الفنون الجمالية، مصطلح تعددت أوصافه ورؤى المدارس النقدية له، واختلف الباحثون في توصيف الفنون الجميلة، واهميتها وفقا لما يهتم به الباحث، فالمهتم بالمسرح، يؤمن ان المسرح أبو الفنون، ومن يشتغل في مجال السينما يرى ان السينما عالم ساحر لا ينافسه على التأثير أياً من الفنون الأخرى، وهكذا مع الفنون التشكيلية ( الرسم والنحت وغيرها)، إضافة الى فن العمارة والتصميم ، التي دخلت مؤخرا على عالم الفن والجمال، بنحو عام الفنون وكل الابداعات التي يقوم بها الانسان إنما هي ترجمة لأحاسيسه وتفاعله مع العالم المحيط به، وكل يترجم على وفق رؤاه الخاصة وانطباعاته التي تنعكس بالضرورة على عمله، فتظهر على شكل رسم، او كلمات ، او رقص تعبيري الخ من الفنون والانفعالات التي تبني ذهنية المتلقي .
مصطلح الفنون الجميلة، ظهر في عام 1767 وأصله الفرنسي beaux arts وتمت ترجمته حرفيا للغات العالم. ويتم الإشارة بهذا المصطلح إلى الفنون التي ترتبط بالجمال والحس المرهف المطلوب لتذوقها. عند بدء استعماله كان يستعمل في وصف عدد محدود من الفنون المرئية كالنحت والطباعة وبنحو أساسي الرسم. عند النظر إلي كليات الفنون الجميلة الموجودة في مصر كمثال, نجد أنها أقسام الديكور والعمارة والتصوير بشعبتيه الجداري والزيتي وقسم التصميمات المطبوعة وقسم النحت. فيم تعد مثلا في الدول الغربية العمارة ليست من ضمن الفنون الجميلة وتكون في أكاديمية متخصصة على الرغم من وجودها على قمة الفنون وووصفها الفن الأول قبل المسرح, ولكنها تعد فناً تطبيقياً منه جميل. وتجدر بنا الإشارة هنا لتصنيف الفنون السبعة لكونه التصنيف الأكثر كمالاً في مجال تصنيفات الفنون.
وصف الجمال في المصطلح لا يعتمد بالدرجة الأولى على جمال الشكل وإنما الغرض من عمله أو بمعنى أدق صفاء مضمونه من أغراض أخرى غير الجمال ذاته. أي أننا بهذا التعريف نستبعد الأعمال الحرفية أو ما يطلق عليه فنون تطبيقية كالمنسوجات. يتم إعادة وصف بعض الأشياء خارج مجال الفنون بهذا المصطلح عندما يتقن شخص ما هذا العمل فمثلا نستطيع القول « انتقل بيليه بكرة القدم إلى مستوى الفن الجميل»، يستعمل المصطلح في يومنا الحاضر بنحو خاطئ لوصف أي نوع من الفنون كتأكيد على الجمال والجودة.
الفن والمسرح جسر للتواصل بين الفنان والجمهور لبناء الإنسان وجمال المكان
التعليقات مغلقة