاولى”.
وبدءا من 4 تشرين الأول يعيش 30,156 شخصاً ( 6,538 عائلة) في موقع حاج علي للطوارئ. وتزود جميع العائلات النازحة في موقع حاج علي بخيمة وحزمة الاغاثة الأساسية اضافة الى الحصول على الخدمات الطبية.
قالت أم أنس التي بدأت الرحلة مع طفليها في الأسبوع الأول من العملية؛ هربنا مع عائلات أخرى ليلاً وسرنا لمسافة أكثر من ثماني ساعات للوصول الى نقطة التفتيش ومن ثم إنتقلنا الى موقع حاج علي للطوارئ، وهي واحدة من عشرات النساء النازحات حديثاً والتي تأتي للعلاج في المركز الطبي للمنظمة الدولية للهجرة في موقع حاج علي بسبب عدم مقدرتها الحصول على الطعام والرعاية الصحية المناسبة تقريبا لثلاث سنوات.
وحنان هي الزائرة الاخرى للمركز الطبي والتي لاذت بالفرار من الحويجة مع أطفالها الثمانية، أربع بنات وأربع صبيان وتقول عن هربهم السريع من الحويجة ” لقد ركضنا وتركنا خلفنا كل شيء لانملك شيئا سوى الملابس التي نرتديها. لم استحم لإسبوع لإني لا املك ملابس اخرى ” ، تلك الليلة مشينا انا واطفالي طوال خمس ساعات مع الاف الاشخاص الاخرين وفي زحمة هرب العائلات من المنطقة انفصل زوجي عنا وانتهى به الامر في كركوك” وتضيف حنان وهي جالسة بالقرب من ابنها زيد المصاب وكيس الادرار يرافقه ” أُصيب إبني زيد البالغ 7 سنوات برصاصة عندما كان يركض وظل يسير بالرغم من اصابته وهو مصاب الآن ويحتاج الى عملية جراحية قريباً.”
وجدان التي نزحت مؤخرا من الحويجة قالت إن ولدها البالغ ثلاثة اعوام في حالة سيئة منذ أربعة او خمسة أشهر وتقول ” لم يأكل شيئا في اليومين الاخيرين ولا يستطيع المشي لان الرعاية الصحية لم تكن متوفرة هناك. إبني يحتاج الى المساعدة لانه تعرض الى الجفاف الشديد” لدى وجدان ولدين آخرين واضافت انه عند هربها سيرا على الاقدام كانت تحمل طفلها المريض.
قُتل زوج وجدان منذ ثلاث سنوات والان ومنذ وصولها الى موقع حاج علي منذ أربعة أيام وهي بصحبة اولادها وتستطرد” امي وأخي بقوا في كركوك وبفضل الله نحن في أمان هنا في حاج علي وهنا في المركز الطبي يُعالج الطبيب إبني المريض بسائل عن طريق الوريد وسيتم نقله قريباً الى المستشفى”.
وما زال هناك أكثر من 3.2 ملايين و200 الف نازح في جميع أنحاء العراق بسبب الأزمة الحالية التي بدأت في كانون الثاني 2014. ويعيش ما يقرب من نصفهم في ترتيبات خاصة، في حين يعيش 24 في المائة منهم في مخيمات و 12 في المائة منهم في ترتيبات مأوى غير ملائمة (مجمعات غير رسمية ، والمباني الدينية، والمباني غير المكتملة). وظروف السكن لـ 14 في المائة منهم غير معروفة.