المرأة السعودية تبدأ رحلة خروجها من القمقم ودائرة الانغلاق

بغداد – أحلام يوسف:
تحاول السعودية اليوم تغيير نهجها سياسيا واجتماعيا فيما يخص المرأة، خاصة بعد التغييرات التي طرأت على الساحة السياسية في العالم، وكان أهمها زيارة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب، والتي لحقتها الازمة القطرية مع دول الخليج، والاتهامات، والمؤتمرات، والمشاحنات التي أعقبت ذلك.
السعودية اليوم تحاول تلميع صورتها، ليس فيها يخص دعمها للإرهاب فحسب، بل فيما يخص تعاملها مع المرأة في كل تفاصيل حياتها، فبعد ان كانت قيادة المرأة للمركبة تعد من المحرمات، اليوم تعلن السعودية قرارا قد يجد فيه البعض مادة للتهكم، كما عينت وزارة الخارجية السعودية فاطمة سالم باعشن، متحدثة باسم السفارة السعودية في واشنطن، لتكون أول سيدة سعودية في ذلك المنصب. وبالنسبة للعارف بحال المرأة، ووضعها اجتماعيا وقانونيا في السعودية، يجد انها خطوة كبيرة توحي بالأمل بتغيير أكبر.
وقد غردت إيفانكا ترامب ابنة ومستشارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، مرحبة بالقرار الذي أصدره العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز بشأن السماح للمرأة بقيادة السيارة في السعودية، وقالت عبر حسابها على تويتر ان هذه الخطوة المهمة هي خطوة في الاتجاه الصحيح”. وأضافت “اليوم كان تاريخيا للمرأة في السعودية، إذ صدر قرار برفع الحظر عن قيادة المرأة للسيارة”.
هذا الموضوع لو اسقطناه على المرأة العراقية، لوجدنا ان المرأة العراقية في الوقت الذي كانت فيه دول الخليج تغرق في الجهل والتضييق على المرأة، كانت المرأة العراقية قيادية، متسنمة مناصب عليا في الدولة، لكن اليوم نجد ان هناك الكثير من المناطق الشعبية تعيش حالة تخلف، وردة مخيفة، فمقابل الانفتاح الذي كانت تعيشه المرأة قبل عقود، يحاول البعض من العراقيين اليوم الارتماء بحضن دائرة الانغلاق.
يقول الأستاذ والباحث هشام الجبوري، المرأة العراقية كانت انموذجا يحتذى به في سبعينيات القرن الماضي، حيث نالت المرأة العراقية حريتها، وأصبحت المرأة المتعلمة هي الغالبة، ولا اعتقد ان المرأة السعودية كانت تحلم مجرد حلم، ان تصل الى الدرجات العليا التي كانت تقف عليها المرأة العراقية بقوة وجدارة وثقة، اليوم اجبرت على ان تكون كائن من الدرجة الثانية، وادنى مرتبة من الرجل الذي يدعي ايمانه بان المرأة هي نصف المجتمع، والسبب ان العديد من العائلات العراقية في الكثير من المناطق الشعبية تكون نسبة الجهل والامية فيها قد وصلت الى درجات مخيفة ومحبطة، لذلك فاعتقد ان الأمية والازدواجية هي احدى اهم المشكلات والعقبات التي تواجه المرأة اليوم في حياتها الاجتماعية والسياسية، واحمد الله ان هناك نساء استطعن ان يثبتن وجودهن، فكن اشجع من غيرهن، لان المرأة العراقية بكل الحالات والظروف افضل حالا، واقوى من أي امرأة أخرى في العالم، وهذا ما اثبتته على مدى قرون، وبكل الظروف الصعبة التي مر بها العراق والقت بظلالها عليها.
طرحنا على الجبوري سؤالا يتعلق بتلك النسوة الشجاعات، اللواتي تحدث عنهن، وهل ان للرجل دورا في هذا الموضوع فقال: نعم بالتأكيد الرجل سواء شئنا ام ابينا بيده مفتاح حرية المرأة، لأنها لا تستطيع ان تنتفض ضد عادات وتقاليد اجتماعية قد تتسبب بمقتل احداهن، من دون ان يقف الرجل خلفها سواء ابوها، او اخوها، او زوجها، وقد يكون السبب في التغيير الذي طرأ على المرأة السعودية هو تولي الأمير محمد بن سلمان مجددا منصب ولي العهد.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة