كان مسؤولاً عن بيعها هي وزميلاتها المختطفات
متابعة الصباح الجديد:
فيما تشق القوات العراقية طريقها إلى داخل مدينة تلعفر، أحد آخر معاقل تنظيم ما يعرف بالدولة الإسلامية في البلاد، ويوجه رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي رسالة لنحو ألفي مقاتل منهم هناك بأن عليهم “الاستسلام أو سيكون مصيرهم الموت”، تعرفت فتاة أيزيدية على أحد عناصر تنظيم الدولة عندما ظهر على شاشات فضائية كردية خلال نزوحه مع أهالي تلعفر إلى مناطق آمنة تحت سيطرة القوات العراقية.
وقالت الفتاة التي تدعى إيفانا وليد إنها تمكنت من التعرف على العنصر بتنظيم الدولة الإسلامية وكان مسؤولا عن المتاجرة بها هي وزميلاتها المختطفات في تلعفر غرب الموصل، مشيرة إلى صورة رجل قالت إنه يلقب بـ “أبو علي” وهو يتظاهر بأنه نازح والتقطته عدسات الكاميرا التي تنقل تغطيات حية لمعارك تلعفر التي اندلعت الأحد الماضي.
نعرفه جيدا
وكتبت الفتاة على حسابها في موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك تقول: “لا يمكنني نسيان وجهه أبدا، كان مسؤولا عن بيع وشراء جميع الإيزيديات في تلعفر، أنا والكثير من الناجين والناجيات نعرفه جيدا”.
وتابعت قائلة: “أنا متأكدة جدا من صوته، وحين أسمعه اتذكر كيف كان يتحدث معنا بقسوة وكيف كان يهيننا، وكيف كان يقول بأنه سيبيعنا””.
وأضافت إيفانا قائلة: “هذا الشخص اشتراني وباعني أكثر من مرة”.
مطلوب تحقيق
وأكدت الفتاة الأيزيدية أنها مستعدة للوقوف بوجهه وتواجهه بـ”كل الأفعال” التي فعلها بها، وبالناجيات الأخريات.
وقالت إيفانا وليد: “نطلب من الحكومة التحقيق الجيد معه لأن أغلب الناجيات كن في تلعفر، وهو يعرف أين هن الآن وماذا حدث لهن”.
وأضافت قائلة: إن “هذا الشخص يجب معاقبته”، لافتة إلى أن “هناك المئات من عناصر التنظيم فروا بين الأسر النازحة”.
يذكر أن ايفانا وليد هي واحدة من عدد محدود ممن نجوا من مسلحي تنظيم الدولة الذين أسروا واستعبدوا بشكل منهجي آلاف الأيزيديين ومعظمهم من النساء والأطفال عندما احتلوا بلدة سنجار في آب/ أغسطس 2014.
ومازال نحو ثلاثة آلاف أيزيدي بينهم نساء وأطفال في عداد المفقودين حيث يتوقع وجود الكثير منهم في بلدة تلعفر.
ويقول الكاتب الإيزيدي خضر دوملي بشأن اختطاف الإيزيديات من قبل تنظيم “داعش”:عندما قام تنظيم داعش بوضع تخطيط ممنهج لخطف النساء الايزيدية ووضع الاليات المحددة في كيفية التعامل معهن بعد الثالث من آب اغسطس 2014 ، لم يكن لدينا اية تصورات بوصول واقعهن الى ما هو عليه اليوم في ظل معركة الموصل بأن الغموض يلف مستقبلهن وماسيحصل لهن مع سوداوية المشهد الحربي الذي يحيط بجميع اطراف الموصل.
تنظيم داعش الارهابي الذي خطف وفقا لاحصاءات مكتب شؤون المخطوفين اكثر من ستة ألاف واربعمائة شخص اكثر من نصفهم من النساء، (( أؤكد هنا مجددا انهن – انهم مخطوفات مخطوفين وليسوا أسيرات ولا أسرى، لانهم لم يكونوا يحاربون بل تم خطفهم لغرض سبيهم وبيعهم واستعبادهم وفقا لما خطط له داعش )) الذي كان قد أعد خطة منظمة في كيفية التعامل مع الموضوع، ووضع الاليات المحددة لغرض تنظيم سبي النساء، وشاهدنا في الكثير من وسائل الاعلام القريبة من التنظيم او التي بثها التنظيم نفسه على صفحات المواقع الالكترونية، كيف بدأوا بعمليات بيع النساء والمتاجرة بهن كأية سلعة اخرى، وصل الامر في النهاية منذ مطلع هذا العام لأنشاء صفحات ألكترونية ومواقع خاصة لعرض النساء للبيع والاطفال ( مثل موقع الخلافة – سوق السبي – سوق النخاسة واخيرا سوق عكاظ) ، في صورة تنافي كل القيم الانسانية لصفحة من صفحات الاتجار بالبشر.
الجانب الاخر الذي يتعلق بموضوع خطف النساء الايزيديات من قبل تنظيم داعش الارهابي تمثل بوضع الاليات الخاصة بالتعامل مع السبايا وما لحق بهن على ضوء التطورات التي استحدثت هناك، حيث تعاملت معها محاكم التنظيم والتي سميت بمحكمة الدولية الاسلامية في العراق والشام (في اغلب المدن التي سيطر عليها التنظيم تم انشاء محاكم خاصة لهذا الامر مثل الموصل – تلعفر – الرقة) ، ثم بدءا من نظام عتق الرقبة ووصولا الى اعتبار النساء والاطفال الايزيدية الذين استخدموا كجواري وسبايا، ملك ما يسمى بـ الدولة الاسلامية وتم بيعهن مجددا، والكثير من الناجيات أكدوا هذا الامر وكيف تصرفت معهن المحاكم وكيف أجبرن على ان يصبحن سبايا وجواري لدى قادة واعضاء تنظيم داعش لأكثر من مرة .
مع المعطيات المستمرة لهذا الملف الكبير الذي صدرت بخصوصه العديد من التقارير الدولية، والمعطيات التي تأكدت بشهادات الناجيات التي أشرن الى الكثير من الاليات التي اتبعها تنظيم داعش مع النساء الايزيديات ، مثل فرض العقوبات الصارمة عليهن، بمحاولتهن الهرب من حبس انفرادي الى التعذيب الشديد وفي حالات محددة تعرض بعضهن الى ممارسات بشعة بسبب محاولتهن الهرب وصلت الى قتل اطفالهن، ومثال احدى الناجيات التي حاولت الهرب وتم تسميم ثلاثة من اطفالهم في الرقة واحدة من الادلة الشاخصة بهذا الخصوص، هذه ليست سوى مواقف قليلة مما تعرض لها النساء الايزيديات في قبضة التنظيم الذي لم يترك وسيلة ألا وأتبعها لأضفاء الشرعية لقيامه بسبي النساء وبيعهن وخطف الاطفال منهن.