متابعة الصباح الجديد:
اعتبر رئيس اقليم كردستان مسعود بارزاني أن تقرير المصير حق طبيعي للشعب الكردي كما الشعوب الاخرى، فيما حذر من أن العراق أمام حلين هما التقسيم الكلي او الشركة الحقيقية.
وقال بارزاني في مقابلة مع قناة الجزيرة، الاحد، إن «حق تقرير المصير ليس بالامر الجديد، وهو حق طبيعي لكل الشعوب، والشعب الكردي لديه هذا الحق كأي شعب آخر»، موضحاً أنه «قد بدأ الاعداد بالفعل للعملية في برلمان كردستان، ولا استطيع تحديد الوقت لذلك لكن البرلمان يسرع الاجراءات لتشكيل مفوضية عليا مستقلة في كردستان، ولا أعتقد أن المسألة ستأخذ وقتاً طويلاً».
وأضاف أنه «يجب منح الفرصة لشعب كردستان ليقرروا بأنفسهم مصيرهم ليمنحوا تفويضا لبرلمان الاقليم ورئاسته، ليتم لاحقا اتخاذ قرار بخصوص وقت وكيفية تطبيقه»، مشيراً إلى أن «هذه العملية قد تستغرق شهرا او عاما، لكنها لن تصبح عائقا أمام مشاركتنا في العملية السياسية، حينما يتخذ شعب كردستان قراره سنتحدث مع الجهات الاخرى في العراق لانجاز الموضوع عبر التفاهمات».
وتابع بارزاني «حاولنا خلال السنوات العشر الماضية بكل امكاناتنا وبكل جدية الجلوس مع بغداد ومع الحلفاء الآخرين من شيعة وسنة، حاولنا انشاء عراق جديد، عراق فيدرالي ديمقراطي متعدد، لكن للاسف لم تنجح تلك المحاولات»، مشيراً الى ان «العراق الآن مجزأ، ولسنا مسؤولين عن ذلك».
وحذر بارزاني من ان «الوضع مترد جدا، ولا يمكن حله بسهولة من خلال التمني، وهناك حلان إما ان يحدث تقسيم كلي، أو أن تكون هناك شراكة حقيقية، لكن الوضع لن يعود إلى ماكان عليه سابقا عندما كان العراق مركزيا ويجلس شخص في بغداد ليقول أنا رئيس الوزراء وأنا القائد العام للقوات المسلحة واواجه المواطنين كيفما أشاء، هذا غير ممكن، إذا كان من الممكن الجلوس معا فنحن مستعدون لمساعدتهم، وإلا فإن العراق يتجه يوما بعد يوم نحو التقسيم.
وعلى صعيد متصل قال زلماي خليل زاد في مقال له نشرته صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية على موقعها الإلكتروني، «إذا فشلت الحكومة المركزية في منح تنازلات مرضية للسنة والكرد ، فإن ذلك من شأنه أن يدفع الكرد نحو طلب السيادة والاستقلال. والكرد جادّون، ويجب على المجتمع الدولي التكيف مع هذا الواقع الناشئ».
وحمّل السفير الأميركي الاسبق ، «جميع القادة العراقيين مسئولية حل الأزمة التي تعيشها البلاد حاليا «، ملقيا «بالحمل الأكبر على عاتق السياسيين الذين يسيطرون على الحكومة المركزية»، داعيا «الأحزاب الشيعية الى اختيار مرشح لتولي منصب رئيس الوزراء يمكنه تقاسم السلطة ، وتحقيق اللامركزية في الحكومة وانهاء تسييس قوات الأمن».
ولفت إلى أن إقليم «كردستان العراق – كشرط أساسي للعمل مع الحكومة المركزية – يسعى لأن يكون له الحق في تصدير النفط الذي يوجد على أراضيه؛ وضم مدينة كركوك ومناطق أخرى إليه ؛ وتسوية مشاكل الميزانية، والحفاظ على أن يكون له ميزانية مالية مستقلة ، فضلا عن اشتراطه أن تسيطر قوات البيشمركة على المنطقة، بما في ذلك حصولها على أسلحة للدفاع عن نفسها ضد تنظيم «داعش».
وأشار زاد إلى أن «الكرد ليسوا على ثقة من قبول بغداد لهذه المطالب، لذا بدأوا في استعدادات موازية من أجل اعلان الاستقلال»،لافتا إلى «أن مسعود بارزاني رئيس اقليم كردستان، طلب من البرلمان الكردي إنشاء مفوضية انتخابية وتحديد موعد لإجراء استفتاء على الاستقلال».