يعتقد البعض إن الأمر متعلق بمبدأ حق تقرير المصير! اذا كان أمر الشعب بيد اغوات لا همّ لها سوى مصالحها الشخصية وملء جيوبها بأموال الشعب.. فلنقرأ السلام على مصير الشعب.. فالاستفتاء بعيد عن صالح الشعب الكردي.
وهل مسعود وغيره من القيادات الكردية يحفلون حقا بالقومية الكردية؟
التاريخ السياسي لأكراد العراق منذ مصطفى البارزاني، يشير الى ان قياداتهم جعلت من اكراد العراق ورقة رابحة بيد اللاعب..فقد تحالفوا مع شاه ايران ضد اكراد ايران وضد العراق، البلد الذي آواهم حين هربوا من بطش الحكم التركي ضد الاكراد. واتفاقية صدام مع الشاه في 1975كانت لإيقاف التعاون بين الشاه واكراد العراق.
اما تعاون القيادات الكردية مع الحكام الاتراك ضد اكراد تركيا تشير له الاحداث وتدخل تركيا السافر. كل ذلك يدل على بعدهم عن القومية الكردية وكذبة ادعاءاتهم!
فلو سلمنا جدلا ان العراقيون وافقوا على الاستفتاء. فمن يضمن لنا عدم تكرار تجربة التسعينيات حين جعل الاميركان شمال العراق (Free Zone). نذكر كيف احتدم الصراع بين الاغوات آل مسعود وآل طلباني! التقيت بعائلات كردية هاربين لتركيا وحكوا لي عن مايفعله كل طرف حين يهجم على قرى الطرف الاخر من نهب وسلب! من يضمن ان الصراع ذاك لن يعود خاصة واميركا زودتهم بالسلاح لاستمرار الصراع لتحقيق مشروعها الاول في تقسيم تلك الدول وجعلها ضعيفة متخلفة حتى لو تحالفت مع اسرائيل، كما هو حاصل بين القيادات الكردية وحكام اسرائيل!
يؤكد الكثير من المحللين السياسين ان مسعود ادخل “الإقليم في نفق مظلم من الصعب الخروج منه، إذ أن بارزاني لم يحسب حساباته مع الداخل والخارج.. “.
فمع غلق الحدود ومنع تصدير النفط سيتورط بارزاني .. ويواجه ملفات كبيرة، وربما عقوبات دولية أو دبلوماسية ستتخذ بحقه.
وكانت أنقرة قد أعلنت إغلاق الحدود مع كردستان ومنع تصدير النفط من الإقليم عبر تركيا. وأعلنت إيران اتخاذ إجراءات لإغلاق المنافذ مع أربيل، فيما يتوقع مراقبون أن تتخذ الحكومة المركزية في بغداد خطوات جادة لانقاذ الشعب الكردي والمحافظة على وحدة العراق.
الدكتور حسين علاوي نجم قال لـ”موقع الحرة” إن “الإجراءات التي اتخذتها إيران وتركيا هي إجراءات طبيعية لمؤازرة الحكومة العراقية، وللحد من الاتجاه نحو الانفصال في ظل الامتداد الديموغرافي للأكراد في البلدين”.
فلاتركيا ولا ايران يهمهما مصلحة العراق وحكومة بغداد، لكن خوفهما من نجاح الاستفتاء وقيام دولة كردية سيشجع اكرادهم وهم اكثر عددا، ومضطهدين على عكس اكراد العراق الذين كلما اخذوا حقا من حقوقهم ابتدعوا سببا للتناحر مع حكومة المركز، لإضعاف الدولة.. فلماذا الاصرار على الاستفتاء الان والبلد لم يتنفس الصعداء بعد تخليص الموصل من براثن داعش؟
اذن هي محاولة لإبتزاز حكومة العراق. فبين الحين والحين الآخر يتوقفون عن دفع رواتب البيشمركة والموظفين الاكراد ويلقون باللائمة على الحكومة المركزية! لتأجيج مشاعر الحقد والكره ضد حكومة العراق!
إذن على اكراد العراق أن يعوا المطب الذي تحفره قياداتهم.. ويقفون ضد مخططات مسعود غير المسؤولة والتي لاتخدم غير اميركا ومصانع اسلحتها.
فحكومة بغداد لو وافقت على الانفصال سيتباكى الاكراد حين يتعرضون لهجوم تركي أو ايراني!
ابتسام يوسف الطاهر
الاستفتاء.. هل هو في صالح الشعب الكردي؟
التعليقات مغلقة