كولالة نوري*
(القديسة 1)
تقول لطارقها «لا أفتح الباب
إلا لذي شرف لا يخجل من وجهه أمامنا ولا تحت السماء،
السماء التي تكتمون صوتها، وتغلقون في وجهنا أناشيد النجاة «
يخلع القواد الملثّم باب القدّيسة
ويرى عذراء الروح تلك
فينتصب قضيب حقده نحو دمائها .
(القديسة 2)
تتذكر القديسة طفولتها
وهي تًترك وحيدة مع رأس والدها المقطوع .
تصرخ القديسة
تتذكّر شوارع بغداد وتستعجل التذكر
كي تصل لشارع السلطان وهو يمد لها خارطة هذا المصير .
تدقّق التذكّر كي تحفر المشهد في نطقها
وتردد أمام القواد «أشهد ألا مجرم إلا السلطان واشهد أنكم عبيده وعبيد الشيطان».
(القديسة 3)
لا تصدّق الدماء أمامها
تلتفت بكامل جمالها نحو السماء
« لقد استعجلتَ عيدك الهي.. وربما تهتَ بين التقاويم القمرية
ففي العراق
لا شمس لدينا كي تنير القمر في ظلامنا
انه عيد رمضانك وليس أضحاك «
يلتقط القوّاد الملثم صلاتها
يركعها على الدماء لتتوضّأ بضوء الطلقة .
(القديسة 4)
تركض نحو اللااتجاه
ربما نحو باب ما أو شبح رجل ما غزاها أول مرة
تركض طويلاً في تاريخ جوعها الطويل وحنقها الطويل
تركض لتسقط بين باب غرفة لا يغلق وكاتم رحمة لقواد ملثم كالح السواد .
(القديسة 5)
تتذكر صوتها الرخيم القديم»غريبة من بعد عينج يا يمَا»
تنسى صوتها الرخيم .. خرساء إلا من عينين لا ترمشان،
وهي ترى الخفافيش من شق باب الحمّام
يشحذ القوّاد كبته لاعقاً جسدها في رأسه،
حين يصل ذروته
يخنق للأبد هديل اليمام .
*نَصّ احتجاج كتبته على جريمة قتل ضحايا الفساد المالي والسياسي وفشل إدارة المجتمع لتحقيق رفاهية العراقيين.
(النساء الضحايا في منطقة زيونة ببغداد) هن رمز للكارثة الهائلة التي دفعت نساء العراق الثري داخل البلاد إلى عمل صعب ومؤذٍ لأجسادهن وأرواحهن وسمعتهن.. بكل بساطة لأن الراعي غير مسؤول عن رعيته من نساء العراق (بنات الشهداء والمفقودين والجثث المجهولة الهوية في دجلة والفرات) بل مشغول بإعداد العدة للولايات وحماية الفاسدين بأموال العراق. صلواتي لأرواحكن بالرحمة.